معركة الاٍرهاب بتونس تتصاعد: صواريخ حرارية وخلايا "إرهابية"

معركة الاٍرهاب بتونس تتصاعد: صواريخ حرارية وخلايا "إرهابية"

29 أكتوبر 2016
الأمن ألقى القبض على خلية تتواصل مع "داعش"(ناصر طلال/الأناضول)
+ الخط -

كشفت الأيام الأخيرة في تونس عن جهد استخباراتي لافت أدى إلى الكشف عن خلايا إرهابية ومخابىء أسلحة متطورة، لعلّه يعكس تعافي المنظومة الأمنية واستعادتها لقدراتها الاستباقية من ناحية، ولكنه يكشف أيضاً خطر ما يخطط للبلد بالنظر إلى نوعية الأسلحة وانتشار الخلايا النائمة في جهات كثيرة من البلاد.

ولا يكاد يمر يوم في تونس، دون الإعلان عن إيقاف متشددين أو كشف خلايا إرهابية ومخططات اعتداء على مواقع أو مؤسسات أو شخصيات معروفة.

وتمكّنت فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بطبلبة من محافظة المنستير (وسط شرقي تونس) أمس الجمعة، من الكشف عن خليّة إرهابيّة تتكون من 5 عناصر تتراوح أعمارهم بين19 و24 سنة، أحدهم أستاذ تعليم ثانوي، وفق بيان لوزارة الداخلية.

واعترف العناصر المقبوض عليهم، بالفكر التكفيري وتواصلهم عبر شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بأسماء مستعارة مع عناصر إرهابية، متواجدة حالياً في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سورية، والعثور على العديد من الرسائل بينهم يحرضونهم فيها على السفر إلى سورية ومبايعة التنظيم، فضلاً عن قيامهم بتدريبات قتالية ببعض المقاطع الرملية بمعتمدية زرمدين.

وقامت وحدات إقليم الحرس الوطني بالقصرين، أول أمس الخميس، بحملة أمنية واسعة بمعتمدية فوسانة وفي المناطق المتاخمة لجبلي الشعانبي وبيرينو، أماكن تحصّن المجموعات الإرهابية. وداهمت الوحدات الأمنية منازل لعناصر مشتبه بهم متحصنين بالفرار في الجبال وفي بؤر التوتر بسورية والعراق، وحجزت ثلاث بنادق صيد دون رخصة.  

والأخطر من ذلك، هو عثور وحدات الأمن وإثر عملية استخباراتية دقيقة، أمس الجمعة، على مخزن للأسلحة بمنطقة وادي الربايع بمعتمدية بن قردان، وحجز 14 صاروخاً حرارياً مدفوناً تحت الأرض.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية، فيصل الشريف، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "الصواريخ الحرارية التي تم العثور عليها، مضادة للطائرات، وتتوجه ذاتياً وتصحح مسارها مباشرة إلى الهدف وتعتبر خطيرة، كما أنّه ولأول مرة يُعثر على هذه النوعية من الصواريخ في تونس وبهذا الحجم".

وأشار الشريف إلى أنّ "الأسلحة التي تم اكتشافها، في السابق، هي عادة مضادة للدروع وللدبابات، ولكن لم يسبق العثور على صواريخ حرارية خاصة وأنّها تتعقب أي مصدر للحرارة، وهي دقيقة في إصابة الهدف، خصوصاً الطائرات"، مبيّناً أنّ "هناك أصنافاً عدّة بعضها يصل إلى مدى 3 كيلومترات وآخر أبعد".

وأضاف أنّ "هذه الصواريخ من مخلفات الثورة الليبية، إذ استغل بعض المهربين الفرصة لتهريب السلاح إلى بلدان مجاورة، إمّا بهدف التجارة أو لإيصالها إلى التشاد والنيجر وجنوب الجزائر"، موضحاً أنّ "أسعارها مرتفعة مقارنة ببقية أنواع الأسلحة، إذ يصل الصاروخ الواحد إلى ما بين 20 و30 ألف دولار، وبالتالي توفر عائدات مالية أوفر للمهربين"، مؤكّداً أنّ "تخزينها قد يكون أيضاً، لاستغلالها في عمليات نوعية قد تطاول طائرات مدنية أو عسكرية".

ولفت الخبير العسكري إلى أنّ "هناك ارتباطاً وثيقاً بين المهربين والإرهاب، والأسلحة التي تم اكتشافها من قبل الوحدات الأمنية في تونس وطيلة الأعوام السابقة، تبيّن الكميات الهامة من الأسلحة التي دخلت تونس"، مضيفاً أنّ "الجنوب الليبي لا يزال يعج بمخازن الأسلحة، وخاصة في جبل نفوسة، وفي الجنوب خاصة".

واعتبر الشريف أنّه "كلما تم القبض على عناصر إرهابية، فإن الأبحاث تساعد في الكشف عن معطيات وأماكن إخفاء الأسلحة"، مشيراً إلى أنّ "فترة الانفلات ما بعد الثورة والشلل الاستخباراتي الذي عرفته تونس، ساهمت في نجاح المهربين في إدخال كميات كبيرة من الأسلحة وتخزينها".