روسيا والنظام يعرقلان دخول خبراء الأسلحة الكيميائية إلى دوما

خبراء حظر الأسلحة الكيميائية لم يبدأوا عملهم في دوما بعد

18 ابريل 2018
تنتشر في دوما قوات روسية (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -
أجّل مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، زيارتهم إلى موقع الهجوم الكيميائي في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، اليوم الأربعاء، بعد حصول إطلاق نار في الموقع، وفق ما قالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد".

وبحسب المصادر، فإنّ "أصوات إطلاق نار سمعت في مدينة دوما، اليوم الأربعاء، وذلك قبل دخول البعثة إليها"، مشيرة إلى أنّ "الرصاص لم يستهدف البعثة، ولكن سُمع بشكلٍ كثيف داخل دوما".

ورجحت المصادر أن "يكون إطلاق النار محاولة روسية لإعاقة دخول البعثة".

إلى ذلك، قال مندوب بريطانيا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن مدير عام المنظمة صرح اليوم بأنه من غير الواضح متى ستتمكن بعثة تقصي الحقائق من دخول دوما بسلام.

وأضاف بيتر ويلسون للصحافيين أن "أحمد أوزومجو مدير عام المنظمة قال إن سفر فريق المفتشين تأجل بعد أن اضطر الفريق الأمني التابع للأمم المتحدة الذي كان يقوم بمهمة استطلاعية قبل وصول المفتشين إلى الانسحاب من دوما في أعقاب تعرضه لإطلاق نار".

ولم يتم الإعلان عن موعد جديد لدخول البعثة إلى دوما، والتي تنتشر فيها، منذ السبت، شرطة عسكرية روسية وأخرى تابعة للنظام السوري.

واستبعدت الأمم المتحدة دخول مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى موقع الهجوم الكيميائي في مدينة دوما، وفق ما ذكر مصدر من المنظمة في سورية لـ"رويترز"، على الرغم من أنّه كان مقرّراً أن يدخل إليه المفتشون، اليوم الأربعاء، بحسب ما أعلنت موسكو، الإثنين.

وأضاف المصدر لـ"رويترز"، أنّ فريقاً أممياً دخل إلى دوما، أمس الثلاثاء، ولكن لم يدخلها خبراء المنظمة.

وتذرّع سفير النظام السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، أمس الثلاثاء، بحجج جديدة، قائلاً إنّ خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لم يبدأوا بعد تحقيقاتهم في الهجوم الكيميائي في مدينة دوما، "لأنّهم ينتظرون الضوء الأخضر من مجلس الأمن الدولي".

وقال الجعفري، خلال اجتماع لمجلس الأمن حول سورية، وفق ما أوردت "رويترز"، إنّ فريقاً أمنياً تابعاً للأمم المتحدة دخل دوما، خلال النهار، لتحديد ما إذا كان بإمكان الخبراء أن يتوجهوا إلى المدينة، الأربعاء.

ويتناقض تصريح الجعفري، مع ما سبق لوكالة أنباء النظام السوري "سانا" أن أعلنته، في وقت سابق الثلاثاء، من أنّ "خبراء لجنة الأسلحة الكيميائية دخلوا إلى دوما"، بعد ثلاثة أيام على وصولهم إلى دمشق.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية، قد شكّكت، أمس الثلاثاء، في دخول الخبراء إلى دوما، وقالت إنّ واشنطن "تعتقد أنّ مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لم يدخلوا موقع الهجوم الكيميائي في دوما"، وأنّ هناك شعوراً بـ"القلق من زوال الأدلة".

وأوضحت المتحدثة باسم الوزارة هيذر نويرت، أنّها سمعت تقارير من سورية تفيد بأنّ مفتشي المنظمة تمكّنوا من رؤية الموقع، لكن "ما نعلمه أنّ الفريق لم يدخل دوما".

ورفضت روسيا، مساء الثلاثاء، مشروع قرار فرنسي في مجلس الأمن، لإجراء تحقيق جديد لتحديد المسؤول عن هجمات بأسلحة كيميائية في سورية.

واعتبر مندوبها في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، خلال الجلسة، بحسب ما أوردت "فرانس برس"، أنّه لا جدوى من التحقيق "لأنّ الولايات المتحدة وحلفاءها تصرّفوا على أنّهم القاضي والجلاد بالفعل".

ورفض نيبينزيا، المحاولة الغربية الجديدة لإجراء تحقيق. وقال إنّ "فكرة إنشاء آلية لتحديد المسؤولية عن استخدام أسلحة كيميائية لم تعد ذات جدوى في وقت قررت فيه واشنطن وحلفاؤها بالفعل من هو الجاني ويتصرفون فعلياً كجلادين عيّنوا أنفسهم بأنفسهم".

كما رأى أنّ المقترحات التي يتضمنها مشروع القرار الفرنسي، تشملها بالفعل القرارات الحالية "التي تحتاج ببساطة إلى التنفيذ".

وأخفق مجلس الأمن، الأسبوع الماضي، في إقرار مقترحات أميركية وروسية متنافسة لإجراء تحقيقات جديدة في هجمات بأسلحة كيميائية في سورية. وبعد ذلك، وزّعت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا مشروع قرار جديداً، يوم السبت، بهدف إجراء تحقيق مستقل جديد لتحديد المسؤول عن الهجمات بغاز سام في سورية.

وتوجّه الخبراء إلى سورية، للتحقيق في الهجوم الكيميائي الذي وقع قبل عشرة أيام، واتهمت دول غربية النظام السوري بشنه، ما دفعها لتوجيه ضربات عسكرية على مواقع له في سورية.

وكان من المتوقع أن يبدأ فريق تقصي الحقائق التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية عمله الميداني، الأحد. وأعلنت المنظمة الدولية ومقرها لاهاي، الإثنين، أنّ المسؤولين الروس والسوريين "أبلغوا الفريق أنّه لا تزال هناك قضايا أمنية معلّقة يجب الانتهاء منها قبل الانتشار".

يأتي ذلك في وقت أبدت باريس وواشنطن، مخاوفهما، من احتمال عبث بالأدلة في دوما، حيث تنتشر، منذ السبت، شرطة عسكرية روسية وأخرى تابعة للنظام السوري.

واعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية، الثلاثاء، أنّه "من المحتمل للغاية أن تختفي أدلة وعناصر أساسية" من موقع الهجوم الكيميائي الذي وقع في السابع من إبريل/نيسان.