هل منعت تونس مؤتمراً صحافياً لعبد الهادي الحويج؟

هل منعت تونس مؤتمراً صحافياً لعبد الهادي الحويج؟

20 ابريل 2019
الداخلية التونسية أخطرت نزل العاصمة بعدم احتضان لقاءات الحويج(فيسبوك)
+ الخط -
ألغي اليوم السبت في تونس مؤتمر صحافي لعبد الهادي الحويج، وزير الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الموالية لحفتر، والتي يقودها عبد الله الثني ولا تحظى بالاعتراف الدولي، وسط أنباء تفيد بأن السلطات التونسية منعت انعقاد المؤتمر.

وكان الحويج قد دعا اليوم إلى مؤتمر صحافي للقاء وسائل الإعلام التونسية في أحد نزل العاصمة تونس، بهدف تقديم مستجدات الوضع حول معركة طرابلس، غير أن اللقاء الإعلامي أُجّل لأسباب غامضة.

وعزا مكتب الإعلام المرافق للحويج في بلاغ "أن الندوة (المؤتمر) تأجلت إلى وقت لاحق سيتم الإعلان عنه، وذلك بسبب ورود مستجدات تفيد بتطورات الأحداث الإيجابية بشكل متسارع في ليبيا"، فيما ترجح معلومات متطابقة أن السلطات التونسية منعت انعقاد هذا المؤتمر الصحافي خشية أن يتم استغلال المنابر التونسية نحو مزيد من تعميق الخلافات وتقويض المساعي التونسية المبذولة نحو التهدئة وإيقاف القتال.

ونقلت مصادر أن الداخلية التونسية أخطرت مختلف نزل العاصمة بعدم احتضان أي لقاء إعلامي للحويج بدون ترخيص من السلطات التونسية.

وقال مقرر لجنة الحريات والعلاقات الخارجية بالبرلمان التونسي عماد الدايمي، القيادي في "حراك تونس الإرادة"، إن "موقف الحكومة التونسية مشرّف بمنعها اليوم عقد الندوة الصحافية في تونس للمسمى عبد الهادي الحويج وزير خارجية حكومة الثني التابعة لحفتر والموازية للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ومطالبة الشخص المذكور بمغادرة تونس هو قرار موفّق ومشرّف ويستحق الإشادة به من منطلق القسط والموضوعية"، على حد قوله.

ولفت الدايمي إلى أن "هذا الشخص هو بمنطق القانون الدولي والعلاقات الثنائية التونسية الليبية منتحل صفة وعضو في حكومة غير شرعية وغير معترف بها دولياً، والقبول به بصفته تلك كان سيكون خرقاً لقرار مجلس الأمن 2259 لسنة 2015 والقاضي بحظر التعامل مع الأجسام الموازية واعتبار حكومة الوفاق الوطني هي الحكومة الشرعية في ليبيا ومقرها طرابلس العاصمة".

وأضاف القيادي في "حراك تونس الإرادة"، في تدوينة على صفحته الرسمية "هذا الموقف يمضي في الاتجاه الصحيح ولا يجب أن تنتكس الدبلوماسية التونسية عنه مطلقاً، ولا يجب التردد أبداً في اتخاذ مواقف تنتصر للحق والقانون ومصلحة تونس الحقيقية.. بعيداً عن مواقف بعض الأغبياء المنساقين وراء الأجندة الحفترية الإماراتية المصرية.. الطامعين في الرز الخليجي والحالمين بالجزمة العسكرية"، على حد تعبيره.

وأضاف الدايمي "تونس يجب أن تقف حكومة وشعباً مع الشعب الليبي وحكومته الشرعية ضد المعتدين وضد الأجندات الأجنبية التي تريد محاصرتنا ومحاصرة الجزائر الشقيق وضرب تجربتنا الديمقراطية".

ويبدو أن وزير الخارجية في حكومة بنغازي لم ينسق مع السلطات الرسمية التونسية ولم يتم إعلام الخارجية التونسية ولا وزارة الداخلية باللقاء الصحافي وحملة الترويج الإعلامي.

وفي هذا السياق، قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن موقف تونس "محايد من أطراف الصراع في ليبيا، وجميع الضيوف مرحب بهم في تونس شرط أن يتم التنسيق مع الجهات الرسمية واحترام سيادة الدولة التونسية ومؤسساتها".

ولفت المصدر إلى أن قواعد التعامل الدبلوماسي والأعراف تقتضي إخطار وزارة الداخلية التونسية والتنسيق مع وزارة الخارجية لتفادي أي إشكاليات.

ووصل الحويج إلى تونس في جولة أعلن أنها تهدف إلى شرح مجريات الأحداث في معركة طرابلس للجهات التونسية وللإعلام التونسي بحسب تصريحاته.

وشرع وزير الخارجية في حكومة عبد الله الثني المدعومة من مجلس النواب الليبي واللواء خليفة حفتر، في اتصالاته مع القيادة التونسية محاولاً لقاء الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد ورئيس البرلمان محمد الناصر ووزير الخارجية خميس الجيهناوي.

ولم تبد أي من الأطراف الرسمية التونسية إلى حد الآن استعدادها للقاء الحويج، فيما يحاول عبر عدة قنوات لقاء أحد المسؤولين التونسيين.

ويرى مراقبون أن عدم لقاء الحويج يندرج في إطار اعتراف تونس بحكومة طرابلس المعترف بها من قبل الأمم المتحدة إلى جانب عدم رغبة القيادة التونسية في التشويش على مبادرة التسوية من خلال فسح المجال للحكومة الشرقية بإطلاق مواقف أو إعلانات من تونس قد تزيد من حجم الاحتقان والصراع الدائر في ليبيا.

وتتزامن زيارة الحويج مع دعوة تونس إلى اجتماع ثلاثي لوزراء خارجية الجوار الليبي، حيث سيجمع خارجية تونس مع الجزائر ومصر، في وقت تعتبر تونس أن محمد سيالة وزير خارجية حكومة الوفاق هو النظير المعترف به أممياً وليس الحويج.

من جانب آخر، التقت القيادة التونسية الطرف المعترف به أممياً، إذ استقبل الرئيس التونسي وسط الأسبوع الفائت أحمد معيتيق، النائب الأول لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبي، فيما استقبل وزير الخارجية خميس الجيهناوي خالد المشري رئيس مجلس الدولة الليبي، لمتابعة تطور الأوضاع منذ اندلاع معركة طرابلس.

المساهمون