إقبال محتشم للتونسيين على الانتخابات الجزئية بألمانيا

إقبال محتشم للتونسيين على الانتخابات الجزئية بألمانيا... ومخاوف من تداعياته

16 ديسمبر 2017
أقل من 1% صوتوا في اليوم الأول(أود أندرسون/فرانس برس)
+ الخط -

تتواصل عمليات تصويت المهاجرين التونسيين المقيمين في ألمانيا في مراكز الاقتراع الأربعة الموجودة بمقر سفارة تونس في برلين وقنصلياتها بكل من هامبورغ وبون وميونخ، لانتخاب ممثل جديد بألمانيا بمجلس نواب الشعب، وسط إقبال وصف بالضعيف والمحتشم.

وسجل اليوم الأول من التصويت في الانتخابات التشريعية الجزئية إقبال أقل من 1 بالمائة من الجالية التونسية المرسمة في سجل الناخبين، والبالغ عددهم حوالى 26 ألف ناخب، فيما سجل اليوم الثاني ارتفاعاً طفيفاً وصفه المتابعون من المنظمات والملاحظين على عين المكان بـ"المحتشم".

وتدور الانتخابات التي تنتهي يوم غد الأحد بين 26 مترشحاً يتنافسون على مقعد وحيد بالبرلمان التونسي سيمثل قرابة 90 ألف مهاجر تونسي يقيم بمختلف مقاطعات ألمانيا، وتدوم ولاية العضو الجديد لما بقي من المدة البرلمانية التي تنتهي خريف 2019.

ووصف رفيق الحلواني، رئيس منظمة مراقبون المختصة في رصد ومتابعة الانتخابات أن اليوم الأول سجل مشاركة محتشمة للناخبين التونسيين، حيث بلغ عدد الناخبين 233 ناخباً فقط، أي ما يعادل 0.88 بالمائة من جملة الناخبين الذين تم رصد مشاركتهم في 10 مكاتب اقتراع موزعة على 4 مراكز اقتراع في مقرات السيادة التونسية في ألمانيا.

ولفت الحلواني في تصريح لـ"العربي الجديد" أن نسب الإقبال في اليوم الثاني دون المأمول بحسب شبكة المراقبين، منوهاً باحترام الهيئة الفرعية بألمانيا احترامها توقيت فتح المكاتب وإغلاقها واحترام إجراءات وقواعد العملية الانتخابية.

من جانبه، أرجع أستاذ القانون الدستوري، الصادق بلعيد، في تصريح لـ"العربي الجديد" عزوف الناخبين عن مكاتب الاقتراع إلى تراجع ثقة الناخبين في الطبقة السياسية والأحزاب بمختلف أشكالها ومرجعياتها، بسبب الخطاب السياسي والممارسة التي لا ترتقي إلى انتظارات التونسيين داخل البلاد وخارجها.

وحمل بلعيد الأحزاب السياسية مسؤولية تراجع إقبال التونسيين على الحياة السياسية وعزوفهم عن المشاركة في وسائل الانتقال السياسي وتقرير المصير، معتبراً أن هذا العزوف يخدم فئات وأحزاباً دون غيرها، ويقلص إمكانيات التغيير أو التحسين التي يبحث عنها المواطن.

ولفت أستاذ القانون إلى أن التجربة التشريعية الجزئية في ألمانيا هي مؤشر سيتكرر في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، كالبلديات والتشريعية والرئاسية.

أما القاضي فاروق بوعسكر، عضو الهيئة العليا للانتخابات والمتواجد في برلين ضمن الوفد الرسمي للهيئة للإشراف على العملية الانتخابية فقال، إن نسق التصويت طبيعي وعادي ولا يمكن الجزم بمستوى المشاركة قبل نهاية الاقتراع، يوم غد الأحد، بعد إغلاق آخر صندوق اقتراع.

وأضاف بوعسكر في تصريح لـ"العربي الجديد" أن عملية التصويت تدور في كنف القانون واحترام القواعد الانتخابية، ويتواصل ارتفاع نسب المتوافدين بشكل مطرد على مكاتب الاقتراع، مرجحاً ارتفاع نسب المشاركة في الساعات القادمة ويوم الأحد باعتباره يوم عطلة.

وأرجع ما وصفه المراقبون باحتشام الإقبال على صناديق الاقتراع ببعد المسافات بين أماكن تواجد الجالية التونسية ومراكز الاقتراع الأربعة الموجودة في مقرات السيادة بالسفارة والقنصليات التونسية الثلاث، مشيراً أن الإقبال يتزايد أكثر في يوم العطلة عند تفرغ الناخبين. 

وأوضح القاضي، أن تجربة الانتخابات الجزئية هي الأولى من نوعها التي تخوض غمارها هيئة الانتخابات وتونس عموماً، وهي تجربة تاريخية ونموذجية، مشيراً أن عملية الفرز تنطلق فور غلق مكاتب الاقتراع العشرة، يوم غد الأحد، على أن تباشر الهيئة الفرعية بألمانيا الإعلان عن النتائج الأولية في مساء نفس اليوم.