"الثلاثاء الكبير": فوز مرجح لساندرز واستنفار حزبي لتعويم بايدن

انتخابات "الثلاثاء الكبير": فوز مرجح لساندرز واستنفار حزبي لتعويم بايدن

03 مارس 2020
حملة ساندرز منظمة وناشطة وخطابه الانتخابي نافذ (Getty)
+ الخط -
صارت المنافسة بين المرشحين الديمقراطيين محصورة عملياً بين اثنين، هما بيرني ساندرز وجو بايدن، وانسحب الباقون أو هم في طريقهم للانسحاب، ما لم يستجد طارئ أو يعود بايدن إلى التعثر.

ويحتل ساندرز، المتمرد على قيادة ونخب الحزب، الطليعة حتى الآن، ومرجح تعزيز وضعه في انتخابات التصفية الحزبية الهامة في 14 ولاية اليوم الثلاثاء، ويضع الحزب الديمقراطي ثقله وراء بايدن، وقام في الساعات الـ48 الأخيرة بعملية استنفار لتعويمه بعد فوزه الكاسح السبت الماضي في ولاية ساوث كارولينا.


وبدا أن قيادة الحزب ضغطت لسحب ثلاثة مرشحين من طريق بايدن في اليومين الماضيين: بيتر بوتيجياج وآمي كلوبوشار وتوم ستاير، في محاولة لتجيير أصواتهم ومؤيديهم لصالحه وبما يضمن كبح تقدم ساندرز الذي يراه الحزب ورقة خاسرة ضد ترامب، فضلاً عن أنه ينبذ طروحاته وسياساته "الاشتراكية"، وقد انضم هؤلاء إلى حملة بايدن وحضروا إلى جانبه ليلة أمس مع المرشح الرئاسي السابق باتو اورورك، في مهرجان انتخابي بولاية تكساس الهامة. كما أعلنت رموز وشخصيات ديمقراطية معروفة مع عدد من أعضاء الكونغرس عن تأييدها له وذلك على غير عادة في مثل هذا الوقت المبكر من الحملة.

مثل هذا التاييد لبايدن قد يعطي مردوده كما حصل في كارولينا، وقد لا يعطي، لكن اللحظة ضاغطة وبايدن بحاجة إلى أصوات منافسيه. فجرافة ساندرز قد يصعب وقفها لو حصد اليوم غالبية الأصوات في هذه الولايات التي تبلغ حصتها أكثر من ثلث المندوبين إلى المؤتمر الحزبي العام في يوليو/تموز القادم الذي يتبنّى رسمياً المرشح الحائز على أكثريتهم، لخوض المعركة ضد الرئيس ترامب. وهذا الاحتمال غير مستبعد، إذ إن ساندرز حسب أرقام الاستطلاعات متفوق في الولايات الأكبر مثل كاليفورنيا التي يمثلها 415 مندوباً وتكساس 228 مندوباً. 


حملة ساندرز منظمة وناشطة وخطابه الانتخابي نافذ ويحاكي مصالح كتلة متنوعة ومتماسكة حوله، وفي المقابل، ليس لدى بايدن ما يتميز به سوى " التجربة والخبرة " المستندة إلى إنجازات ماضٍ، والتي لم تقو على استنفار القاعدة إلا في ولاية واحدة حتى الآن من أصل أربع ولايات، وبفضل أصوات الأميركيين السود الوازنة كفتهم فيها، وهذا ما استدعى ترتيب  الانسحابات على عجل، علها تساعد في تزخيم حملة بايدن وتوسيع دائرة الالتفاف حوله بحجة أنه الأقدر على هزيمة ترامب. لكن في الواقع، جرى ذلك لاجتناب فوز ساندرز بالترشيح.

وفي هذا الخصوص، يتردد أنه جرت محاولات مع مايكل بلومبيرغ، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، لحمله على إعلان انسحابه بحيث تخلو الساحة من أي "تقليدي معتدل"، وبما يحمل مؤيديه على التصويت لصالح بايدن.


لكن الملياردير رفض الانسحاب قبل أول مشاركة في انتخابات أنفق حوالي خمسمائة مليون دولار للمنافسة فيها، مع التلميح إلى أنه قد ينظر في الخروج من ساحتها إذا كانت حصته هزيلة في جولة اليوم، الثلاثاء. وكان مثيله الملياردير توم ستاير قد انسحب السبت الماضي بعدما عجز عن كسب مندوب واحد في انتخابات الولايات الأربع، رغم التمويل السخي لحملته التي بلغت كلفتها حوالي 158 مليون دولار.

وثمة سيناريو بأن بلومبيرغ يعتزم مواصلة حملته لغاية انعقاد مؤتمر الحزب بحيث يمكن أن يكون مرشح تسوية لو أدت انتخابات التصفية إلى مأزق يترك المجال لقيادة الحزب للالتفاف على ساندرز ونسف ترشيحه، لكن هناك تخوف من عواقب مجازفة من هذا النوع.
من جهتها كشفت حملة إليزابيت وارن أنها مستمرة في معركتها حتى لو كانت حصتها متواضعة في جولة الثلاثاء.

والواضح الآن أن الحزب الديمقراطي قد دخل ابتداءً من اليوم في معركتين في آن: واحدة ضد المتمرد المتقدم ساندرز والثانية ضد ترامب، وقد تتحول الأولى إلى حرب داخلية بدأ التوتر فيها يتحول إلى تراشق مرشح لمزيد من التباعد، وفي ذلك إذا تعذر تطويقه، تهديدُ لوحدة الصف الديمقراطي المشقق بكل حال وهدية للرئيس ترامب.