تجويع داريا مستمرّ: الهدنة تُدخل مساعدات غير غذائية

تجويع داريا مستمرّ: الهدنة تُدخل مساعدات غير غذائية

01 يونيو 2016
داريا محاصرة منذ أربع سنوات (فرانس برس)
+ الخط -

دخلت اليوم الأربعاء، أول قافلة مساعدات إنسانية لا تتضمن مواد غذائية وإنّما مساعدات طبية إلى مدينة داريا، جنوب غرب دمشق، المحاصرة من قبل قوات النظام السوري، منذ عام 2012، وفق ما أفادت به اللجنة الدولية للصليب الأحمر. ومهّدت لدخول هذه القافلة هدنة لمدة 48 ساعة أعلنت عنها وزارة الدفاع الروسية.

وذكرت اللجنة، وفقاً لوكالة "فرانس برس": "أول قافلة مساعدات تصل إلى سكان داريا، بعد الهدنة الروسية، لقد دخلنا للتو إلى المدينة مع الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري".

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت هدنة لمدة 48 ساعة، بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في مدينة داريا المحاصرة في الريف الغربي للعاصمة السورية دمشق بهدف إدخال مساعدات إنسانية غير غذائية لأول مرة منذ 4 سنوات.

وقال مدير المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف السورية سيرغي كورالينكو في بيان صحافي تناقلته وسائل الإعلام "بدأت هدنة لمدة 48 ساعة في داريا اعتباراً من الأول من حزيران/ يونيو، وذلك لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان بأمان".

من جهته، أعرب عضو المجلس المحلي لمدينة داريا حسام عياش، في حديث مع "العربي الجديد"، عن اعتقاده بأن "الهدنة المعلنة من قبل الروس هي من أجل إدخال قافلة المساعدات غير الغذائية، والتي رفض النظام إدخالها في الـ12 من شهر مايو/ أيار الماضي، أعقبها شن محاولات عدّة فاشلة لاقتحام المدينة المحاصرة"، مبيناً أنه "لم يتم الاتفاق معهم على الهدنة أو إبلاغهم بها بشكل رسمي".

وأكّد عياش أنّ "القوى المعارضة المسيطرة على مدينة داريا ملتزمة بقرار مجلس الأمن الخاص بوقف الأعمال العدائية منذ سريان تطبيقه في 27 فبراير/ شباط الماضي، إلا أن النظام لم يتوقف عن خرق الهدنة عبر استهداف المدينة وأراضيها الزراعية بمختلف أنواع الأسلحة، ومحاولات التقدم في المدينة".

وبيّن أن "القوات النظامية خرقت الهدنة الروسية في ساعاتها الأولى حيث قامت بقصف المدينة بصاروخ أرض-أرض، كما قصفت الأراضي الزراعية، بهدف حرمان أكثر من 8 آلاف مدني محاصرين في داريا، من أبسط حقوقهم وهي الحصول على الغذاء".

وسبق أن أبلغت "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" المشفى الميداني في داريا يوم 11 مايو/ أيار نيتها إدخال مساعدات دوائية إلى المدينة المحاصرة في اليوم التالي، بعد أخذ موافقة النظام على ذلك، دون أن تتضمن مساعدات غذائية، على أن تتضمن أدوية ولقاحات وحليب أطفال.

ووصلت حينها القافلة التي تضمّ أعضاء من الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري نحو الساعة الواحدة بعد الظهر إلى مشارف مدينة داريا، ولكن تم إيقافها عند حاجز للفرقة الرابعة قرب معمل (آيس مان) للتفتيش، حيث أصر ضباط النظام على منع دخول حليب الأطفال والأدوية والسماح بإدخال اللقاحات فقط. لكن الفريق المسؤول عن القافلة أصر على دخول المساعدات الدوائية كاملة.

واستمر التفاوض بين الطرفين ساعات عدّة دون نتيجة، مما أدى إلى إلغاء المهمة بالكامل، وعودة القافلة إلى دمشق حوالي الساعة السادسة والربع مساء دون دخول أية مساعدات على الإطلاق.

وأعقب مغادرة الوفد مباشرة قصف أماكن تجمع المدنيين الذين كانوا ينتظرون دخول الوفد، بعدة قذائف هاون، مما أدى إلى إصابة 5 مدنيين ومقتل مدنيَين آخرين هما أب وابنه أثناء عودتهما إلى منزلهما بعد يأسهما من دخول المساعدات.

يشار إلى أن مدينة داريا تخضع لحصار خانق منذ نحو 4 سنوات، وتتمتع المدينة بموقع استراتيجي لقربها الشديد من العاصمة دمشق، خاصة منطقة المزة، والتي يوجد فيها حي المزة، والذي يعتبر أكبر خزان بشري للنظام في دمشق، إضافة إلى وجود مقرات أمنية ومنازل مسؤولين كبار لديه، ومراكز حكومية وأمنية، إضافة إلى مطار المزة العسكري.

المساهمون