2800 هزيمة للجيش العراقي خلال عام

2800 هزيمة للجيش العراقي خلال عام

29 يونيو 2015
خاض الجيش العراقي و"داعش" 3250 مواجهة خلال عام(فرانس برس)
+ الخط -
كشفت إحصائية مسرّبة من وزارة الدفاع العراقية، حصلت عليها مؤسسة "وشه" في إقليم كردستان، أنّ الجيش العراقي فشل في معظم المواجهات المباشرة التي خاضها مع "داعش" منذ عام.
وذكر تقرير أعدته مؤسسة "وشه"، ترجمت "العربي الجديد" جزءاً منه، أن تقريراً مسرّباً حصلت عليه المؤسسة من وزارة الدفاع العراقية يظهر أنّ "الجيش العراقي ومسلحي تنظيم داعش دخلوا نحو 3250 مواجهة مباشرة خلال فترة عام واحد بدأت في يونيو/ حزيران 2014، هزم فيها الجيش في 2800 مواجهة".

اقرأ أيضاً: موسم هجرة الجيش العراقي إلى مليشيات "الحشد"

ونقلت المؤسسة الكردية عن مقرر لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي، شاخوان عبد الله، قوله "إن السبب الرئيسي في هزائم الجيش العراقي هو أن الأخير قام باستقدام جنود وأشركهم في القتال بمناطق بعيدة عن مناطقهم الأصلية، وهم لم يكونوا مستعدين للقتال دفاعاً عنها لأنهم لا يشعرون بانها تهمهم". وأشار البرلماني العراقي إلى أن أفضل وسيلة لتقوية الجيش هي إنشاء قوات مناطقية، لكل منطقة قواتها التي تدافع عنها، مبيّناً أن نجاح البشمركة الكردية في تحرير 95 في المائة من المناطق الكردية من مسلحي "داعش" مثال على نجاح تلك الخطة.
وانتقد عبد الله مواقف رئيس الحكومة العراقي الحالي، حيدر العبادي، من موضوع تسليح وتشكيل قوات خاصة بالمناطقة ذات المكون السني العربي. وأشار إلى أنّ موقف العبادي لا يختلف عن موقف رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، بل يعد تكراراً لموقفه ولا نية لديه في الأصل لإصلاح مؤسسة الجيش.
وتكبّد الجيش العراقي هزائم كبيرة خلال فترة العام الأخيرة، حيث خسر محافظة نينوى في يونيو/ حزيران 2014، ثم خسر صلاح الدين وبعدها الأنبار. وباتت المناطق المتاخمة للعاصمة العراقية الآن ساحة للقتال الذي دخلت فيه المليشيات التي تعتبر نفسها بديلاً للجيش.
وكشفت التحقيقات التي أجرتها لجنة نيابية عراقية عن أسباب سقوط نينوى ومركزها محافظة الموصل، فضلاً عن تصريحات مسؤولين أكراد بارزين حول الموضوع، وجود ما يشبه الخطة لتفكيك الجيش العراقي وتدميره يقف خلفها المالكي ومساعدوه في المؤسسة الأمنية.
وعزا محللون عراقيون أسباب توجهات المالكي تلك إلى أنها ربما كانت رغبة إيرانية بالتخلّص من الجيش العراقي وتفكيكه خوفاً من استرداد قوته وتهديد النفوذ الإيراني في العراق. وهو ما يفسر من وجهة نظرهم مسارعة إيران إلى تشكيل عدد كبير من المليشيات يتخطى الـ40 وفي وقت قياسي. وترتبط هذه المليشيات بإيران بشكل مباشر وتتلقى السلاح والدعم منها.
من جهته، اعتبر عضو جمعية المحاربين القدامى في بغداد، العميد الركن محمود سالم، أن الجيش العراقي غير قادر على تحرير البلاد من "داعش" في الوقت الحالي.

وأوضح سالم أنّ "أي محتل لا يمكن له أن يبني جيشاً وطنياً عقيدته لأرضه وشعبه، فذلك يهدد مصالحه، كما حال الولايات المتحدة التي بنت الجيش العراقي الجديد وفقاً لمعايير صنعتها هي للحفاظ على وجودها العسكري آنذاك وأغرت الجميع بالمال وبات الانتساب للجيش من أجل الثراء، لذا من الطبيعي أن الجيش يهرب مع أول تهديد بالموت جدي له".
ولفت سالم إلى أن "وجود مواجهات حقق الجيش تقدماً فيها، لا يعود إلى الجيش نفسه، بل هي اشتباكات شاركت فيها مليشيات عقائدية في مناطق من حزام بغداد وصلاح الدين". وخلص إلى القول إنّ "الولايات المتحدة تعي جيداً أن هيكلة الجيش الحالي وبناءه من الصفر هو الحل لمواجهة داعش أو مواجهة المليشيات".

اقرأ أيضاً: إقصاء طائفي في ديالى يثير أزمة جديدة في العراق