أردوغان: فوز الجناح المؤيد للتعديلات الدستورية لن يؤدي للاستقطاب

أردوغان: فوز الجناح المؤيد للتعديلات الدستورية لن يؤدي للاستقطاب

19 ابريل 2017
الانتخابات الثلاثة ستجرى عام 2019(مراد كولا/الأناضول)
+ الخط -
نفى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّ يؤدي فوز الجناح المؤيد للتعديلات الدستورية في استفتاء الأحد الماضي، إلى نوع من الاستقطاب في الداخل التركي، معتبراً أن الغرب أراد أن يتآمر على بلاده لكنه فشل.

وتعليقاً على نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي جرى الأحد الماضي، شبّه أردوغان، خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن انترناشيونال" الأميركية، فجر اليوم الأربعاء، نتيجة الاستفتاء بنتيجة مباراة لكرة القدم، قائلاً في هذا الخصوص: "إن ربحت المباراة بنتيجة هدف مقابل لا شيء، فإنك ستكسب ثلاث نقاط، وإن ربحت المباراة بنتيجة 5 أهداف مقابل لا شيء، فإنك أيضاً ستنال 3 نقاط، المهم أن تربح المباراة".

وعن الانتقادات التي يوجهها المراقبون الدوليون لنتائج الاستفتاء، قال أردوغان: "الغرب أراد أن يتآمر على تركيا، لكن هذه المؤامرة فشلت وهذا واضح للعيان، والآن لا يستطيعون تقبّل نتيجة الاستفتاء".

في سياقٍ متّصل، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي شهدته بلاده، الأحد الماضي، أظهرت أن غالبية المواطنين الأكراد يؤيدون الإصلاحات الديمقراطية.

وأوضح قالن في مقال نشرته صحيفة "ديلي صباح" التركية، اليوم الأربعاء، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والحكومة اكتسبا ثقة الناخبين الأكراد.

وأضاف أن نسبة المشاركة في الاستفتاء، بلغت نحو 86 في المائة، وأن 51.4 بالمائة من الناخبين صوتوا بـ"نعم"، لتُفتح بذلك صفحة جديدة في التاريخ السياسي الحديث لتركيا.

واعتبر قالن أن 16 أبريل/ نيسان الحالي (الاستفتاء)، كان نقطة تحول مهمة في تاريخ الديمقراطية التركية.

وأشار إلى وجود بعض النتائج المهمة للاستفتاء، مبيناً أن الأولى تتمثل بأنه لأول مرة يقرر الشعب شكل نظام الحكومة في البلاد لا الانقلابيون. وأضاف أن النتيجة المهمة الثانية تتمثل بأن نسبة المؤيدين للتعديلات الدستورية في المناطق التي يعيش فيها الأكراد بكثرة، فاقت التوقعات.

وبيّن المتحدث باسم الرئاسة أن "حزب العدالة والتنمية حصل على 24.8 بالمائة من أصوات ولاية موش (جنوب شرق) بانتخابات 2015، إلا أن نسبة المصوتين بنعم في الاستفتاء بلغت 50.8 بالمائة، كما شهدت ولايات ديار بكر وسيعرت ووان وماردين جنوب شرقي تركيا تغييراً في الاتجاه ذاته".

وأضاف أن هذا التغيير أظهر أن الناخبين الأكراد يرفضون، بشكل واضح وصريح، "إرهاب حزب العمال الكردستاني" وسياسات حزب "الشعوب الديمقراطي"، الساعية لتبرئته.

وحول النتيجة الأخيرة، أكد قالن على ضرورة ملاحظة أن بعض وسائل الإعلام الغربية وبعض الدول الأوروبية، فقدت اعتبارها ومصداقيتها إلى حد كبير في تركيا.

وتطرق قالن إلى التقرير الأولي لمراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا حول الاستفتاء التركي، حيث أشار إلى أن التقرير أكد أن الجوانب التقنية للاستفتاء تمت إدارتها بشكل جيد، إلا أنه زعم بأن حملات الاستفتاء "جرت في ظروف غير متكافئة".

ولفت إلى أن بعض أعضاء هيئة المراقبين اتضح أنهم يدعمون حزب "العمال الكردستاني"، بشكل واضح وصريح، في شبكات التواصل الاجتماعي، وهذا الوضع يثير الشكوك حول حيادية بعثات المراقبة.

ويأتي كلام قالن في الوقت الذي تستعد فيه اللجنة العليا للانتخابات لدراسة الاعتراضات المقدمة على نتائج الاستفتاء الشعبي، حول التعديلات الدستورية في البلاد.

وقال رئيس اللجنة سعدي غوفن، في تصريح صحافي أمام مقر اللجنة، "سننظر في الاعتراضات قبل ظهر اليوم"، في معرض رده على سؤال عن موعد اتخاذ قرار بشأن الاعتراضات.

وكان غوفن، قد أعلن مساء الأحد، أن مجموع المصوتين بـ"نعم" في الاستفتاء على التعديلات الدستورية بلغ 24 مليوناً و763 ألفا و516، والمصوتين بـ"لا" 23 مليوناً و511 ألفاً و155.

وأشار خلال مؤتمر صحافي، إلى أن النتائج النهائية للاستفتاء ستُعلن خلال 11 أو 12 يوماً كحد أقصى، وذلك بعد النظر في الاعتراضات المقدمة.

إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء بن علي يلدريم، في كلمة له خلال اجتماع موسع لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم، أن "عام 2019 سيشهد انتخابات محلية في مارس/آذار، وانتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني". 

وبشأن عودة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى رئاسة الحزب، قال يلدريم "فور إعلان لجنة الانتخابات العليا نتائج الاستفتاء ونشرها في الجريدة الرسمية، تزول العقبات الدستورية التي تحول دون عودة الرئيس أردوغان إلى حزب العدالة والتنمية، وننتظر بفارغ الصبر انتسابه مجدداً إلى حزبنا".


(العربي الجديد، الأناضول)