تظاهرات حلفاء إيران في العراق: تهديد لواشنطن ومشانق وأكفان

تظاهرات حلفاء إيران في العراق: تهديد لواشنطن ومشانق وأكفان

بغداد

أكثم سيف الدين

avata
أكثم سيف الدين
24 يناير 2020
+ الخط -
بعد نحو 5 ساعات على انطلاق التظاهرات التي دعت لها قوى سياسية وفصائل مسلحة توصف بأنها حليفة لإيران في العراق، للمطالبة بخروج القوات الأميركية من العراق، انتهت التظاهرات التي رفعت فيها شعارات منددة بالوجود الأميركي.

التظاهرات، التي جرت وسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار مكثف لعناصر الأمن وعناصر مليشيا "الحشد الشعبي"، لم تتجاوز ساحة الجادرية ومنطقة الكرادة وسط بغداد، وقد نصب المتظاهرون مشانق رمزية للرئيس الأميركي دونالد ترامب في الساحة، وأحرقوا الأعلام الأميركية، كما رددوا شعارات مناهضة لواشنطن.

وارتدى المئات من المتظاهرين أكفانا بيضاء مع عبارة "استشهادي"، في إشارة الى التهديدات التي أطلقتها عدة مليشيات بمواجهة عسكرية مع القوات الأميركية بحال رفضت الانسحاب من العراق.

كما دعا المتظاهرون إلى "الثأر" لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب قائد مليشيا "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، اللذين اغتيلا بضربة أميركية ببغداد، وهددوا بإخراج القوات الأميركية بـ"القوة إن لم تخرج بإرادتها".

وشارك في التظاهرات أنصار المليشيات من بغداد وعدد من المحافظات، الذين تم نقلهم بسيارات تابعة للمليشيات وسيارات حكومية.

وأصدر قادة المليشيات المشاركة بيانات أثنوا فيها على التظاهرات، وعدوها "خطوة مهمة لإنهاء الوجود الأميركي في البلاد".

وقال زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، في تغريدة له: "اليوم خرج العراقيون، كل العراقيين برجالهم ونسائهم، بشيبهم وشبابهم، ليوصلوا رسالة واضحة لكل العالم أنه لا مكان لوجود القوات الأجنبية، على أرض العراق الطاهرة، فالشكر لكل العراقيين الشرفاء.. وكذلك الشكر لكل من دعا إلى حضور التظاهرة والمشاركة فيها ودعمها من قادة ورموز وشخصيات سياسية وعشائرية وأكاديمية وإعلامية، وفي مقدمتهم الصدر الذي كان هو أول من بادر".

وأكد: "أما ترامب (..).. فالمليونية كانت واضحة بأن رسالة الشعب الرافضة كانت واضحة، وأنك إذا لم تخرج بإرادتك فإنك ستخرج رغما عنك".

كما قال الأمين العام لمليشيا "سيد الشهداء" أبو آلاء الولائي: ‏"حين قرر البرلمان إخراج المحتل وطالبت الحكومة بطرده، تحجج المحتلون وذيولهم بأن هذا لا يمثل إرادة كل الشعب العراقي، واليوم خرج الشعب بملايينه وغصت الشوارع بأبنائه ليهدر صوت العراق أخرج يا محتل وهي فرصتك الأخيرة، وإلا فلن تغادروا مدرعاتكم إلا مقطعين بضرباتنا، وللمقاومة كلمة وصوت مزلزل".

كما شكر زعيم مليشيا "النجباء" أكرم الكعبي المشاركين بالتظاهرة، ومن "لبّى الدعوة لها ووحد الصفوف لإجلاء الاحتلال".

ناشطون رأوا أن التظاهرة لم تمثل إرادة الشعب، و"هذا واضح من شعاراتها التي تجاهلت مطالب الشعب ومعاناته". وقال ناشط مدني، رفض الكشف عن اسمه: "راقبنا سير التظاهرة والتحشيد والدعوات والدعم الحكومي لها. لم تكن صوتا معبرا عن إرادة الشعب، بقدر ما عبرت عن توجهات الداعين لها. هي تظاهرة حزبية ليس أكثر".

وأكد الناشط، لـ"العربي الجديد": "لم نلاحظ أي شعار يطالب بإنصاف الشعب، أو توفير فرص العمل، أو الخدمات، أو إنهاء الفساد والاستبداد لدى السلطة"، مبينا أن "التظاهرة لم تخرج من عمق معاناة الشعب، وكأن المشاركين فيها لم يكونوا جزءا من الشعب ولم يذوقوا معاناته".

ويرى مراقبون أن أعداد المتظاهرين الذين شاركوا في التظاهرة كانوا أقل بكثير مما طمح إلى تحقيقه الداعون لها. 

وقال الخبير السياسي فلاح الحمداني إن "التظاهرة لم يشارك بها أكثر من 50 ألف شخص على أبعد تقدير، كان ذلك واضحا، من خلال الساحات التي تظاهروا بها، وهي لا تستوعب أكثر من هذا العدد".

وأكد الحمداني، لـ"العربي الجديد"، أن "القائمين على التظاهرة اختاروا مكانها بدقة، وهي ساحات صغيرة، وأرادوا من ذلك أن تبرز أعداد المتظاهرين، وكأنها مليونية كما كانوا يطمحون"، مبينا "لم تكن تظاهرة فاعلة، ولن تحقق شيئا، هي شعارات وبيانات وانتهت". 

ذات صلة

الصورة
تظاهرات في ذكرى الثورة السورية (العربي الجديد)

سياسة

خرجت تظاهرات في مدن وبلدات شمال غربي سورية اليوم الجمعة، إحياءً للذكرى الـ13 لانطلاقة الثورة السورية.
الصورة
تظاهرة ضد "هيئة تحرير الشام" في إدلب وحلب (العربي الجديد)

سياسة

تظاهر الآلاف من الأهالي في مدن وبلدات ريفي حلب وإدلب، مطالبين بإسقاط زعيم "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، أبو محمد الجولاني.
الصورة
تظاهرات في لندن تضامنا مع غزة (إكس)

سياسة

شهد عدد من المدن والعواصم حول العالم تظاهرات وفعاليات تضامناً مع قطاع غزة، وتنديداً بالحرب الوحشية المستمرة عليه منذ نحو 100 يوم.
الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".