بن سلمان يتودّد لإسلام آباد بالإفراج عن مسجونين باكستانيين

بعد تقديمه وعوداً باستثمارات اقتصادية بمليارات الدولارات بين يديها، واصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مظاهر التودد لـ باكستان، إذ أمر، اليوم الإثنين، بالإفراج "فوراً" عن آلاف الباكستانيين المسجونين في السعودية، بينما يصم الآذان عن معتقلي الرأي من أبناء بلاده.

وذكر مكتب رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، في تغريدة عبر "تويتر"، اليوم الإثنين، وفق ما أوردت "الأناضول"، أنّ بن سلمان أمر بالإفراج عن 2107 باكستانيين مسجونين في السعودية، مشيراً إلى أنّ الإفراج عن هؤلاء، جاء بناء على طلب من عمران خان، دون الكشف عن تفاصيل أخرى.

ويأتي الإعلان عن تلك الخطوة، في اليوم الأخير لزيارة بن سلمان الأولى إلى باكستان التي بدأها، الأحد، في مستهل جولة آسيوية. وشهدت الزيارة توقيع اتفاقيات اقتصادية بين الرياض وإسلام آباد باستثمارات سعودية تبلغ 20 مليار دولار.

كما يأتي أمر بن سلمان، الإفراج عن مسجونين باكستانيين في السعودية، بينما تطالب عدة دول ومنظمات حقوقية بإطلاق سراح آلاف معتقلي الرأي في المملكة، بينهم ناشطات طالبن بحقوق المرأة، ويتعرّضن للتعذيب في المعتقلات.

وأمس الأحد، أعلن الناشط السعودي المعارض عبدالله الحامد، أحد مؤسسي جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية، المعروفة باسم "حسم"، دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام داخل محسبه، عبر رسالة كتبها من داخل السجن، ونقلها حساب "معتقلي الرأي" على "تويتر".

وأعلن حساب "معتقلي الرأي" كذلك عن انضمام المعتقل محمد القحطاني، وهو أحد مؤسسي "حسم" أيضاً إلى الإضراب، ومعه عضو الجمعية المعتقل فوزان الحربي، والذي اعتقلت السلطات زوجته أمل الحربي أيضاً.

وتُعتبر جمعية الحقوق المدنية والسياسية "حسم" إحدى أهم الجمعيات المعارضة في السعودية، حيث تأسست عام 2009 على يد 11 ناشطاً اعتقلتهم السلطات وسجنتهم جميعهم في عام 2013.

وأمس الأحد، وصل بن سلمان إلى إسلام آباد، في مستهل جولة آسيوية، تشمل أيضاً الهند والصين.

وكان من المفترض أن يصل بن سلمان، السبت، إلى باكستان، لكن الخارجية الباكستانية أعلنت بشكل مفاجئ تأجيل تلك الزيارة يوماً واحداً من دون ذكر أسباب، بعد أن أنهت جميع الإجراءات اللازمة، إذ أغلقت الطرق المؤدية إلى العاصمة وإلى المدينة المجاورة لها روالبندي، كما تحدثت السلطات عن تعطيل شبكات الهواتف وإغلاق أجواء العاصمة بشكل كامل خلال يومي الزيارة.

وتواجه باكستان أزمة خطيرة في ميزان مدفوعاتها، وتعول إلى حد كبير على حليفتها السعودية منذ فترة طويلة للخروج من هذا الوضع.

وشكر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الذي زار المملكة مرتين منذ انتخابه، الصيف الماضي، السعودية على دعمها. وقال، بحسب ما أوردت "فرانس برس"، إنّ "العلاقات بين باكستان والسعودية بلغت مستوى غير مسبوق".

وتعد هذه ثاني جولة خارجية لولي العهد السعودي في سياق محاولات الخروج مما يصفها مراقبون بـ"عزلة خاشقجي"، في إشارة إلى احتمالات تورّطه ومسؤولين آخرين بالمملكة في قتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية الرياض بإسطنبول، في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويرى المحللون أنّ جولة الأمير الآسيوية التي تعد أهم ظهور له على الساحة الدولية منذ قمة العشرين في الأرجنتين، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تهدف إلى ضمان موقع جيد للمملكة في سوق إقليمية تشهد نمواً كبيراً. وتهدف كذلك إلى الإظهار للغرب أنّه ما زال لديه حلفاء على الرغم من قضية خاشقجي.