اعتداء نيس: تمديد حالة الطوارئ.. وكشف هوية منفذ الاعتداء

اعتداء نيس: تمديد حالة الطوارئ.. وكشف هوية منفذ الاعتداء

15 يوليو 2016
دوافع الاعتداء لم تتضح (فاليري هاش/ فرانس برس)
+ الخط -

أكد رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، أنّ "فرنسا لن ترضخ للتهديد الإرهابي وستكافحه"، معلناً اعتماد أقصى حالات الاستنفار الأمني، بعد الاعتداء الذي طاول مدينة نيس، ليل أمس الخميس، إذ أقدم سائق على دهس حشود ما أدى إلى مقتل 84 شخصاً، وإصابة 18 آخرين بجروح خطيرة.


فالس، وفي أعقاب اجتماع مجلس الدفاع الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، اليوم الجمعة، دعا الفرنسيين إلى توحيد صفوفهم في مواجهة الإرهاب، مؤكدا تشكيل خلية وزارية لأزمة نيس والإبقاء على الاستنفار لأقصى درجة، معلنا الحداد الوطني لمدة 3 أيام وتنكيس الأعلام.

من جهة ثانية، نقلت مصادر إعلامية فرنسية، أن منفذ اعتداء نيس يدعى محمد لحويج بوهلال. وتبين، وفق المعلومات الأولية، أنه فرنسي من أصول تونسية وعمره 31 سنة، مقيم منذ فترة طويلة في نيس، لم تكن له سوابق إرهابية، وإن كان معروفاً عنه ضلوعه في قضية جنائية. فيما نقلت وسائل الإعلام عن مصدر أمني أن منفذ الاعتداء متزوج ولديه ثلاثة أولاد.

وتؤكد المصادر المقربة من التحقيق أنه تم العثور على مسدس استخدمه السائق قبل أن تقتله الشرطة، أمّا الأسلحة والقنابل، التي تحدّث عمدة مدينة نيس عن العثور عليها في الشاحنة، فقد كانت وهمية.

وتواصل عمل الشرطة ووسائل الاستخبارات الفرنسية، في دراسة وتحليل الوثائق التي عثر عليها في الشاحنة، خاصة بطاقة مصرفية والهاتف، وأيضا تحليل الكاميرات المنتشرة في نيس لمعرفة تحركات السائق، قبل أيام من فعلته، وما إن كان معه آخرون.

وكانت الأجهزة الأمنية في مدينة نيس تمرنت على عدة سيناريوهات لاعتداءات إرهابية محتملة لكن سيناريو الدهس بشاحنة نقل ضخمة فاجأ الأمنيين. وتعالت بعض الأصوات في وسائل الاعلام تنتقد الأداء الأمني في نيس وطرحت علامات استفهام كبيرة حول تمكن شاحنة من الحجم الكبير من اختراق الحشود وعدم وجود حواجز أمنية لحماية الراجلين تمنع محاولات من هذا النوع خاصة قي سياق حالة الطوارئ والاستنفار الأمني.



في هذه الأثناء، زار هولاند مدينة نيس، رفقة رئيس الوزراء للتعبير عن تضامن الدولة، على أعلى مستوياتها، مع سكان مدينة نيس، ومع عائلات الضحايا والجرحى. 

وكان هولاند قد أعلن بعد ساعات من الاعتداء أنه سيتم تمديد حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر أخرى. وقال في خطاب تلفزيوني إنه "سيتم تقديم مشروع قانون للبرلمان قبل نهاية الأسبوع المقبل"، مضيفاً أن "ما من أحد ينكر الطبيعة الإرهابية لهذا الهجوم والذي يعد مرة أخرى الشكل الأكثر تطرفاً من أعمال العنف".


كما أكد أن "فرنسا بأكملها تحت تهديد الإرهاب الإسلامي". وأعلن هولاند استدعاء الاحتياط من المواطنين "لتعزيز صفوف الشرطة والدرك"، مشيراً إلى إمكان استخدام هؤلاء الاحتياطيين في "مراقبة الحدود".

إلى ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي أن بلاده "ستعزز" تدخلها ضد المقاتلين في سورية والعراق. وقال في هذا الصدد "ما من شيء سيجعلنا نتخلى عن عزمنا على مكافحة الإرهاب وسوف نعزز أكثر تحركاتنا في سورية كما في العراق. أولئك الذين يستهدفوننا على أرضنا سنواصل ضربهم في معاقلهم".


وفي هذا السياق، أكدت وزارة الداخلية الفرنسية في آخر حصيلة مؤقتة، مقتل ما لا يقل عن 84 شخصاً. كما أوضح المتحدث باسم الوزارة، بيار هنري برانديه، لوكالة "فرانس برس" أن 18 جريحاً لا يزالون في حال "حرجة جداً" صباح الجمعة فضلاً عن "خمسين جريحاً إصاباتهم طفيفة".



وبحسب مصدر مطلع على التحقيقات، فقد عُثر على "قنبلة غير معدة للانفجار" و"بنادق مزيفة" في الشاحنة البالغة زنتها 19 طناً، كما عُثر على أوراق هوية باسم فرنسي تونسي عمره 31 عاماً مقيم في نيس، ومعروف لدى الشرطة كصاحب سوابق.

من جهةٍ أخرى، توالت التنديدات الدولية باعتداء نيس، فشجب الرئيس الأميركي باراك أوباما بشدة ما حدث، وقال في بيان "نحن متضامنون مع فرنسا، أقدم حليف لنا، في الوقت الذي تواجه فيه هذا الاعتداء".


وأكد أن الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة السلطات الفرنسية في التحقيق لكشف المسؤولين عن هذه المأساة، مشيراً إلى أنه أمر مساعديه بالاتصال بالسلطات الفرنسية لهذه الغاية.

كما دان مجلس الأمن الدولي "بأشد الحزم الاعتداء الإرهابي الهمجي والجبان"، وفي بيان صدر بالإجماع قالت الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن إنها تعرب عن "تعاطفها العميق وتقدم تعازيها" لعائلات الضحايا وللحكومة الفرنسية.

ودانت الرئاسة التركية، اليوم، الاعتداء الذي تعرضت له مدينة نيس الفرنسية. وشددت على ضرورة التعاون الدولي لمواجهة الإرهاب، بالقول: "كوننا دولة تعرضت للكثير من الهجمات الإرهابية، نعي تماما مشاعر فرنسا والشعب الفرنسي، ويظهر هذا الهجوم الوحشي الذي تشير التقديرات إلى أنه هجوم إرهابي، مرة أخرى، ضرورة مواجهة الإرهاب بشكل ثابت ومستديم".

ودعا البيان العام إلى ضرورة أخذ الدروس والتوقف عن المواقف المترددة في مكافحة الإرهاب، بالقول: "على كل من اتخذ موقفا مترددا من مكافحة الإرهاب أن يستخلص العبر من هذا الهجوم الأخير الذي تعرضت له فرنسا، وعلينا جميعا أن نرى بأن التنظيمات الإرهابية لا تميز بين تركيا أو فرنسا أو العراق أو بلجيكا أو المملكة العربية السعودية أو أميركا".

وشدد البيان على أن: "الإرهاب ليس له دين أو عرق أو أو شعب، وإن من نفذ هذا العمل الوحشي لا علاقة له بالإنسانية، ولا مكان لهذه البربرية في العالم ولا يجب أن يكون لها مكان".


كما عبّر وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، اليوم الجمعة، عن صدمته وحزنه حيال اعتداء نيس، وقال جونسون في تغريدة على "تويتر" "مصدوم وحزين حيال الأحداث المروعة في نيس والخسائر الفظيعة في الأرواح".

ودانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاعتداء، وقالت على هامش قمة لزعماء آسيا وأوروبا في منغوليا "جميع من شاركوا في القمة الآسيوية الأوروبية يشعرون بنفس الصدمة بسبب القتل الجماعي في نيس".

وتابعت "ألمانيا تقف بجانب فرنسا في المعركة ضد الإرهاب، وتتكاتف مع دول كثيرة أخرى. أنا على قناعة بأنه على الرغم من كل الصعوبات سنفوز في تلك المعركة".

بدوره، قال وزير الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إن "الإمارات تدين بكل قوة هذه الجريمة النكراء المروعة، وتؤكد تضامنها التام والكامل مع جمهورية فرنسا الصديقة، ووقوفها إلى جانبها في كل ما تتخذه من إجراءات في هذه الظروف".

وفي الرياض، عبر مصدر مسؤول عن "إدانة المملكة وبأشد العبارات لعمل الدهس الإرهابي الشنيع، الذي شهدته مدينة نيس الفرنسية".

وأكد في تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية "وقوف المملكة وتضامنها مع جمهورية فرنسا الصديقة، والتعاون معها في مواجهة الأعمال الإرهابية بكافة أشكالها وصورها".