الرئيس اليمني ينعى اليافعي ويتوعد الانقلابيين: ستدفعون ثمنها أضعافاً

الرئيس اليمني ينعى اليافعي ويتوعد الانقلابيين: ستدفعون ثمنها أضعافاً

22 فبراير 2017
اليافعي من أبرز القيادات العسكرية (صالح العبيدي/ فرانس برس)
+ الخط -

نعت رئاسة الجمهورية، في اليمن، اليوم الأربعاء، مقتل نائب رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء الركن أحمد سيف اليافعي، الذي قُتل بقصف صاروخي للحوثيين في الساحل الغربي لمحافظة تعز، فيما توعّد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الانقلابيين على خلفية مقتله، قائلاً إنهم سيدفعون ثمنها أضعافاً مضاعفة.


وقالت الرئاسة اليمنية، في بيان النعي الذي نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية بنسختها التابعة للشرعية، إن "الوطن برحيل اللواء الركن أحمد سيف اليافعي خسر رجلاً من أنبل رجالاته، ومناضلاً جسوراً ومقداماً شجاعاً ومخلصاً وفياً، ورحيله في مثل هذه المرحلة الاستثنائية التي كان له دور محوري فيها يمثل خسارة وطنية كبيرة".


وأشارت الرئاسة إلى دور اليافعي في معارك الساحل الغربي، وقالت "لقد تقدم الشهيد الجبهات وقاد معركة تحرير المخا من المليشيا الإجرامية التابعة للحوثي وعلي عبدالله صالح الانقلابية، التي استباحت اليمن، وعاثت فيها دماراً وخراباً، وبذل الغالي والنفيس من أجل اليمن وأهله، واستبسل فانتصر لوطنه".


وأكد بيان النعي الرئاسي أن الشهيد اليافعي كان من القيادات العسكرية التي انحازت للإرادة الشعبية أثناء ثورة الشباب في العام 2011، حين قرر عدم الخضوع لرغبات التوريث، واختار الدفاع عن الجمهورية والحرية".


من جانبه، وفي رسالة عزاء منفصلة وجهها لأسرة اليافعي، توعّد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الانقلابيين، وقال إنه "للتأكيد وطمأنة الآخرين معا، فإن قائداً بهذا الحجم والوزن والصفات، كانت أولى أولوياته أن يدرب من يقوم بمهمته المئات بل الآلاف من أمثاله وممن يسيرون على دربه أهمية وقدرة وكفاءة، وها هم اليوم يخوضون غمار المعركة ودحر الانقلاب في طول البلاد وعرضها، ولن يتراجعوا قيد أنملة عن خطى الشهيد".


وتابع الرئيس اليمني أن "أبطال الشرعية والجمهورية والدولة الاتحادية يدقون أبواب محافظة الحديدة، وبات من رابع المستحيلات قبول اليمنيين بهوسهم (أي هوس الانقلابيين) للسلطة، وسيحصدون حتماً ما زرعوا، وبقدر خسارة الوطن والدولة سيدفعون ثمنها أضعافا مضاعفة من الهزائم والانتكاسات، وسيمرغ تلاميذ وزملاء اللواء اليافعي أنوف المليشيات الإجرامية في التراب كما مرّغها هو وزملاؤه من قبل".


ووفقاً لمصادر المقاومة، فإن اليافعي كان قد تواجد في الأسابيع الأخيرة، كقائد للعملية العسكرية التي تنفذها قوات الشرعية في الساحل الغربي لمحافظة تعز، قرب باب المندب تحت مسمى "الرمح الذهبي".



وظهر اليافعي كأرفع قائد للشرعية في تلك العمليات، فيما توارى وزير الدفاع الأسبق، هيثم قاسم طاهر، الذي جرى تداول اسمه في الأسابيع الأولى للعملية في يناير/كانون الثاني المنصرم، بوصفه قائداً للعملية، ومع تقدم المواجهات نحو مديرية المخا، بدا اليافعي كأبرز قائد للقوات اليمنية في العملية (تشارك فيها قوات من التحالف جواً وإشرافاً بدرجة أولى).


ويعد اليافعي (67 عاماً)، من قيادات الجيش التي برزت في السنوات الماضية، إلى جانب الرئيس هادي، ويتحدّر من منطقة يافع الجنوبية الشهيرة، التي تعد أحد أهم مراكز الثقل القبلي والسياسي في جنوب اليمن.


والتحق بالسلك العسكري في العام 1966، وتقلد العديد من المناصب العسكرية في الشطر الجنوبي لليمن قبل الوحدة وبعدها، وأبرزها توليه منصب نائب قائد المنطقة الشرقية بالوادي والصحراء في حضرموت عام 2008، ثم تعيينه قائداً للمنطقة العسكرية الثالثة ومقرها مأرب، في العام 2013.


وفي العام 2015 عُين بقرار من الرئيس هادي، قائداً للمنطقة العسكرية الرابعة التي تشمل محافظة عدن، والمحافظات المحيطة بها، وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2016، عُين نائباً لرئيس الأركان.



وبسبب الحرب الدائرة في اليمن منذ مارس/آذار 2015، وما تبعها من انهيار للأجهزة العسكرية في المحافظات الجنوبية، فقد كانت المرحلة التي تولى فيها اليافعي قيادة المنطقة الرابعة مليئة بالتحديات، في ظل انتشار المليشيات ومحدودية الوحدات العسكرية النظامية، مما جعل اليافعي عرضة لانتقادات مسؤولين أمنيين وعسكريين في مواقع المسؤولية، إلا أن دوره كان واضحاً خلال العملية العسكرية قرب باب المندب.


وفي السياق، يعكس مقتل نائب رئيس الأركان، شراسة المواجهات في المعركة الدائرة في الساحل الغربي لليمن، قرب باب المندب، وبدأت بعملية عسكرية لقوات الشرعية، مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، تقدمت خلالها هذه القوات من جهة الجنوب لتسيطر على مناطق واسعة في مديرية ذوباب الساحلية الأقرب لباب المندب، من الساحل اليمني.


ثم تقدمت هذه القوات باتجاه مديرية المخا، التي تعد أبرز مديريات تعز الساحلية، وتضم ميناءً تاريخياً، فيما أطلقت قيادات الشرعية تصريحات عن أن العملية ستواصل باتجاه محافظة الحديدة الساحلية، التي تعد المرفأ التجاري الأول في البلاد، وإليه تصل أغلب الواردات التجارية.


في المقابل، يستميت الحوثيون والقوات الموالية لصالح، في المواجهة وإعاقة تقدم قوات الشرعية أكبر قدر ممكن، نظراً للأهمية الاستراتيجية للمنطقة التي تدور فيها المواجهات.


وخلال العامين الماضيين، فقدت قوات الشرعية والتحالف، العديد من القيادات، خلال المواجهات قرب باب المندب، ومنها قائد اللواء الثالث حزم، العميد عمر سعيد الصبيحي، الذي قتل في يناير/كانون الثاني من العام الجاري مع انطلاق العملية، فيما كان قائد القوات السعودية الخاصة في اليمن، العقيد عبدالله السهيان، والقائد في القوات الإماراتية، سلطان الكتبي، قتلا بقصف صاروخي في ديسمبر/كانون الأول 2015.

المساهمون