الجمعة الـ14 لحراك الجزائر: استفزاز أمني واعتقالات

الجمعة الـ14 لحراك الجزائر: استفزاز أمني واعتقالات

الجزائر
60244E7B-773C-460F-B426-426EBC60D89E
عثمان لحياني
صحافي جزائري. مراسل العربي الجديد في الجزائر.
24 مايو 2019
+ الخط -
بدأ المتظاهرون في الجزائر التوافد مبكراً إلى الساحات والشوارع، في الجمعة الـ14 من الحراك الشعبي، إذ تتزايد أعداد المتظاهرين قرب ساحة البريد المركزي بقلب العاصمة، وسط استفزاز أمني واعتقالات.

ونفّذت قوات الأمن الجزائرية حملة اعتقالات مبكرة، طاولت عدداً من الناشطين والمتظاهرين قرب ساحة البريد المركزي.

واقتادت الشرطة الناشط سمير العربي وعدداً من رفاقه إلى مركز أمني، كما اعتقلت عدداً من المتظاهرين الذين كانوا يحاولون مبكراً اقتحام ساحة البريد المركزي بعد غلقها، واقتادتهم إلى سيارات الشرطة، في سلوك وصفه مراقبون بأنّه محاولة مستفزة وفاشلة من قوات الأمن لإحباط مسيرات الجمعة الـ14.

وأغلقت السلطات ساحة البريد المركزي بالكامل بسياج حديدي، منذ يوم الأربعاء الماضي، لمنع المتظاهرين من التظاهر فوق سلالم الساحة، بسبب تشققات ظهرت أسفلها، بعد كشف تقني أجرته السلطات وعلقت مضمونه على الساتر الحديدي الذي يحيط بالساحة.

كما واصلت السلطات إغلاق النفق الجامعي الذي يتيح للمتظاهرين تنظيم مسيرة بين ساحتي موريس أودان والبريد المركزي.

وشددت السلطات الجزائرية الإجراءات الأمنية في وسط العاصمة الجزائرية، ونشرت قوات إضافية واستقدمت عدداً من الشرطيات بشكل لافت.

إجراءات أمنية بالجمعة الـ14 للحراك (عثمان لحياني/العربي الجديد)


وقال الصحافي كريم عمير لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذه الإجراءات الأمنية غير مسبوقة، وتوحي بوجود قرار أمني ما. لدي مخاوف بشأن ذلك. وأعتقد أنّ السلطات بدأت تتحول في الفترة الأخيرة نحو محاولة التضييق على المظاهرات أو استفزاز المتظاهرين".

وفي السياق، صادرت الشرطة الجزائرية عدداً من هواتف عدد من الصحافيين والمصورين، كانوا يقومون بتصوير لقطات من المسيرات المبكرة، صباح اليوم الجمعة، بحجة عدم امتلاكهم لترخيص.

وكان الصحافيون في الجزائر قد رفعوا، قبل يومين، شكاوى ضد اعتداءت عنيفة من قبل أعوان الشرطة، وقرروا تنظيم اعتصام، غداً السبت، في ساحة حرية الصحافة، تنديداً بتجاوزات عناصر الشرطة.

سارع الآلاف للنزول للشارع بعد أنباء الاعتقالات (عثمان لحياني/العربي الجديد)


وأدى تداول أخبار وصور الاعتقالات إلى مسارعة الآلاف من المتظاهرين للنزول إلى الشوارع والالتحاق بمكان التظاهر قرب الجامعة المركزية، وعلى طول الشارع المؤدي إلى ساحة البريد المركزي المغلقة، وهو ما دفع الشرطة إلى التراجع أمام التدفق البشري، وتجنّباً لأي احتكاك مع المتظاهرين.

وردد المتظاهرون شعارات تطالب برحيل رموز نظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، أي رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، ورئيس الحكومة نور الدين بدوي، مع تأكيدهم رفض تنظيم أي انتخابات رئاسية تحت وصايتهم، عبر الهتاف بشعارات "بن صالح... بدوي... ديقاج (ارحل)"، و"لا انتخابات يا حكومة العصابات".

طالب المتظاهرون برحيل رموز نظام بوتفليقة (عثمان لحياني/العربي الجديد)


وللأسبوع السادس على التوالي، أقدمت السلطات الجزائرية على غلق مداخل العاصمة الغربية والجنوبية والشرقية تحديداً، والتضييق على حركة المرور، ومنعت مرور مسافرين من المحافظات وسيارات متظاهرين كانوا يعتزمون الالتحاق بالعاصمة للمشاركة في المسيرات.

واستقال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 2 إبريل/ نيسان الماضي، على وقع الحراك الشعبي المستمر منذ 22 فبراير/ شباط الماضي. وأعلن الحراك الشعبي والقوى السياسية المعارضة والقضاة مقاطعتهم لمسار الانتخابات الرئاسية التي أعلن عن تنظيمها الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، في 4 يوليو/ تموز المقبل.

ذات صلة

الصورة

سياسة

أكدت فرنسا، يوم الجمعة، وفاة فرنسي و"احتجاز آخر في الجزائر، في حادث يشمل عدداً من مواطنينا"، بعدما أفادت تقارير صحافية مغربية، أمس الخميس، عن مقتل سائحين يحملان الجنسيتين المغربية والفرنسية بنيران خفر السواحل الجزائري.
الصورة
كيف غيّر القائمون على فيلم "باربي" قواعد التسويق بتكلفة 150 مليون؟

منوعات

قرّرت وزارة الثقافة الجزائرية سحب ترخيص عرض فيلم "باربي" من صالات السينما في البلاد، بحسب ما ذكرته صحيفة الشروق الجزائرية. 
الصورة
عشرات الحرائق المستعرة في شرق الجزائر (فضيل عبد الرحيم/ الأناضول)

مجتمع

تتحدث السلطات الجزائرية عن طابع جنائي لعشرات الحرائق المستعرة، في حين يتواصل النقاش حول غياب خطط استباقية للوقاية، وقدرات السيطرة المبكرة على الحرائق، خاصة أنها تتكرر منذ عام 2018.
الصورة
استشهد عسكريون خلال مهمات إخماد حرائق الجزائر (العربي الجديد)

مجتمع

أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية أنّ 34 شخصاً لقيوا مصرعهم في حرائق ضخمة نشبت في غابات بمناطق متفرقة شرقي الجزائر، من بينهم 10 عسكريين، فيما أُجليت مئات العائلات من مجمعات سكنية وصلت إليها النيران.