تحركات "البشمركة" بمحيط كركوك تزيد التوتر داخل المدينة

تحركات "البشمركة" بمحيط كركوك تزيد التوتر داخل المدينة

29 يناير 2018
بغداد ترصد التحركات الكردية (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -

أصدرت السلطات العسكرية العراقية، اليوم الاثنين، بيانا نفت فيه وجود أي تحرك عسكري في محيط كركوك من قبل قوات "البشمركة" الجناح التابع لـ"الحزب الديمقراطي الكردستاني"، بزعامة رئيس إقليم كردستان العراق السابق، مسعود البارزاني، فيما أكد سكان أطراف وضواحي كركوك، ومصادر أمنية محلية رصد تحركات عسكرية كردية على بعد 10 كيلومترات من المحافظة.


وتعد هذه التطورات الأولى من نوعها منذ تمكن الجيش العراقي من طرد قوات "البشمركة" من كركوك منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بعد حملة عسكرية أطلقتها بغداد، ردا على خطوة مشروع الاستفتاء الكردي الهادف للانفصال عن العراق.

واستعادت بغداد بموجب هذه الحملة أكثر من 80 بالمائة من المناطق التي بسطت أربيل سلطتها عليها، بعد اجتياح تنظيم "داعش" للعراق، أبرزها كركوك والطوز ومخمور وربيعة وسنجار ومناطق سهل نينوى.

وقال بيان لقيادة العمليات العراقية المشتركة إنه "لا صحة لأي تحرك كردي على كركوك"، مؤكدا عدم وجود أي تغيير في مسارات الموقف بالنسبة لقوات البشمركة والقوات العراقية الاتحادية، محذرا وسائل الإعلام العراقية المحلية "من مغبة ترويج أخبار غير صحيحة".



في المقابل، أشارت مصادر محلية في مدينة كركوك إلى عمليات تحرك واسعة لـ"البشمركة" في مناطق شرق كركوك وتحديدا بلدة قرة هنجير الواقعة على بعد 10 كيلومترات من مركز مدينة كركوك، وهي بالوقت نفسه تابعة للحدود الإدارية لمحافظة كركوك، لكن لا تزال "البشمركة" تتواجد فيها كما في قرية آوه المحاذية لبلدة ألتون كوبري التابعة للمحافظة.

ووفقا للمصادر ذاتها، فإن تلك القوات مجهزة بمعدات وأسلحة مختلفة بينها دروع.

وتعليقا على ذلك، قال القيادي في التحالف الكردستاني، حمة قادر أمين، لـ"العربي الجديد" إنه "منذ أحداث أكتوبر/ تشرين الأول أعادت البشمركة رسم خط عسكري جديد لها، بدلا من خط تواجدها الذي كانت عليه، ويبدأ من الطوز ثم كركوك وصولا إلى مناطق سهل نينوى".

وأضاف "لا توجد أي نية عدائية ضد كركوك، ولا نفكر باستعادتها بالقوة كما أخذتها بغداد، لكن سنستعيد كركوك بالدستور عبر الاستفتاء وصناديق الانتخابات، وهذا هو القرار الرسمي الكردي" وفقا لقوله.

وأكد أن "تحرك البشمركة في مناطق شرق محافظة كركوك، هو إعادة انتشار وتنظيم خطوط تواجدها العسكرية، التي تعتبر بمثابة خط دفاع عن حدود إقليم كردستان بمحافظاته المعروفة".

يأتي ذلك مع استمرار الجيش العراقي بعملية الانسحاب التدريجي من كركوك، وتسليم ملف إدارة الأمن إلى قوات الشرطة المحلية وجهاز مكافحة الإرهاب، حيث سيبقى الجيش على مشارف المدينة من دون دخوله إليها، لتجنب الاحتكاك أو أي تصعيد بين مكونات المحافظة الثلاثة العربية والتركمانية والكردية.



وسبق للبارزاني أن أشار إلى أن انسحاب قوات "البشمركة" الكردية من كركوك، وسيطرة بغداد عليها سيساعد في عودة تنظيم "داعش"، ملوحا باستعادة كركوك وضمها لإقليم كردستان العراق لكن عبر "الطرق السلمية".

خليل فرهاد برزنجي أحد سكان المدينة من القومية الكردية يقول لـ"العربي الجديد" إن "الحديث عن تحرك البشمركة بمحيط المدينة مقلق وغير مشجع على استعادة المدينة للاستقرار"، مبينا أنه "ككردي يتمنى عودة البشمركة لكن حاليا ستكون المدينة ضحية معركة كبيرة يذهب بها الأبرياء لذا لا نريد أن نصل لهذه النتيجة وما دامت أربيل وافقت وخضعت للدستور وسلطة بغداد فلا اعتقد أنها جادة في الهجوم على كركوك".

واعتبر أن ذلك "مجرد استهلاك داخلي في الإقليم للفت الأنظار عن أزمة حقيقية يمر بها الإقليم وهي تفاقم الفقر والبطالة واستشراء الفساد" وفقا لقوله.

من جانبه، قال مقدم بالجيش العراقي ضمن الفرقة 16 المتواجدة بأطراف كركوك لـ"العربي الجديد" إن "البشمركة ما زالت ضمن خطوط مناطقها التي يسمح لها التحرك فيها لكن في حال تقدمت اكثر هناك قوات عراقية مشتركة ستكون في مواجهتها".

ورجح أن يكون التحرك الكردي العسكري لأغراض إعادة انتشار وتنظيم وحدات "البشمركة" القتالية لا أكثر، واصفا "مجرد تفكير أربيل بالتقدم عسكريا نحو كركوك بالانتحار لأن بغداد لن تقف هذه المرة إلا في أربيل"، على حد قوله.