مندوب النظام السوري يتسلّح بنظرية "المؤامرة" في مجلس الأمن

مندوب النظام السوري يتسلّح بنظرية "المؤامرة" في مجلس الأمن

12 ابريل 2017
الجعفري يقول إن المعارضة تخطط لـ"شيطنة" النظام (Getty)
+ الخط -
زعم مندوب النظام السوري الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي حول سورية، اليوم الأربعاء، أن نظامه لا يملك أسلحة كيميائية، والمعارضة خططت لاستخدامها من أجل "شيطنة" نظامه. ولم تخل كلمة الجعفري من تحليل المؤامرة على النظام السوري كالعادة.

"بشار الجعفري في كلمته التاريخية والأخيرة" أمام مجلس الأمن، مثلما وصفها سُخرية ناشطون معارضون للنظام، زعم أنّه "تم تهريب لترين من غاز السارين من ليبيا عبر تركيا من أجل قصف خان شيخون، واتهام سورية".

وينافي كلام مندوب النظام السوري، اليوم، ما صرّح به وزير خارجية النظام، وليد المعلم، في وقت سابق، عندما حاول تغيير الحقائق حول الضربة الجوية الكيميائية على مدينة خان شيخون بريف إدلب، قائلاً "جبهة النصرة جاءت بالكيميائي من العراق"، بينما قال الجعفري إنه جاء من ليبيا إلى تركيا ثم سورية.

وادّعى الجعفري أيضاً أن: "الجماعات الإرهابية خططت لاستخدام المواد الكيميائية من أجل شيطنة النظام السوري"، مضيفاً: "كيف يمكن أن يستقيم الأمر، كيف أن سورية تستخدم سلاحاً كيميائياً لا تملكه أصلاً، لقد وجهنا أكثر من 90 رسالة لمجلس الأمن حول حيازة الجماعات الإرهابية مواد كيميائية".

وتابع أنّه "من ضمن رسائلهم كانت إبلاغ مجلس الأمن الدولي بتهريب 2 ليتر من السارين إلى سورية من تركيا"، في حين ذكر المعلم سابقاً أنهم أرسلوا مائة رسالة.

وقال الجعفري أيضاً "إنّ الإدارة الأميركية تدفع بالحرب على سورية نحو مستويات غير مسبوقة، عبر العمل العسكري المباشر، والعدوان الأميركي على سورية لن يثني الحكومة السورية عن مواصلة مفاوضات جنيف، الإدارة الأميركية الجديدة لم تجد مع حلفائها من ذريعة إلا الأسلحة الكيميائية".

ويأتي كلام الجعفري تعقيباً على استهداف البارجات الأميركية مطار الشعيرات العسكري وسط سورية بصواريخ "توماهوك"، وذلك بعد القصف الكيميائي على مدينة خان شيخون.

واتهم الجعفري واشنطن بدعم المنظمات "الإرهابية" في سورية، قائلاً "لا يوجد شريك جاد يسعى لمكافحة الإرهاب والتوصل إلى حل سياسي، الولايات المتحدة تدير الإرهاب في سورية وتقدم الدعم لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".

وتابع: "لقد دأبت الولايات المتحدة على تقديم كل أشكال الدعم للمجموعات الإرهابية في سورية، وتقديم الدعم المباشر للمجموعات الإرهابية لم يقتصر على دول التحالف، بل كانت إسرائيل سبّاقة لدعم الإرهابيين بما في ذلك الإسعاف وتأمين الغطاء الجوي".

وذهب الجعفري أيضاً في نظرية المؤامرة على النظام السوري إلى أن: "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يدفعها للبحث عن دور جديد يتمثّل بالخطاب المتطرف ضد سورية".

وقال الجعفري أيضاً، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، إن "عملية أستانة تتمتّع بقيمة فريدة وخاصة، وهي تهدف إلى إنهاء عمليات العنف، وبالتالي، تدعم مسار جنيف بشكل مباشر"، ويأتي حديثه بينما تواصل الطائرات الروسية والسورية قصف مناطق مختلفة في البلاد، موقعة عشرات الضحايا من المدنيين.

وعلّق مستشار وفد المعارضة المفاوض يحيى العريضي، في حديث مع "العربي الجديد"، على كلام الجعفري قائلاً "إن خطاب الجعفري اليوم مترابط حول الحدث، لكنه مخالف لخطاب المعلم، ومخالف للخطاب الروسي والإيراني أيضاً حول رواياتهم عن قصف خان شيخون بالكيميائي، وهو ما يؤكد ضلوعهم في الجريمة، ومحاولتهم التنصل منها".

وأكّد العريضي أن النظام يدين نفسه من خلال "حديث الجعفري عن كمية المادة السامة بدقّة وأن مصدر المادة ليبيا واسم الذي قام بتهريبها يعني أنه لديه تلك القوة المخابراتية لمعرفة تلك التفاصيل، فضلاً عن قوة إيران وروسيا"، متسائلاً "كيف لم يقم بالعمل (أي النظام) على إيقاف وصول السارين".

وعلّق العريضي بـ"أنّ طبيعة النظام السوري تفرض عليه الحديث وفق نظرية المؤامرة"، موضحاً "لا غريب في الأمر؛ لأن نظرية المؤامرة هي رواية النظام منذ اليوم الأول للثورة ضدّه".

المساهمون