قرارات حكومة فيليب لا تقنع "السترات الصفراء" في فرنسا

قرارات حكومة فيليب لا تقنع "السترات الصفراء" في فرنسا

05 ديسمبر 2018
المحتجّون يرغبون في تلبية كل مطالبهم (فرانس برس)
+ الخط -
بينما تحاول الحكومة الفرنسية استنهاض كل قواها، لشرح الإعلانات الحكومية على مطالب السترات الصفراء بخصوص تجميد الزيادة في أسعار المحروقات، المقررة في شهر يناير/ كانون الثاني، لا يبدو أن خطاب رئيس الحكومة، إدوار فيليب، وإعلانه أن ذلك سيكلف الخزينة ملياري يورو خلال ستة أشهر، أقنع أحداً، إذا استثنينا بعض وزرائه وبعض نواب أغلبيته.

ويدلي فيليب اليوم بخطاب أمام نواب الجمعية الوطنية، ستعقبه أسئلة النواب، خلال ثلاث ساعات، ثم تصويت غير مُلزم للحكومة.

وفي هذه الأثناء، يواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي صوّرته "ذي تايمز" البريطانية المحافظة، على هيئة ديك مقطوع الرأس، التزامَ الصمت، مثيراً حنق الأحزاب السياسية التي تستهجن صمته، وأيضاً بعض عناصر السترات الصفراء، التي أطلقت ضده صيحات استهجان أثناء تفقده، أمس الثلاثاء، لولاية الأمن في بلدة بيو أون فولاي، والتي تعرضت للتخريب، يوم السبت الماضي.

ولم ينل فيليب أيضاً رضا السترات الصفراء، التي رأت أن إعلانات رئيس الحكومة ليست سوى الاستجابة للشرط الأول لبدأ حوار جدي، وأن مطالبها لا تزال معروضة، وهو موقف أحزاب المعارضة، التي تطالب بالتخلي النهائي عن هذه الضرائب وهذه الزيادات، وليس فقط تجميدها خلال ستة أشهر، وأيضاً، وهو الطلب الرئيس، تعزيز القدرة الشرائية للمواطنين، أي رؤية زيادة ملموسة في مرتباتها، وإعادة فرض الضريبة على الثروة العقارية، الذي تطالب به أحزاب اليسار، مدعومة بحركة السترات الصفراء، والذي يرفضه حزب "الجمهوريون"، المعادي لكل أنواع الضرائب.

وفي هذا الصدد، فقد بدأت أصوات حكومية تتحدث عن إمكانية إعادة فرض هذه الضريبة التي تخص الفرنسيين الأكثر ثراءً إذا لزم الأمر. وهو ما لم يعد من المحرمات، التي كانت الحكومة ترفض مجرد مناقشتها.

ولا تزال حركة السترات الصفراء، المستمرة في محاصرة بعض مراكز تكرير النفط وفتح بعض الطرق السيارة أمام المسافرين، مصممةً على التظاهر في باريس، على الرغم من مناشدة وزير الداخلية، كريستوف كاستنير، ووزير البيئة، فرانسو دي روجي، للمتظاهرين، بعدم القدوم إلى باريس، خوفا من حدوث ما حدث يوم السبت الماضي.

وليست حركة السترات الصفراء وحدها من أصيب بالخيبة من إعلانات رئيس الحكومة، بل كذلك المتقاعدون، الذين لم يشر إليهم فيليب، والذين كانوا ينتظرون التفاتة خاصة مع فترات أعياد رأس السنة.

ولا تواجه الحكومة فقط حركة السترات الصفراء، بل، بالموازاة معها، تشهد عشرات من الثانويات تظاهرات واضطرابات عنيفة، تحتج على إصلاح البكالوريا وشروط الولوج إلى الجامعات، وقد حذّر وزير التربية الوطنية، جان ميشيل بلانكر، من تطرف العديد من التلاميذ ولجوئهم إلى العنف، مشدداً على أنه لا شيء يربطهم بحركة السترات الصفراء. وأُضيف إلى الثانويات بعض الجامعات، وخاصة "باريس الثالثة" و"تولبياك"، اللتين توقفت فيهما الدراسة، واللتين ينتقد طلبتهما وطلبة الجامعات الأخرى الرفع الكبير لرسوم التسجيل بالنسبة للطلبة الأجانب (زيادة بلغت 16 ضعفاً)، وهو ما يرد عليه وزير التربية الوطنية بأنه ليس على دافعي الضرائب الفرنسيين أن يدفعوا هذه الرسوم، وأن على الطلبة الأثرياء من الأجانب أن يساهموا. ولا يخفي العديد من الطلبة تصميمَهم على المشاركة في تظاهرة السترات الصفراء يوم السبت.

وليس سائقو الشاحنات بمعزل عن هذا الحراك، فقد هددت نقابتا "سي جي تي" و"قوة عمالية" بالدخول في إضراب لا محدود، ابتداء من يوم الأحد المقبل، لشل البلد، في حال عدم الزيادة في مرتباتهم. كما أن مربي المواشي سيتظاهرون أيضاً، في الأسبوع المقبل، للتنديد بضعف القدرة الشرائية للمزارعين الفرنسيين، مقارنة مع نظرائهم الأوروبيين.