الشرعية اليمنية تتجه إلى الساحل الغربي لتأمين باب المندب

الشرعية اليمنية تتجه إلى الساحل الغربي لتأمين باب المندب

08 يناير 2017
بدأت التحضيرات للعملية العسكرية منذ نوفمبر (صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -
أعلنت قوات الجيش اليمني الموالية للشرعية انطلاق عملية عسكرية جديدة، بإسناد من التحالف العربي، تسعى من خلالها للسيطرة على المناطق الساحلية الجنوبية الغربية لتعز، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي، بعد أن كانت المنطقة ساحة معارك كر وفر بين قوات الشرعية ومسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وحلفائهم، منذ أكثر من عام. وتكتسب المعارك أهمية استثنائية لقربها من الممر المائي العالمي. ويسعى التحالف من خلالها إلى الحد من تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية.

وأعلن المتحدث باسم قيادة الجيش اليمني في محور تعز، العقيد منصور الحساني، أمس السبت، أن قوات الجيش تمكنت من التقدم والسيطرة على مناطق ذُباب والمنصورة وجبال العمري، بإسناد جوي مكثف من مقاتلات التحالف العربي، والذي تقوده السعودية، مشيراً إلى وقوع خسائر مباشرة في تجمعات وآليات الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، في المنطقة الواقعة جنوبي غرب تعز. وجاء تجدد المواجهات في الساحل الغربي لتعز، بعد يومين من قيام الحوثيين باستهداف أحد المواقع العسكرية لقوات الشرعية والتحالف قرب باب المندب، فيما نفذ التحالف سلسلة غارات ضد أهداف متفرقة للانقلابيين في مديريات الوزاعية والمخا وذُباب، وسط أنباء عن وقوع ضحايا، غالبيتهم من الانقلابيين.

وتعد منطقة ذُباب، من أبرز المناطق المشتعلة بالمواجهات الميدانية منذ أكثر من عام، وتحتل أهمية استراتيجية لوقوعها قرب باب المندب. وكانت قوات التحالف قد أعلنت، في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2015، السيطرة على منطقة باب المندب، بما في ذلك جزيرة ميون (تُعرف أيضاً بجزيرة بريم)، وهي الجزيرة التي تعد أقرب نقطة يمنية تشرف على الممر الدولي، فيما تحولت ذُباب الساحلية، إلى ساحة معارك كر وفر، منذ أكثر من عام. وأكدت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، أن تحضيرات العملية العسكرية في الجزء الساحلي من تعز، بدأت عملياً منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إذ تم حشد قوات يمنية، مدعومة بقوات من التحالف، استعداداً لمعركة للسيطرة على منطقة ذُباب ومحيطها بما يقلل تهديد الانقلابيين لباب المندب على الأقل، فيما تشير مصادر إلى أن العملية تهدف للوصول إلى مديرية المخا الساحلية بتعز، وهي منطقة تتمتع بأهمية استراتيجية لكونها أقرب الموانئ إلى تعز، كما تتصل بمنطقة ذُباب القريبة من الممر المائي الدولي.

وتعد منطقة باب المندب أبرز موقع استراتيجي في اليمن، بسبب الممر التجاري العالمي الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن والبحر العربي، ويعبر منه ما يقرب من ثمانية في المائة من السفن التجارية. وباتت المنطقة تحت سيطرة قوات التحالف منذ أكتوبر/تشرين الأول 2015، غير أن الانقلابيين لا يزالون يسيطرون على مناطق قريبة، واستهدفوا في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2016 سفينة إماراتية قيل إنها كانت لأغراض إنسانية. كما تم استهداف بارجتين أميركيتين. وتكتسب العملية العسكرية في ذباب ومحيطها، أهمية محورية بالنسبة إلى محافظة تعز، والتي تشهد معارك كر وفر منذ أكثر من عام. وتقول مصادر في الجيش اليمني الموالي للشرعية إن العملية في السواحل الغربية في تعز، تهدف للوصول إلى المدينة من الغرب، الأمر الذي من شأنه أن يمثل تحولاً محورياً في مسار الحرب الدائرة في تعز، وهي أقرب المحافظات الشمالية إلى عدن والجنوب بشكل عام.

ويأتي تصعيد المواجهات في تعز، بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية في منطقة أخرى حساسة، إذ أعلنت مصادر في قوات الشرعية أخيراً أنها حققت تقدماً في جبهة البقع في محافظة صعدة، معقل الحوثيين شمالي البلاد، ووصلت إلى مفرق الجوف، مع المحافظة، وهو ما يرفع من دائرة التهديد بنقل المعارك إلى المناطق القريبة من معاقل الحوثيين في صعدة. وكانت قوات الجيش اليمني الموالية للشرعية قد تقدّمت في الأشهر الأخيرة من جهة السعودية، وفتحت جبهتين في محافظة صعدة، هما جبهة البقع الحدودية مع منطقة نجران وجبهة عَلِب في مديرية باقم الحدودية مع منطقة عسير. وساهمت الجبهتان بتخفيف ضغط الحوثيين على المناطق الحدودية السعودية، في وقت تتواصل فيه الغارات الجوية لمقاتلات التحالف بوتيرة يومية.