محادثات فرنسية جزائرية حول "محاربة الإرهاب"

محادثات فرنسية جزائرية حول "محاربة الإرهاب"

06 ابريل 2017
سلال أجرى محادثات موسعة مع كازنوف(بشير رمزي/الأناضول)
+ الخط -
شدّدت الجزائر وفرنسا، خلال محادثات ثنائية، اليوم الخميس، على أهمية تعزيز التعاون الثنائي في مكافحة "الإرهاب والتطرف"، في ظل التوتر الذي تشهده مناطق عدّة في العالم.

وأعرب رئيس الوزراء الجزائري، عبد المالك سلال، في كلمة له خلال المحادثات الجزائرية - الفرنسية الموسعة، في إطار زيارة العمل التي يقوم بها رئيس الحكومة الفرنسية برنار كازنوف إلى الجزائر، عن "اطمئنانه" لمستوى التعاون الثنائي بين الجزائر وباريس، خاصة المتصلة بـ"السلم والأمن، ومكافحة الإرهاب، والتطرف العنيف في المنطقة".

كما عبر سلال عن ارتياحه لنوعية التعاون الجزائري الفرنسي حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وشدد رئيس الوزراء الجزائري على "إرادة بلاده في توحيد جهود البلدين للتصدي لمختلف التحديات الأمنية التي يواجهها البلدان"، لافتاً إلى تطور الحوار السياسي بين مسؤولي البلدين، وأنه "بلغ مرحلة تسمح بتنسيق المواقف حول بعض المسائل الدولية، لا سيما التهديدات التي تواجهها منطقتنا".

وأضاف "يجب أن نضاعف من يقظتنا أكثر من أي وقت مضى على المستوى الوطني والإقليمي، بهدف التصدي لجميع هذه التحديات التي تهدد استقرار عدد كبير من بلدان منطقتنا وأمن بلداننا، لا سيما الجزء الأورو متوسطي منها".

 وفي رده على سؤال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي يتعلق بموقف الجزائر من الانتخابات الرئاسية في فرنسا، قال سلال إن "الجزائر لا تتدخل أبدا في الشأن الداخلي  لفرنسا، لكنها تعمل دائما مع من ينتخبه الشعب الفرنسي رئيسا له"، وأضاف "المهم هو تحسين العلاقات بين البلدين أياً كان الرئيس المنتخب، حتى وإن كنا نأمل في أن يكون الأكثر قرباً منا".

بدوره، أكد كازنوف "قوة العلاقات الفرنسية الجزائرية، والتي ميزتها الثقة بين الجانبين خلال عهد الرئيس فرانسوا هولاند".

وأعرب المسؤول الفرنسي عن تمسك بلاده بالعلاقات المثمرة مع الجزائر، والتي شملت عدة قطاعات، مشيراً إلى أن العلاقات بين الطرفين تعززت منذ الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي للجزائر في ديسمبر/كانون الأول عام 2012، وزيارته الثانية في 2015، لا سيما بعد انعقاد 3 لجان حكومية رفيعة المستوى، ما سمح لحكومتي البلدين، بتأكيد إرادتهما في التعاون.

كما لفت كازنوف إلى العلاقات الاستثمارية بين الجانبين، مضيفاً أن "فرنسا والجزائر تجمعهما استثمارات ومصالح اقتصادية مشتركة".

وكشف عن أن عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين ارتفعت من 210 آلاف سنة 2012 إلى 410 آلاف سنة 2016، وأن عدد الطلبة الذين ينتقلون كل سنة إلى فرنسا، قد ارتفع من 3600 طالب سنة 2012 إلى 7400 طالب سنة 2016، معتبراً أن "هذه التبادلات أساسية وتشكل النسيج الجامع للعلاقات بين البلدين".

و بشأن الملفات التاريخية العالقة بين البلدين، قال كازنوف إن "هناك مساعي تقارب وتصريحات تهدئة"، مبيناً "وجود تعاون ممتاز بين البلدين حول مسألة الأرشيف". كما أوضح أن "فرنسا أرجعت كامل الأرشيف الخاص بحقبة ما قبل الاحتلال، الذي كان بحوزتها، وتلتزم بإرجاع كافة الأرشيف من هذا النوع، إذا عثرت عليه مستقبلاً، مطمئناً أن هذا الالتزام سيتحقق بالتأكيد".

أما بالنسبة للأرشيف الخاص بالحقبة الاستعمارية، فقال إن "أهم الوثائق المعدة من قبل الإدارة الفرنسية هي الآن متاحة للاطلاع".

وعقب المحادثات بين سلال وكازنوف، أشرف الجانبان على توقيع 10 اتفاقات ومذكرات تفاهم في شتى القطاعات، تتعلق أساساً بقطاعات الطاقة والطاقات المتجددة والصناعة الغذائية والتكوين المهني والتعليم العالي.

ومن بين هذه الاتفاقات الموقعة، بروتوكول اتفاق من أجل إنشاء وحدة لصناعة المولدات الكهربائية ذات الضغط المتوسط والمنخفض، وكذلك خزانات حماية أنظمة التحكم بين مجمعي إيليك الجزائر، وشنايدر إلكتريك.





المساهمون