الفلسطينيون يطالبون بالرد خلال تشييع الرضيع دوابشة

الفلسطينيون يطالبون بالرد خلال تشييع الرضيع دوابشة

31 يوليو 2015
دعوات فلسطينية لمعاقبة المستوطنين (العربي الجديد)
+ الخط -
شيّع المئات من الفلسطينيين، بعد صلاة اليوم الجمعة، جثمان الشهيد الفلسطيني الرضيع علي دوابشة (عام ونصف العام)، والذي أحرق على يد المستوطنين في منزله بقرية دوما جنوبي مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وانطلق التشييع بمشاركة رسمية من الحكومة الفلسطينية، وقيادات عن حركة "فتح"، ومنتسبي الفصائل الفلسطينية من مسجد القرية باتجاه المقبرة، وردّد المشاركون في عملية التشييع هتافات تطالب بالانتقام لدماء الشهيد، والرد الفوري على الجريمة، ومعاقبة المستوطنين الذين ارتكبوها.

وطالب الفلسطينيون أيضاً الفصائل بضرورة الرد على جرائم الاحتلال التي تصاعدت في الفترة الأخيرة، إضافة إلى التوحد جنباً إلى جنب وتشكيل لجان شعبية لمواجهة خطر المستوطنين المتطرفين الذين يهاجمون القرى والبلدات الفلسطينية ويحاولون قتل سكانها.

وردد المشيّعون هتافات تطالب الشارع الفلسطيني بالخروج للرد على عملية حرق الرضيع دوابشة، وضرورة مواجهة جنود الاحتلال الذين يسهلون عمليات المستوطنين الإجرامية.

وشدد المشاركون في عملية التشييع، والذين رفعوا الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل، على ضرورة ملاحقة الاحتلال الإسرائيلي في محكمة الجنايات الدولية ومحاكمة قادته على الجرائم التي يرتكبها جنود الاحتلال والمستوطنون بحق الشعب الفلسطيني، مطالبين السلطة الفلسطينية بضرورة العمل على توفير الحماية للفلسطينيين من تلك الاعتداءات.

في المقابل، أفاد وزير الصحة الفلسطيني، جواد عواد أن الحالة الصحية لأب وأم الرضيع دوابشة خطرة للغاية. 

وأضاف الوزير في بيان صحافي، اليوم الجمعة، أنه جرى تحويل سعد دوابشة وهو والد الشهيد الطفل إلى مستشفى سوروكا في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، فيما تم تحويل الأم وابنهم الآخر إلى مستشفى "تل هاشومير". 

وأوضح عواد أن الأم والأب يرقدان حالياً في وحدة العناية المركزة، وحالتها الصحية حرجة للغاية، فيما حالة الطفل مستقرة. 

وكانت مجموعة متطرفة من المستوطنين تطلق على نفسها جماعة "تدفيع الثمن"، قد ألقت زجاجات حارقة ومواد مشتعلة على منزلين فلسطينيين في قرية دوما، ما أدى إلى احتراقهما واستشهاد الرضيع علي دوابشة وإصابة شقيقه ووالديه بحروق بالغة الخطورة.

وحمل القائم بأعمال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن الجريمة التي نفذها المستوطنون في قرية دوما.

وقال عريقات في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه بمدينة رام الله: إن "الحكومة الإسرائيلية مستمرة في إرسال رسائل التحريض والكراهية والتفرقة العنصرية، ولا نستطيع التفريق بين إرهاب المستوطنين والتوسّع الاستيطاني".

وذكر بتصريح وزيرة العدل الإسرائيلية، ايليت شاكيد، والذي وصفت فيه الأطفال الفلسطينيين بالأفاعي، وكذلك دعم وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نفتالي بينيت، عمليات القتل التي يقوم بها المستوطنون.

وأضاف "عندما يقوم الكنيست الإسرائيلي بمناقشة قوانين تتعلق بطرق معقمة وحافلات معقمة فإن هذا تكريس لنظام الفصل العنصري، وها نحن نرى النتائج في الجرائم التي يرتكبها المستوطنون"، مشيراً إلى أن "هذه الحكومة من المستوطنين وللمستوطنين وبالمستوطنين".

وطالب عريقات العالم بأن "يصحو وينتبه إلى أن ما تقوم به حكومة إسرائيل هو تدمير لحل الدولتين وتكريس نظام ابرتهايد شبيه بنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا"، لافتاً إلى أنه "آن الأوان لمقاطعة الاستيطان والمستوطنات، اقتصادياً وتجارياً وأكاديمياً وعلمياً".

وشدد على أن جريمة المستوطنين الجديدة ضد عائلة دوابشة تؤكد صوابية انضمام فلسطين إلى محكمة الجنايات الدولية.

وتابع "قبل أشهر توجه الرئيس محمود عباس بمذكرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون شرح فيها اعتداءات المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني، وطلب حماية دولية ومحاسبة إسرائيل والكف عن التعامل معها كدولة فوق القانون، ما زلنا نذكر جريمة المستوطنين العام الماضي بحرق الفتى محمد أبو خضير، والجريمة اليوم تثبت وجاهة وصوابية الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية، وهذه جرائم حرب، ونحن نسعى منذ الصباح لتوفير الحماية لشعبنا، بما في ذلك التوجه إلى محكمة لاهاي".

وأوضح أنه "منذ عام 2004 ارتكب المستوطنون أحد عشر ألف جريمة، شملت قتل وحرق فلسطينيين أبرياء، وممتلكاتهم وبيوتهم وسياراتهم ومساجدهم وكنائسهم وأشجارهم"، و"نحن نحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن كل هذه الجرائم".


اقرأ أيضاً: عباس يتوعد حكومة الاحتلال رداً على قتل رضيع فلسطيني

المساهمون