هكذا تواطأت المخابرات البريطانية مع القذافي لتسليمه ليبيين منشقين

"ذا غارديان": المخابرات البريطانية تواطأت مع القذافي لتسليمه ليبيين منشقين

20 فبراير 2018
قدّم القذافي إلى بلير خمسة مطالب (بيتر ماكديارميد/Getty)
+ الخط -

كشفت وثائق ليبية، عن تعاون المخابرات البريطانية، ودور لرئيس الوزراء السابق توني بلير، بالتفاوض مع نظام معمر القذافي، في العام 2004، من أجل تنفيذ عملية مشتركة، تقوم على تسليم إسلاميين منشقين في ليبيا، مقابل تخلّي الأخير عن برنامج الأسلحة النووية.

وذكرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، اليوم الثلاثاء، في تقرير، أنّ الملفات الليبية تكشف أنّ رئيس المخابرات البريطانية "MI6" آنذاك السير ريتشارد ديرلوف، توجّه إلى طرابلس في عام 2004، لمناقشة كيفية شنّ حملة مشتركة ضد إسلاميين ليبيين منفيين يصفهم القذافي بـ"الهراطقة".

وبحسب الصحيفة، تظهر الوثائق التي تم اكتشافها في طرابلس، في الأسابيع الأخيرة، والتي وصفت بأنّها "سرية للغاية"، للمرة الأولى، أنّ القذافي كتب إلى بلير في عام 2003، مدرجاً خمسة مطالب كان يتقدّم بها، في مقابل تخلّي ليبيا عن برنامجها للأسلحة النووية.

وتلقي الوثائق الضوء، على التعاون السرّي بين أجهزة المخابرات البريطانية، ونظام القذافي، في تنظيم عملية اختطاف أعضاء "الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة"، وعودة قواتها قسراً إلى سجون النظام في طرابلس.


والمطالب الخمسة، مذكورة في رسالة بعث بها موسى كوسا رئيس جهاز المخابرات الليبي في عهد القذافي، إلى رئيس وحدة مكافحة الإرهاب بالمخابرات البريطانية مارك ألين، في أكتوبر/تشرين الأول 2003.

وفي تلك الرسالة، طلب كوسا من ألين أن "تؤكد من جانبك أنّك ستركن لهذه المطالب وتنفذها فعلياً"، لكنّه من غير الواضح ما هي تلك المطالب، بحسب الصحيفة.

وفي فبراير/شباط التالي في 2004، ترأس كل من ديرلوف وألين وفداً من المخابرات البريطانية، توجّه إلى طرابلس، وأظهرت محاضر الاجتماع الليبية، أنّهما اتفقا على أنّ المعلومات المتعلّقة "بالعناصر الخطيرة"، سوف تتم مشاركتها مع وكلاء مخابرات القذافي.

وبعد أسبوع من هذا الاجتماع، زار مسؤولون من رئاسة الوزراء البريطانية ووزارة الخارجية، العاصمة الليبية طرابلس، بحسب الصحيفة.

وبعد ثلاثة أسابيع، اُحتجز زعيم "الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة" عبد الحكيم بلحاج (قائد المجلس العسكري في طرابلس بعد 2011) وزوجته الحامل، في العاصمة التايلاندية بانكوك و"سُلّم" إلى طرابلس.

وتظهر الوثائق التي اكتشفت خلال الثورة الليبية، أنّ ألين نسب الفضل إلى المخابرات البريطانية، التي كشفت عن تحديد موقع الزوجين الليبيين.

واحتجز بلحاج في أحد سجون القذافي لمدة ست سنوات، وقال إنّه تعرّض للتعذيب بشكل متكرر.


وتظهر الأوراق المكتشفة حديثاً، من الوثائق، أنّ ضابطة من المخابرات البريطانية، توجّهت إلى طرابلس، في غضون أيام من الاختطاف، وسألت عن مدى "تعاون بلحاج مع التحقيقات". كما قالت لنظيرها الليبي، إنّ لدى وزارة الخارجية البريطانية عدداً من الأسئلة التي تريد طرحها على بلحاج.

كما أخبرت الضابطة، الليبيين، عن موقع الزعيم الثاني لـ"الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة" سامي السعدي، الذي اُختطف أيضاً و"سُلّم" إلى طرابلس، في وقت لاحق من ذلك الشهر، مع زوجته وأطفاله الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 12 عاماً.

وجمّد السعدي ادعاءه ضد الحكومة البريطانية في عام 2012، بعد تلقّيه 2.2 مليون جنيه إسترليني، في تسوية خارج المحكمة.

أما بلحاج وزوجته، فيقاضيان، حالياً، كلاً من ألين، والمخابرات البريطانية، وجاك سترو الذي كان وزيراً للخارجية في ذلك الوقت.

وأعلنت المحكمة العليا، أمس الإثنين، خلال جلسة استماع، أنّه من المحتمل ألا تتوصل القضية إلى محاكمة كاملة، قبيل العام القادم.

ونقلت "ذا غارديان"، عن كوري كريدر محامي بلحاج، من جمعية "ريبريف" الخيرية القانونية، قوله إنّه "لدينا أدلة جديدة تثير تساؤلات حول مدى معرفة وحدة مكافحة الإرهاب عن خطة اختطاف موكلي. هل طلب القذافي من بلير مساعدته في استهداف المنشقين؟ لماذا أرسلت الوحدة مبعوثاً للقاء الجواسيس الليبيين قبل أسابيع من الاختطاف؟ ماذا حدث حقاً في عرض ديرلوف للقذافي؟ بلير... سترو، وغيرهم من الحكومة قد يجدون أنفسهم داخل بقعة لزجة جداً".