"فورين بوليسي": خيانة أوباما للمعارضة السورية كارثية

"فورين بوليسي": خيانة أوباما للمعارضة السورية كارثية

07 فبراير 2016
من مخيمات النزوح السوري (بولنت كيليك/فرانس برس)
+ الخط -
تتضاعف الانتقادات الموجّهة للإدارة الأميركية، عبر الصحف والمجلات الأميركية، على خلفية سياستها المتبعة في الملف السوري، وخصوصاً على الصعيدين السياسي والإنساني، فضلاً عن تناقض مواقف مسؤوليها في الأيام الأخيرة، تحديداً في شأن موضوع التدخّل البري في سورية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وبينما صدرت تصريحات عن البيت الأبيض ووزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، توحي بالترحيب بإعلان السعودية، على لسان المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، العميد الركن أحمد عسيري، عن استعدادها لـ"المشاركة في أي عملية برية ضمن التحالف الدولي في سورية"، اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية، على لسان المتحدث باسمها جون كيربي، أن "إجراء عملية برية دولية في سورية، ليس بمقدوره تسوية النزاع المسلّح بين الحكومة والمعارضة في هذا البلد، مهما كانت الجهة التي ستقود مثل هذه العملية". وأشار كيربي إلى أنه "تتم بذل جهود دولية حالياً من أجل إجراء مفاوضات سلام بين الحكومة السورية والمعارضة". وبينما لفت إلى أنّ "الولايات المتحدة تريد أن تدرس المبادرة السعودية أكثر"، أكد أن "الإدارة الأميركية تبحث مع السعوديين نواياهم"، فيما تولى وزير الخارجية الأميركية جون كيري الحديث عن مباحثات تجرى بهدف التوصل لوقف إطلاق نار وتوفير مساعدات إنسانية للمدنيين، معتبراً أن الأيام المقبلة ستكشف عن إمكانية التوصل لذلك.

وكان عسيري أعلن، يوم الخميس، أن "السعودية على استعداد للمشاركة في أي عملية برية ضمن التحالف الدولي في سورية". ولقي كلام عسيري ترحيب وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، الذي رأى أن "زيادة نشاط الحلفاء ستسمح للولايات المتحدة بمكافحة تنظيم داعش بفعالية أكثر".

ودفعت التناقضات في مواقف المسؤولين الأميركيين بالتزامن مع التحولات الميدانية داخل سورية، مجلة "فورين بوليسي" إلى اتهام الرئيس الأميركي باراك أوباما، بـ"خيانة المعارضة السورية والتواطؤ مع روسيا لانتشال نظام الرئيس (بشار) الأسد من السقوط وتغيير كافة موازين القوى لصالح النظام في فترة لم تتجاوز العام الواحد".

اقرأ أيضاً: احتشاد آلاف السوريين على الحدود التركية يخلق "كارثة إنسانية" 

ونشرت المجلة تحليلاً للباحث العربي في "المعهد البريطاني لدراسة السياسات الاستراتيجية الدولية" إميل حكيّم، تضمّن اتهامات صريحة لإدارة أوباما بترك روسيا تنجح في تغيير قواعد اللعبة، وضمان بقاء الأسد بما يناقض التطمينات الأميركية السابقة، واصفاً خذلان المعارضة بـ"الكارثي".
ورأى الكاتب المختصّ في الشؤون الأمنية لمنطقة الشرق الأوسط ومؤلف كتاب عن الثورة السورية، أن "روسيا وضعت جيران سورية أمام أمر واقع جديد، بتركيزها على محافظات إدلب وحلب في الشمال ومحافظة درعا في الجنوب". وأكدت المجلة التي أولت القضية السورية اهتماماً كبيراً خلال الأسابيع الماضية، أنه "رغم استبسال المعارضة السورية إلا أن مخازن أسلحتها ومراكز القيادة وأسلحتها المدرعة تعرضت لضربات روسية قاصمة".

وألمح حكيّم إلى أن "الهدف الذي تسعى لتحقيقه روسيا من خلال تركيزها على جبهة حلب، هو قطع طريق المعارضة السورية إلى تركيا، وقطع إمدادات الأسلحة والأغذية". غير أنه حذّر من أن "هذا الهدف إن تحقق، فمعناه أن يتحول الطريق إلى مسارات أخرى، يسيطر عليها الجهاديون، خصوصاً في محافظة إدلب، وبالتالي تقوية التنظيمات المتطرفة على حساب المعارضة المعتدلة"، على حد وصفه.

إلى ذلك، فإن الخطة الروسية الأميركية تتضمّن على ما يبدو استفزازاً خطيراً لتركيا، لناحية تأليب القوى الكردية للتوسّع، على أمل إغلاق الحدود مع تركيا، بحسب التقرير. وأشارت المجلة إلى أن صنّاع القرار في واشنطن وموسكو لا يدركون مدى خطورة قلق أنقرة من التوسّع الكردي، وما يُمكن أن تقدم عليه من جرّاء هذا القلق".

وأبدى حكيّم استغرابه من أن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، لا يبدو عليه الانزعاج من التطورات الميدانية، فضلاً عن أن المسار السياسي الفاشل يصبّ في خدمة المسار الميداني الذي يسعى الروس لإنجازه وقد نجحوا إلى حدّ كبير في ذلك. ولفت إلى أن "الولايات المتحدة قدمت تنازلات كبيرة في ما يتعلق بنظام الأسد، لكنها لم تحصل لحلفائها على أي مقابل من جانب موسكو. والنتيجة انتشار شعور واسع النطاق بين المعارضين السوريين وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة عموماً، بخيانة إدارة أوباما لهم. وتزامن هذا الشعور مع الضغوط الأميركية التي تمارسها واشنطن على حلفائها وأصدقائها في المنطقة، في حين أن نظام الأسد لا يتعرّض لأدنى قدر من الضغط من جانب روسيا، لتقديم تنازلات من أجل تسوية سلمية ناجحة".

وخلصت "فورين بوليسي" إلى القول إن "واشنطن غافلة عن إدراك ما سيكون لدبلوماسيتها الفاشلة من تكلفة على المدى القصير والبعيد، لعل أقلّها فقدان الولايات المتحدة للاحترام وخسارتها للثقة وقد يضطر من سيأتي بعد أوباما إلى بذل جهود مضاعفة لاستعادة الثقة والاحترام، أما أوباما فسوف تكون تركته من وجهة نظر المجلة مثيرة للاستهزاء والسخط في آن واحد".

اقرأ أيضاً سورية: 926 اعتقالاً تعسفياً في يناير 2016

المساهمون