معارك الموصل متواصلة ليلاً.. و"داعش" يضرب غرب العراق

معارك الموصل متواصلة ليلاً.. و"داعش" يضرب غرب العراق

الموصل

أحمد الجميلي

avata
أحمد الجميلي
10 مارس 2017
+ الخط -
لم تكد تغرب شمس يوم الجمعة؛ حتى أعلنت القوات العراقية فرض سيطرتها على أحياء جديدة في الجانب الغربي لمدينة الموصل، حيث تواصل القوات الأمنية العراقية من جهاز مكافحة الإرهاب، وقوات الشرطة الاتحادية، وقوات التدخل السريع، وقوات الجيش العراقي، معاركها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بالقرب من منطقة الموصل القديمة، والتي تمثل قلب الجانب الغربي لمدينة الموصل.


وبحسب إعلان قيادات عسكرية ميدانية، فقد تمكنت القوات العراقية من فرض سيطرتها على أحياء العامل الأولى والثانية، مستغلة حالة الانهيار التي بدا عليها تنظيم "داعش" في معارك غرب الموصل. وقد عزت قيادات عسكرية عراقية حالة تراجع عناصر تنظيم "داعش"، وعدم قدرتهم على وقف تقدم القوات الأمنية العراقية في معركة غرب الموصل، إلى نجاح الخطط العسكرية الموضوعة، والدعم الدولي من طيران التحالف الدولي، والذي وصفوه بأنه "غير مسبوق"، فضلًا عن القناعة التي تولدت لدى عناصر تنظيم "داعش" بأنهم قاب قوسين أو أدنى من خسارتهم جانب الموصل الغربي، كما خسروا الجانب الشرقي سابقًا، وتخليهم عن فكرة اعتبار الموصل "عاصمة الخلافة" التي أعلنها زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، قبل ثلاث سنوات.


وقال الرائد أثير الساعدي، الضابط في قوات مكافحة الإرهاب، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات جهاز مكافحة الإرهاب تمكّنت من السيطرة على منطقتي العامل الأولى والثانية وسط الموصل، بعد أن تمكنت قوات الجهاز من اقتحام الحيين قبل يومين".


وأضاف الساعدي أن "قوات مكافحة الإرهاب بسيطرتها على أحياء العامل الأول والثاني؛ فإنها نجحت بالالتفاف حول أحياء الموصل الجديدة وحي نابلس، بعد أن خاضت معارك عنيفة مع عناصر داعش قبل أن تجبرهم على الانسحاب من المنطقتين".



وقد بدا أن الموقف العسكري يميل لصالح القوات العراقية، بعد أن تمكنت القوات المشتركة، هذا اليوم، من السيطرة على أحياء العكيدات والنبي شيت، بالإضافة إلى أحياء العامل الأولى والثانية، وقد أصبحت القوات الأمنية العراقية، بكافة صنوفها، تقف على خط واحد على مشارف مناطق الموصل القديمة والجديدة وحي النفط، بعد أن أنجزت القوات العراقية سيطرتها على جميع الأحياء الواقعة في جنوب القسم الغربي لمدينة الموصل، وذلك بحسب ضابط في قيادة عمليات نينوى.


وأشار الضابط كذلك إلى أن "القوات العراقية أمام اختبار صعب عندما تصل المعارك إلى أزقة منطقة الموصل القديمة، التي تتصف بضيق أزقتها وعدم إمكانية توغل المدرعات والدبابات فيها، وهذا سيحتّم على القوات العراقية التوغل سيرًا على الأقدام، وخوض حرب شوارع مع عناصر تنظيم داعش من مسافات قريبة ومن منزل إلى آخر".


ومن غرب الموصل إلى شمالها، واصلت قوات الجيش العراقي ومليشيات "الحشد الشعبي" زحفها للسيطرة على القرى والنواحي الواقعة شمال وغرب الموصل. وأعلن قائد العمليات المشتركة في الموصل، الفريق عبد الأمير يارالله، في بيان له، أن "قوات الجيش العراقي استعادت قرى تابعة لناحية بادوش في الساحل الأيمن للموصل".


وأضاف يارالله أن "الفرقة المدرعة التاسعة، وفرقة الإمام علي القتالية، تمكنتا من تحرير قرية الجماسة وقرية الحميدات الكائنتين في الحافة الجنوبية لناحية بادوش"، ﻻفتًا إلى أن "السيطرة على هاتين القريتين مكّنت القوات العراقية من إكمال السيطرة على الضفة الغربية لنهر دجلة في الساحل الأيمن بالموصل".


من جهة ثانية، وكما كان متوقعًا، شنّ تنظيم "داعش" هجمات في مناطق أخرى، في محاولة منه لتخفيف الضغط على عناصره في مناطق غرب الموصل وتلعفر والحويجة، إذ أعلن مصدر أمني عراقي في محافظة الأنبار (200 كيلومتر غرب العراق)، مقتل وجرح عدد من عناصر قوات حرس الحدود العراقية ومليشيات الحشد بهجوم شنه التنظيم قرب الرطبة، أقصى غرب العراق.


وقال ضابط في قوات حرس الحدود بمحافظة الأنبار لـ"العربي الجديد" إن "خمسة من عناصر حرس الحدود قتلوا، وأصيب آخرون، إضافة إلى مقتل عنصرين من مليشيات الحشد الشعبي، بهجوم نفّذه العشرات من عناصر تنظيم داعش، واستهدف ثكنة لقوات حرس الحدود العراقية غرب مدينة الرطبة".


وأوضح الضابط أن "مجموعة من تنظيم داعش، يقدر عددهم بثلاثين مسلحًا، هاجموا مقرًّا لقوات حرس الحدود غرب الرطبة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، قادمين من المناطق الصحراوية في شمال الرطبة، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى من قوات حرس الحدود، إضافة إلى تدمير المقر الحدودي".


من جهتها أعلنت مليشيات "الحشد الشعبي" تعرض عناصرها لهجوم من تنظيم "داعش"، غرب محافظة الأنبار. وقال آمر اللواء التاسع عشر في مليشيات "الحشد"، واثق الفرطوسي، في تصريح صحافي، إن "قوات الحشد من اللواء 19، وبمساندة قوات حرس الحدود، تمكّنتا من صد هجوم شنه تنظيم داعش من أربعة محاور في منطقة عكاشات قرب الرطبة، وقتل عدد من عناصره".


يشار إلى أن مصادر أمنية، وأخرى محلية في محافظة الأنبار، قد أشارت، في تصريحات سابقة، إلى نشر مليشيات "الحشد" مجاميع مسلحة تابعة لها على الطريق الدولي السريع المؤدي إلى الحدود العراقية مع الأردن، بزعم تأمين الطريق الدولي، وحماية المنافذ الحدودية العراقية، وتمهيدًا لشن قوات الجيش العراقي ومليشيات "الحشد" عملية عسكرية واسعة تهدف للسيطرة على مدن عانه وراوة والقائم غرب الأنبار، والتي ما زالت تحت سيطرة تنظيم "داعش".

ذات صلة

الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".
الصورة
قاعة الأعراس في الحمدانية في نينوى في العراق 1 (فريد عبد الواحد/ أسوشييتد برس)

مجتمع

أعاد حريق قاعة الأعراس في محافظة نينوى العراقية الذي خلَّف مئات القتلى والمصابين، ليلة أمس الثلاثاء، مشهد الحرائق المتكرّرة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة والتي خلّفت مئات القتلى والجرحى.
الصورة
صندوق من فاكهة الرمان (Getty)

مجتمع

أفاد تحقيق صحافي عراقي بأنّ بغداد تلقّت شحنة رمّان من بيروت تبيّن أنّها محشوّة مخدّرات، علماً أنّ هذه الشحنة جزء من سداد قيمة مستحقّات النفط العراقي المخصّص لبيروت.
الصورة

سياسة

يخشى بعض المرشحين للانتخابات المحلية في العاصمة بغداد، من أن يكون تسلسل أحدهم بالرقم 56، الذي يُطلق على المحتالين والنصابين في الشارع العراقي، وقد جاء نسبة إلى مادة قانونية في القانون العراقي، تخص جرائم النصب والاحتيال