الرقابة الإسرائيلية تخشى قدرات "حماس" التجسسية

الرقابة الإسرائيلية تخشى قدرات "حماس" التجسسية

23 نوفمبر 2018
الخطوة الإسرائيلية خارجة عن المألوف (Getty)
+ الخط -
في خطوة خارجة عن المألوف، أصدرت الرقابة العسكرية الإسرائيلية، أمس الخميس، بياناً تحذيرياً موجهاً لعموم الإسرائيليين وليس للصحافة ووسائل الإعلام، من "مخاطر" التعامل والتجاوب مع التفاصيل التي نشرتها "كتائب عز الدين القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، حول القبض على عملاء وأعضاء الوحدة الإسرائيلية التي تورطت في عملية التوغل شرق خان يونس، قبل أسبوعين، وانتهت باكتشاف الوحدة، ومقتل قائد القوة الإسرائيلية وإصابة نائبه بجراح بالغة، فضلاً عن استشهاد سبعة فلسطينيين.

ومع أن العملية المذكورة أدت إلى جولة تصعيد بين "حماس" وفصائل المقاومة من جهة وبين دولة الاحتلال انتهت بوقف إطلاق النار واستقالة وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إلا أن تداعياتها لا تزال متواصلة بفعل التحقيقات التي أجرتها المقاومة في القطاع والتفاصيل التي نشرتها أمس، مع نشر صور لعناصر القوة الإسرائيلية ومن تعاون معهم والمشبوهين في التعامل مع الاحتلال في تنظيم توغل وتسلل الوحدة الإسرائيلية.

ووفقاً للتحذير غير المألوف، يبدو أن الرقابة العسكرية لدولة الاحتلال، مطمئنة جداً إلى تعاون وسائل الإعلام الإسرائيلية معها، لا سيما أن الأخيرة انضمت إلى تكريس التحذير، الذي وجه للمرة الأولى ربما في تاريخ دولة الاحتلال لعموم الإسرائيليين.

ووفقاً للتحذير الإسرائيلي، فإن على الإسرائيليين، الامتناع، عن تداول أي معلومة من المعلومات التي نشرتها "حماس"، أو محاولة التعرف إلى هوية الأشخاص الذين نشرت صورهم، أو السعي لتناقل هذه الصور عبر مجموعات "الواتس آب" وشبكات التواصل الأخرى، خوفاً من قدرات "حماس "على الوصول إلى هذه الشبكات واختراقها والوصول إلى معلومات إضافية حول هوية عناصر الوحدة الإسرائيلية، وربما أيضاً هوية المتعاونين معهم.

وقد أشار عدد من المسؤولين في إسرائيل أمس وبعض المراسلين العسكريين إلى أن من شأن تجاهل تعليمات الرقابة العسكرية الإسرائيلية، والخوض في هوية أصحاب هذه الصور، ومحاولة النشر معهم داخل هذه المجموعات أن تسبب ضرراً استراتيجياً للأمن الإسرائيلي، ما يطاول أيضاً أطرافاً إقليمية.

وفي هذا السياق، اعتبر محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن "حماس" تسعى للسير على خطى ضاحي خلفان، قائد شرطة دبي، الذي استغل الوسائل التكنولوجية وشبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المرئية من أجل تحديد عناصر القوة الإسرائيلية التي اغتالت القيادي في الحركة، محمود المبحوح في يناير/كانون الثاني 2010، عبر الاستعانة بتقنيات تكنولوجية، قال هرئيل إن بعضها وصل إلى الإمارات على الرغم من أنه من تطوير الشركات الإسرائيلية.


في المقابل، اعتبر المحلل في الشؤون الاستخباراتية، رونين بيرغمان، أن المحاولة الإسرائيلية فاشلة لا محالة، قائلاً: "إن الأحصنة قد فرت من الحظيرة" والآن لن يفيد شيء في إعادتها، بحسب ما كتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت".

وأضاف أنه "لا يمكن في ظل الواقع اليوم منع انتشار الصور والمعلومات التي تقوم حماس بنشرها، وبالتالي لا مجال للحد من الضرر الذي ألحقته هذه القضية".

وذهب يوسي يهوشواع في "يديعوت أحرونوت" إلى القول، إن "ما يحدث جزء من الحرب على الوعي والرواية حول ما حدث، وإن حماس تبذل جهداً كبيراً في هذا المجال".

المساهمون