العراق: عودة "الحرب الباردة" بين الصدر وزعماء مليشيات

عودة "الحرب الباردة" بين الصدر وزعماء مليشيات مقربة من إيران

30 ابريل 2018
خلافات تهدد اجتماع قوى "البيت الشيعي" (حيدر حمداني/فرانس برس)
+ الخط -

بعد هدوء دام لأكثر من عام، عادت مرة أخرى حرب التصريحات بين "التيار الصدري" وقيادات وشخصيات سياسية مقربة منه، وبين زعماء مليشيات مقربة من إيران، تشارك اليوم في تحالف "الفتح" الانتخابي، بشكل يفتح باب التوقعات حول الأزمة الجديدة وإمكانية عدم نجاح اجتماع الأطراف الشيعية المتنافسة بعد الانتخابات في تحالف واحد لتشكيل الحكومة الجديدة. 

وتحاول قيادات بارزة في التحالف الوطني الحاكم كبح جماح تصريحات اعتبرت مستفزة للصدريين، أطلقها زعماء قائمة "الفتح"، خوفاً من رد فعل الصدريين الذين يعتبرون أوسع التيارات شعبية، وأكثرها قوة في جنوب العراق وبغداد.

وبدأت "حرب الاستفزازات" بإقدام عناصر من مليشيات "العصائب" و"بدر" و"الخراساني"، وفصائل أخرى، على تمزيق حملات دعايات وصور لمرشحي "التيار الصدري"، فضلاً عن تدشين حسابات على منصات التواصل تهاجم الصدريين وزعيمهم مقتدى الصدر، وتتهمه بـ"التحالف مع الشيوعية والعمالة للوهابيين"، في إشارة إلى تقارب مقتدى الصدر مع السعودية في زيارته للرياض نهاية العام الماضي.

ورفض القيادي بمليشيا العصائب، المنضوية ضمن "الحشد الشعبي"، ليث العذاري، الاثنين،  تصريحات أخيرة لمقتدى الصدر، اتهم فيها تحالف "الفتح" الانتخابي بـ"استغلال دماء مقاتلي الحشد الشعبي" انتخابياً، واعتبره "عصياناً واضحاً للمرجعية الدينية في النجف"، متسائلاً: "أغلب من أتى بعد عام 2003 يفخر بتاريخه النضالي. فلماذا لا يحق لنا الفخر بما أنجزه الحشد الشعبي؟".

 وأضاف العذاري أن "أقرب مثال لاستغلال نتائج الحرب ضد "داعش" هو قائمة النصر التي يتزعمها رئيس الوزراء حيدر العبادي. فمن الواضح أن اسمها لا يستند إلى حزب أو جهة سياسية، إنما إلى النصر المتحقق ضد "داعش""، مؤكداً خلال تصريح صحفي أن حركته "ملتزمة بتوجيهات المرجعية الدينية". 

من جهته، رفض رئيس "تحالف الفتح" والقيادي بـ"الحشد الشعبي"، هادي العامري، حديث الصدر عن استخدام التحالف لتضحيات "الحشد" كدعاية انتخابية، موضحاً، في كلمة له أمام جمع من أنصاره، أن المليشيات "لم تقاتل من أجل الانتخابات، ولا تريد من أحد الجزاء على ما بذلته في سبيل الوطن".

وانتقد العامري تصريحات الصدر بشكل مباشر، حين قال: "لا نريد من أحد أن يعطينا رأيه"، مبيناً أن "تحالف الفتح" قرر خوض الانتخابات المقبلة ضمن إطار مشروع جديد يختلف عن مشروع "الحشد الشعبي". 

يشار إلى أن زعيم "التيار الصدري" كان قد وجه انتقادات شديدة اللهجة إلى "تحالف الفتح" الذي اتهمه بمحاولة استغلال اسم "الحشد الشعبي" في الانتخابات، معتبراً ذلك "عصيانا واضحا للمرجعية الدينية".

وأوضح أن بعض مقاطع الفيديو التي تبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر أن بعض الجهات السياسية تستغل اسم "الحشد الشعبي" وقتاله ضد تنظيم "داعش" الإرهابي من أجل كسب الأصوات في الانتخابات. 

وقال عضو "تحالف سائرون"، التابع لـ"التيار الصدري"، علي العتابي، إن بعض مرشحي تحالف "الفتح" بدأوا يستغلون اسم "الحشد الشعبي" للتأثير على الناخبين في المناطق ذات الغالبية الشيعية في بغداد والمحافظات الجنوبية.

وأشار العتابي إلى تحول بعض صور قتلى "الحشد الشعبي" إلى دعاية لمرشحي تحالف "الفتح"، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن "هذا الأمر استفز التحالفات الانتخابية الأخرى". وتابع "جميعنا شارك في الدفاع عن العراق، ولا ينحصر الأمر على بعض الفصائل كـ"عصائب أهل الحق" أو "بدر""، منتقداً بشدة ما وصفها بأنها "محاولات سرقة جهود الآخرين من قبل بعض مرشحي "الفتح"". 

ووفق مسؤول بالتحالف الوطني، فإن "ثلاثي "الحشد" المرتبط بمكتب المرشد الإيراني، علي خامنئي، وهم هادي العامري وقيس الخزعلي وأبو مهدي المهندس يقدمون أنفسهم كبديل للتيار الصدري في مناطق قوته، خاصة بمدينة الصدر ببغداد ومنطقة الشعلة شمال غربي بغداد، وينافسون بشكل مستفز، مستغلين الوفرة المالية لديهم، وحاجة الناس هناك للمساعدة".

وأضاف: "تصريحات وحرب باردة واضحة بين الصدريين وزعماء "الحشد الشعبي"، ونأمل أن تنتهي سريعاً كونها ترتبط بالانتخابات"، معتبراً أن "استفزاز الصدريين لن يكون بصالح أحد، كونه يهدد اجتماع قوى البيت العربي الشيعي مجدداً بعد إعلان نتائج الانتخابات"، وفقاً لقوله.