إنزال لـ"التحالف" بسد الفرات..و"قسد" تقبل مشاركة النظام بمعركة الرقة

إنزال لـ"التحالف" بسد الفرات..و"قسد" تقبل مشاركة النظام بمعركة الرقة

24 مارس 2017
مليشيا كردية تحالفت مع النظام ضد المعارضة (Getty)
+ الخط -
علم "العربي الجديد" من مصادر محلية أنَّ طيران التحالف الدولي نفّذ عملية إنزال جوية على محيط سد الفرات قرب مدينة الطبقة في الريف الغربي لمحافظة الرقّة، في حين أعطت المليشيا الكردية الضوء الأخضر للنظام السوري للمشاركة بمعارك الرقة.


في المقابل، ذكرت وكالة "أعماق"، التابعة لـ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أن "التنظيم أفشل محاولة إنزال أميركية بإسناد جوي من طائرات حربية وطائرات أباتشي وطائرات من دون طيار والمدفعية الثقيلة على سد الفرات".

وفي الشأن ذاته، قالت مصادر مقربة من المليشيات الكردية لـ"العربي الجديد" إن الأخيرة تقدمت باتجاه منشأة سد الفرات من الجهة الشمالية لبحيرة الأسد، وسيطرت على أجزاء من أطراف منشأة السد، لكنها لم تتقدم إلى المناطق المهمة بعد.

من جانبه، قال الناشط حسام العيسى، عضو تنسيقية "الرقة تذبح بصمت"، لـ"العربي الجديد"، إن المليشيات الكردية تقدمت في منطقة قناة البليخ التي تعد من أجزاء منشأة سد الفرات، مؤكدا "فشل عملية الإنزال التي حاول التحالف القيام بها فوق السد".

وتزامنا مع ذلك، بدأت قوات التحالف والمليشيات الكردية بشن هجوم عنيف على مواقع تنظيم "داعش" في محور شرق الرقة، حيث تدور معارك عنيفة في المنطقة، وسط غارات كثيفة من طيران التحالف وقصف مدفعي من المليشيات في محيط بلدة المشرفة.



ويواصل طيران التحالف، بقيادة واشنطن، غاراته على مدينة الرقة وريفها بشكل مكثف خلال الأيام الأخيرة، تزامنا مع استقدام تعزيزات عسكرية إلى قواعده في محافظة الحسكة، فيما يبدو أنه تحضير لشن عملية عسكرية بشكل مباشر على معقل "داعش" الرئيسي في سورية.


وفي سياق متصل، أعلن المتحدث الرسمي باسم مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، طلال سلو، أنّه لا مانع من اشتراك قوات النظام السوري في معركة السيطرة على مدينة الرقة وطرد "داعش" منها، في حال تم عرض هذا المقترح من قبل التحالف الدولي على "قسد".

ونقلت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام عن سلو قوله: "نعتبر جيش النظام جهة وطنية بخلاف تركيا التي رفضنا مشاركتها".

وأضاف أن ما سماه "الجيش السوري" جزء أساسي من الوطن السوري، ويحق له ما لا يحق لغيره"، وذلك في إشارة إلى أنقرة التي تقود عملية "درع الفرات" التي تسعى للسيطرة على الرقة.

وبيّن أنّ معركة الرقة ستحصل في الأيام المقبلة، مضيفاً أن "قواتنا اقتربت بشكل كبير من الرقة وسيطرت خلال اليومين الماضيين على بلدة الكرامة، والتي تبعد 16 كيلومتراً شرق الرقة، إضافةً إلى محطة ضخ المحمدية التي تبعد كيلومترين فقط عن غرب بلدة الكرامة باتجاه الرقة".
وتابع المتحدث الرسمي: "قسد لا تبعد أكثر من ستة كيلومترات عن شمال الرقة، وبالتالي فإن عزل المدينة عن ريفها يسير بشكل جيد"، حسب سلو، والذي توقّع أن "تبدأ عملية تحرير الرقة خلال أيام".

من جهة أخرى، أشار سلو إلى أن ما وصفه بـ"الجيش السوري" ما زال بعيداً عن الرقة، إذ يحاصر حالياً بلدة دير حافر، والتي تبعد عن الرقة نحو 110 كيلومترات، قائلاً: "أما قواتنا فأقرب منهم بكثير، ونحن خلال أيام لن تتجاوز 15 يوماً سنكون على حدود مدينة الرقة".

وتحالفت المليشيات الكردية مع قوات النظام في مناطق عدّة ضد المعارضة، على الرغم من أنّها كانت من أكثر مكونات المجتمع السوري اضطهاداً من قبل النظام قبل اندلاع الثورة عام 2011.

وكان وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان قد أكّد أنّ الرقة محاصرة وأن معركة الرقة ستبدأ في الأيام المقبلة.


إلى ذلك، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن "ثلاثة مدنيين قُتلوا اليوم الجمعة، وأُصيب ثلاثة آخرون جراء استهداف طيران التحالف الدولي ناحية السبخة في ريف الرقة".

وأضافت المصادر أن مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" قصفت مدينة الطبقة بالمدفعية الثقيلة، تزامناً مع تحليق لطيران التحالف الدولي فوق سماء المدينة، من دون ورود أنباء عن خسائر بشرية.

وفي مدينة الرقة، ذكر ناشطون أنَّ تنظيم "داعش" نشر، اليوم، الكثير من الحواجز العسكرية في شوارع وأحياء المدينة، مطالباً المدنيين بحمل الإثباتات الشخصية، وسط عمليات تفتيش ورصد دقيقة للمارّة، فيما ذكر مراقبون أن هذه الإجراءات تأتي ضمن الحملة الأمنية للاستعداد لهجوم دولي محتمل على الرقّة.

وفي ريف دير الزور، ذكرت مصادر محلية أن طيران التحالف الدولي استهدف محيط بادية البوكمال والميادين في ريف المدينة، ما أسفر عن تصاعد كثيف لألسنة الدخان من دون ورود أنباء عن ضحايا أو جرحى بعد.


المساهمون