ميادين مصر تحت قبضة الجيش قبيل "ثورة الغلابة"

ميادين مصر تحت قبضة الجيش قبيل "ثورة الغلابة"

10 نوفمبر 2016
انتشرت مدرعات الجيش المصري في الميادين العامة (فرانس برس)
+ الخط -
انتشرت مدرعات وقوات الجيش المصري، في عدد من الشوارع والميادين المهمة في المحافظات المصرية، قبل ساعات من "ثورة الغلابة" التي دعا لها عدد من النشطاء والشباب غداً الجمعة، بسبب غلاء الأسعار وارتفاع المعيشة، وقد تسلمت تلك القوات عدداً من المنشآت الحيوية، خاصة شركات البترول والكهرباء ومحطات المياه والصرف الصحي والسجون، وعدداً من الوزارات والسفارات المهمة بعد تردد أنباء عن "نية استهدافها".


كما تسلمت قوات الجيش عدداً من المنشآت السيادية المهمة مثل مبنى الإذاعة والتلفزيون "ماسبيرو" والبنك المركزي، ومقار البنوك العامة، وانتشرت بعض المجموعات القتالية للقوات الخاصة من وحدات المظلات والصاعقة في نقاط ثابتة ومتحركة، لعمل احتياطات قريبة من نطاق المراكز والأقسام، للمعاونة في تأمين المنشآت والأهداف والمرافق الحيوية، كما عززت قوات الجيش الثالث الميداني وجودها الأمني أمام المجرى الملاحي لقناة السويس.



فيما كشف مراقبون أن انتشار زوبعة "فشل ثورة الغلابة" يقف وراءها عدد من الإعلاميين وعدد من الموالين للنظام، بهدف إحداث حالة من الإحباط لدى عدد كبير من المواطنين قرروا المشاركة، وأكد المراقبون أن خوف الحكومة من تلك الأحداث وراء نشر تلك الإشاعة.

فيما أكدت مصادر مسؤولة، أن سبب دخول الجيش في حماية البلاد من تلك المظاهرات بصفة خاصة، على خلاف المظاهرات التي حدثت من قبل خلال "حكم السيسي" يعود إلى قوتها، ومشاركة الكثير من الشباب فيها، فضلاً عن عدد من الفقراء ومحدودي الدخل، بعدما تحولت "كالنار في الهشيم"، وأرجع ذلك إلى سوء الأحوال الاقتصادية، وزيادة الأسعار بصورة غير مسبوقة خلال الفترة الأخيرة، بعد تعويم الجنيه، ورفع أسعار الوقود والكهرباء، وهو ما أدى إلى وجود حالة من الغليان داخل الشارع المصري.


"ثورة الغلابة" أو "ثورة الجياع" كما يحلو للبعض أن يطلق عليها هي حديث الشارع المصري، من كافة الفئات من الشباب والفتيات والرجال والسيدات، وساعد على ذلك حالة الاحتقان الكبيرة بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد حالياً، والارتفاع المطرد وغير المسبوق في أسعار السلع الضرورية، وغياب بعض هذه السلع من الأسواق مثل "الأدوية" والسلع الغذائية مثل السكر والزيت والأرز وانخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار، وهو ما أدى إلى ارتفاع أصوات الفقراء لتعلو على غير العادة.


وبالتزامن مع تلك الدعوات تحولت وزارة الداخلية المصرية، اليوم الخميس، إلى "خلية من الاجتماعات" لوضع خطط أمنية لمواجهة "ثورة الجياع"، وحضر تلك الاجتماعات المستمرة على مدار اليوم قيادات من جهات سيادية وعدد من ضباط الجيش، وزاد من هلع أجهزة الأمن المصرية ازدياد الدعوات للنزول إلى الشارع، وهو ما دفع أجهزة الأمن إلى مطالبة الجيش بمساندتها بعدد من القوات الخاصة والشرطة العسكرية في التمركز في عدد من المحافظات وحماية عدد من الوزارات والهيئات السيادية، فضلاً عن حماية مجلس الوزراء والنواب وقصور الرئاسة ومبنى ماسبيرو بعدما تردد محاولات لاقتحامه، فضلاً عن حماية السجون.


وتحولت العاصمة القاهرة إلى ثكنة عسكرية لقوات الجيش والشرطة خلال الساعات الماضية، بخلاف عدد من المحافظات الأخرى، كما لوحظ، اليوم الخميس، غياب كبير لعدد من الموظفين في الوزارات والهيئات الحكومية، خاصة في مجمع "التحرير" بقلب القاهرة، حيث أكد أحد الموظفين أن تعليمات صدرت بذلك بهدف تخفيف الضغط على القوات قبل ساعات من توقيت المظاهرات، مشيراً إلى أن هذا اليوم غير محسوب من إجازات أي موظف.


كما حدث غياب لأكثر من 70% من تلاميذ المدارس في القاهرة، وعدد من المحافظات الأخرى، وهناك توقعات بإغلاق محطة "مترو السادات" المؤدية إلى ميدان التحرير غداً الجمعة في قلب القاهرة بسبب "هواجس أمنية"، كما طلبت أجهزة الأمن من أصحاب المحلات التجارية المحيطة بميدان التحرير والمقاهي وأصحاب شركات القطاع الخاص بعدم العمل يوم الجمعة، وهو ما أدى إلى استياء البعض بسبب الخسائر الاقتصادية من إغلاق محالهم، وفي الوقت ذاته قامت شركات ومكاتب الصرافة أمس بنقل جميع الأموال في أماكن "الصراف الآلي" الموجودة بالشوارع خوفاً من تعرضها لعمليات سطو مسلح.


وفي سياق متصل استمرت هجمات الأمن في القاهرة، اليوم الخميس، على عدد من النشطاء السياسيين والشقق المفروشة في منطقة وسط القاهرة والأحياء الراقية، كما قامت القوات باقتحام بعض المؤسسات الثقافية في منطقة وسط البلد القريبة من محيط ميدان التحرير، والتي يتجمع بها عدد لا بأس به من الشباب.