السيسي يحذر المصريين من هجمات إرهابية الأيام القادمة

السيسي: هجمات إرهابية الأيام القادمة.. وتصويب الفهم الديني قضية "حياة أو موت"

21 يونيو 2017
السيسي يعود للعزف على نغمة الإرهاب (شين غالوب/ Getty)
+ الخط -
ألمح الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى إمكانية تعرض بلاده لهجمات إرهابية "قد تطول" الأيام القادمة، بقوله "لي كلمة لكل المصريين، والأجهزة الأمنية: من فضلكم انتبهوا، لأن هذه الفترة دائماً موسم لأهل الشر، الذين يحاولون النيل فيه من استقرارنا وأمننا، ويفرحون في قتلنا، وإيذائنا، وتدميرنا".



وطالب السيسي، في كلمة ألقاها على هامش احتفالية وزارة الأوقاف بليلة القدر، عصر اليوم الأربعاء، الشرطة والجيش، بتأمين دور العبادة، والمنشآت الحيوية، قائلاً "في الأيام القادمة يجب أن ننتبه جداً، ونكون مستيقظين للدفاع عن مقدراتنا، بعدما مضى شهر رمضان علينا سريعاً، ونستعد لاستقبال فترة الأعياد".


وطرح السيسي تساؤلات عدة للحاضرين، منها: "هل نحن راضون عما آلت إليه أحوالنا، كمصريين وعرب ومسلمين؟ هل نحن في المكان الذي نريده لأنفسنا وأبنائنا وسط دول العالم وحضاراته؟ هل نحن نصدر إلى العالم التسامح والتنوع والتعايش المشترك؟".


وتابع: "خرجت من بيننا جماعات وأفراد أساءوا فهم الدين، وفي أحيان أخرى كثيرة تعمدوا إساءة فهم الدين، واستغلاله لتحقيق أهداف سياسية، ودأبوا على مدار عقود من الزمان على التأويل المتعسف للنصوص الدينية، ليُخرجوا منها ما يجعل الدنيا سَواداً، ويملأ القلوبَ كراهيةً، ويغرس في العقول أقصى معاني التطرف والانغلاق".

وواصل حديثه قائلاً إن هذه الإساءة المتعمدة لفهم الدين، وهذا الخطاب المتشدد الإقصائي، لم يساهما فقط في توفير البيئة الخصبة لانتشار الإرهاب والعنف والتطرف، ولكن سمما مُجمل نواحي الحياة، بعيداً عن المبادئ التي أرستها الديانات المختلفة، والتي تضمنتها الكتب السماوية.

وكرر السيسي حديثه عن ضرورة تصويب الفهم الديني، دون المساس بالثوابت، قائلاً إنها "قضية حياة أو موت لهذا الشعب"، مثمناً دور الأزهر الشريف، الذي قال عنه إنه "مؤسستنا العملاقة التي نفتخر بها، وكانت على مدار أكثر من ألف عام، ومازالت، وستظل، أهلاً للافتخار والثقة، فإنني أؤكد أن هذه المسؤولية تقع على عاتق المجتمع بأسره".

وزاد السيسي: "آن أوان نبذ التطرف والإقصاء والانغلاق والتشدد، والانفتاح على الدنيا بثقة وحب وتسامح ورحمة، وإنني لعلى ثقة مطلقة في قدرتنا والمؤسسات الدينية، ورجال الدين والفقه، والمجتمع، وقواه الحية والناعمة، في تقديم نموذج للخطاب الديني المتطور".

وأضاف "الإرهاب الذي يواجهنا يتسبب في إزهاق الأرواح البريئة، وشعور بالقلق وعدم الأمان، وإهدار للفرص الاقتصادية، وتعطيل للتنمية، وتأثير سلبي على مجمل أوضاعنا السياسية والاجتماعية"، معتبراً أن مواجهته تستلزم تجديد الخطاب الديني، والتعامل مع جميع التنظيمات الإرهابية بمعيار واحد، وإعادة بناء الدولة الوطنية، ومنع تمويل الجماعات الإرهابية.

وقال السيسي: "نبذل أقصى الجهد في دعم التسويات السياسية السلمية للأزمات القائمة في المنطقة، بما يعيد لدولها الاستقرار والأمن، ويقضي على الفراغ الذي يستغله الإرهاب ليتمدد وينمو؛ بينما نجد أشقاءً لنا، وغير أشقاء، يدعمون الإرهاب، وتمويله، ويوفرون لجماعات الفكر الإرهابي المنابر الإعلامية والثقافية، وينفقون عليها مليارات الدولارات سنوياً".

وأشار إلى أن القضاء على خطر الإرهاب لا يمكن أن يتم بدون تدمير بنيته التحتية، سواء المالية أو الفكرية، وأقول لهذه الدول: "كفاكم تمادياً، وتَعالَوْا إلى كلمةٍ سواء نجتمع فيها على التعاون والخير والبناء لما فيه صالح شعوبنا.. كما أقول للشعب إن أمن مصر القومي هو خط أحمر لا تهاون فيه".

واعتبر السيسي أن "التنمية الحقيقية الشاملة تحتاج إلى المناخ الملائم لها، من خلال خطاب ديني وفكري وثقافي متطور، ومجتمع ودولة خاليين من الإرهاب بصوره المختلفة.. فبدون ثورة فكرية شاملة، نغير بها طريقة نظرنا للأمور، ونوثق اتصالنا بالعالم الحديث، وروحه العصرية المنطلقة، لن يمكن تحقيق التنمية التي نصبو إليها".