جنرال إسرائيلي: "حزب الله" العدو الأكثر تحدياً بعد إيران

جنرال إسرائيلي: "حزب الله" العدو الأكثر تحدياً بعد النووي الإيراني

19 ابريل 2019
ستدفع المواجهة الاحتلال لإخلاء بلدات مختلفة (Getty)
+ الخط -
اعتبر الجنرال الإسرائيلي يوئيل ستروك، الذي ينتظر أن يعين قريباً قائداً للجيوش البرّية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن "حزب الله" اللبناني يشكل العدو الأكثر تحديا لدولة الاحتلال، بعد الخطر النووي الإيراني، فهو بحسب رأيه "جيش إرهاب يملك قدرة هي الأكثر تحدياً للجبهة الداخلية الإسرائيلية، ولذلك فهو ليس التهديد الوحيد، لكنه الأساسي". 

واستعرض الجنرال الإسرائيلي، في تصريحات نشرت في إطار مقابلة خاصة له مع موقع "يديعوت أحرونوت"، ما اعتبره "تصوراً للمواجهة المقبلة في حال اندلاعها مع حزب الله"، مقراً أن بمقدور الحزب اللبناني أن يمطر إسرائيل في اليوم الواحد بأكثر من ألف صاروخ، وأن المتضرر الأساسي خلال الأيام الأولى للمواجهة، ستكون البلدات الإسرائيلية والمواقع الحدودية، بما في ذلك المستوطنات والمواقع العسكرية وثكنات جيش الاحتلال، وبالتالي فإنه في أي مواجهة قادمة، قد تضطر إسرائيل إلى إخلاء بلدات مختلفة.

وأشار ستروك إلى أنه بالرغم من أن دولة الاحتلال نزعت من "حزب الله" عبر العملية التي أطلق عليها اسم "درع الشمال" عنصر المفاجأة في مخططه لشن هجوم مباغت لاختراق الحدود الإسرائيلية، والوصول إلى مستوطنات داخل الأراضي المحتلة لقوة تصل لغاية 400 إلى 500 مقاتل من "قوة الرضوان" التابعة له، إلا أن "هذا السيناريو والرغبة والخطط لدى حزب الله بشن عملية برية لا تزال قائمة، حتى بعد الكشف عن أنفاق حزب الله الهجومية وتدميرها، لكننا سنحبط هذه الخطط". 

وبحسب ستروك، فإن كشف هذه الأنفاق وتعطيلها، أبعد إمكانية اندلاع حرب لأنه "باعتقادي، فإن اعتبارات حزب الله وحساباته للتوقيت الممكن للحرب، تتعلق أيضاً بمسألة وجود أنفاق أو عدم وجودها ضمن صندوق أسلحة حزب الله، وأن لهذه الاعتبارات مكانة مصيرية في القرار".

وادعى ستروك في المقابلة، أن قسماً كبيراً من الصواريخ والقذائف المتوفرة لـ"حزب الله" ستكون موجهة لتعطيل وعرقلة القوات الإسرائيلية، في حال توغلت في مناورات برّية داخل الأراضي اللبنانية، كما أن غالبية ترسانة "حزب الله" غير دقيقة في إصابة الهدف، أما الترسانة ذات الأسلحة الأكثر دقة، فهي أقل بكثير من الأرقام التي تحدثت عنها (بين 100ألف و130 ألف صاروخ وقذيفة). 

ونفى ستروك أن يكون الردع بين إسرائيل و"حزب الله" متوازيا، مدعياً أن ذلك نابع من عدم معرفة الإسرائيليين عموماً بحجم النشاط الإسرائيلي في المجال اللبناني، أما في ما يتعلق بالنشاط الإيراني على حدود إسرائيل وفي جنوب سورية، فقال ستروك إنه "بشكل واضح بالنسبة إلى ما يتعلق بنشاط الإيرانيين في ما يسمى بجنوب سورية، فإن نشاطنا كان فعالاً للغاية، بهدف إبعاد الإيرانيين عن المناطق الغربية والجنوبية للخط الوهمي الذي يمكن مده بين السويداء ودمشق".

ورأى الجنرال الإسرائيلي أن "الوجود الإيراني في هذا القطاع ضعيف إلى حد انعدامه في مناطق معينة، وذلك بفضل النشاط الصارم، والدقيق والمسؤول والمحدد الذي نقوم به، وهو موجود في مناطق أخرى سورية، وبالأساس في المناطق الشمالية، مثل مطار تي فور (قرب حمص) وأبعد من ذلك، فإن الإيرانيين يُبعدون نشاطهم العملياتي عن حدود إسرائيل".

واعتبر ستروك أن هذه المعطيات "لا تعني أن الأمر انتهى، ولكن يمكنني القول بكل تأكيد أن الانتشار الإيراني تمّ وقفه، وأفترض أن أمامنا تحديات أخرى".

مع ذلك، لم ينف ستروك احتمالات وقوع مواجهة مباشرة مع قوات ومليشيات شيعية تابعة لإيران في جبهة هضبة الجولان المحتل، وقد يكون ذلك وارداً فعلياً، بحسب رأيه، بفعل نمط عملية انتقال عناصر هذه المليشيات إلى لبنان وإعادة تعزيز صفوف قوات "حزب الله"، مؤكداً بذل إسرائيل "كل جهد لمنع ذلك". 

ومع أنه استبعد أن يكون العراق بمثابة العمق اللوجيستي للإيرانيين ولـ"حزب الله"، إلا أنه قال إنه "لا شك أن العراق بعيد عنا، لكننا سنجد الطريق للوصول ومعالجة كل من يشكل خطراً علينا". 

ورداً على سؤال بشأن تقلص مجال المناورة الإسرائيلية في الأجواء السورية بعد حادثة إسقاط طائرة التجسس الروسية فوق اللاذقية، نفى ستروك ذلك قائلاً "لا أشعر بأن حرية العمل لدينا قد تقلصت، أعتقد أنه في حال تمّ تفعيل البطاريات التي نصبتها سورية داخل أراضيها من طراز إس 300 ضد المقاتلات الجوية الإسرائيلية، فسيقوم سلاح الجو بإزالة هذا التهديد".

وادعى الجنرال الإسرائيلي، أن جيش الاحتلال جاهزٌ لمواجهة أي سيناريو على الجبهة الشمالية مع لبنان، وأنه قطع شوطاً طويلاً في هذا السياق منذ عدوان تموز عام 2006، بما في ذلك خطط لمناورات برّية داخل لبنان، لكنها لن تكون الشيء الوحيد في القدرات التي سيستخدمها جيش الاحتلال، موضحاً أن هذا الجيش "بنى قدرات كبيرة سيشعر بوقعها حزب الله في المواجهة المقبلة، وستكون الضربة قوية".

ولمح ستروك في حديثه، إلى أن المواجهة القادمة في حال اندلاعها مع "حزب الله" ستكون مغايرة: "سيكون من الخطأ في حال اندلاعها الفصل بين الدولة اللبنانية وبين حزب الله، فحزب الله جزء من لبنان، ولاعب سياسي محوري في السياسة اللبنانية، ولذلك سيكون من الصحيح أن نثبت للبنان ولحزب الله ثمن الحرب، إسرائيل لن تستهدف بنى تحتية مدنية عبثية، بل تلك التي تساند وتساعد منظمة حزب الله".

وأقر ستروك في المقابلة، بأن تقصير أمد الحرب المقبلة سيكون بلا شك التحدي الأكبر، من حيث قصر المواجهة العسكرية ووقعها على الجبهة الداخلية، وقال "أفترض أننا سنضطر لعزل الجبهة الداخلية عن نيران القتال بأسرع وقت ممكن، لكن هذا لا يعني أن النشاط العسكري سيكون قصيراً، أنا أميز بين قصر القتال بالنسبة للمواطن الإسرائيلي مقابل إطالة أمد العمليات العسكرية للجيش".