قوائم مستقلة تتصدر دوائر انتخابية في تونس

قوائم مستقلة تتصدر دوائر انتخابية في تونس

07 مايو 2018
قوائم مستقلة تهزم أحزابا كبرى ببعض الدوائر(فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
كما كان متوقعا، تمكنت قوائم مستقلة من سحب البساط من الأحزاب الكبرى في بعض الدوائر في الانتخابات البلدية التي أجريت في تونس يوم الأحد، حيث تصدر المستقلون النتائج في العديد من المحافظات.

وبحسب النتائج الأولية المعلنة من قبل الهيئة الفرعية المستقلة للانتخابات في توزر، فقد تصدرت القوائم المستقلة نتائج الانتخابات البلدية بالدوائر الست التابعة للولاية (المحافظة).

وفي بلدية جبل الوسط في زغوان، حصلت قائمة "ثقافة الامتياز" المستقلة على 143 صوتاً، أما "النهضة" فحصلت على 133 صوتاً، و"نداء تونس" على 107 أصوات.

وفي بلدية الماتلين، في ولاية بنزرت شمال تونس، فمن بين القوائم المصرح بها، والبالغ عددها 1916، حصلت القائمة المستقلة "الماتلين تجمعنا" على 631 صوتاً.

وفي دائرة توزر حامة الجريد، حصلت "النهضة" على 490 صوتاً و"نداء تونس" على 207 أصوات، و"تمغزة النهضة" على 1202 صوت، والقائمة المستقلة "الواحة" على 292 صوتاً و"نداء تونس" على 155 صوتاً و"شمس الجنوب" على 593 صوتاً.

وأكد رئيس "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات"، محمد تليلي منصري، أن النتائج التي حققتها القوائم المستقلة كانت مهمة، مبيناً خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم الاثنين، أن الانتخابات البلدية لديها خصوصية خلافاً للانتخابات التشريعية والرئاسية، والتي عادة يكون لديها بعد سياسي، أما الانتخابات البلدية فلديها بعد محلي.

وأوضح منصري أن المرشحين المستقلين في الانتخابات البلدية، يكونون في العادة معروفين من قبل الناخب.

وفي هذا الشأن، قال المحلل السياسي محمد بوعود، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن النتائج المهمة التي حققها المستقلون تعود في حقيقة الأمر لأسباب عدة، فالناخب التونسي أراد أن يعاقب الكتل السياسية التي فقد ثقته فيها، مبيناً أن هذه الطبقة سبق أن أطلقت وعوداً في عام 2014، ولكنها لم تف بوعودها تجاه التونسيين، مشيراً إلى أن الكثير من التونسيين سئموا من الخطابات السياسية التي تحولت في عدد من المناسبات إلى خطابات دون جدوى.

وبيّن بوعود أن المستقلين وهم أشخاص معرفون في مناطقهم، قاموا بجهد كبير أثناء الحملة الانتخابية للتعريف بأنفسهم وببرامجهم، وهو جهد فاق أحياناً المجهود الذي قامت به الأحزاب، وهو ما يفسر التفوق الكبير لبعضها على الأحزا.

ولفت المحلل السياسي إلى أن المستقلين تقدموا كثيراً في نسب التصويت في العديد من الدوائر، ولكن للأسف هذا لا يصنع منهم كتلة قوية قادرة على المنافسة داخل المجالس البلدية، معتبراً أنهم ليسوا من توجه واحد، ولا يمكنهم أن يكونوا حزباً، مشيراً إلى أن دور القوائم المستقلة، وعلى أهميته، سيكون ثانوياً في المجالس البلدية، أي أنها لن تكون المقررة، وفي الغالب ستتحالف مع أحد الحزبين من الحائزين على نسبة عالية من الأصوات.

لكن المحلل السياسي شدد على أن هذا الواقع لا ينفي أن القوائم المستقلة قدمت إضافة مهمة خلال العملية الانتخابية، وسيظهر دورها في العمل البلدي من خلال المحاسبة، إذ إن الأحزاب تحكمها الحسابات السياسية، ويمكن أن يصمت السياسيون على تجاوزات، في حين أن المستقل لن يكون لديه ما يخسر وسيكون بالمرصاد.

بدوره، قال المحلل السياسي، حمزة المدب، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن نجاح القوائم المستقلة يمكن تفسيره بأن الأحزاب لم تكن قادرة على تقديم نجاحات في الملفين الاقتصادي والاجتماعي، وبالتالي فقدت ثقة الجمهور التونسي.

وأوضح أنّ الشعب التونسي بحث عن بدائل جديدة، وبيّن أن المستقلين، وبحكم العلاقات الاجتماعية ومعرفتهم بمناطقهم، كسبوا ثقة الناخب، مضيفاً أن من عوامل فشل الأحزاب أن الوضع المحلي يتناسب مع عرض محلي، وهو ما وجده الناخب في القوائم المستقلة، فالناخب من السهل أن يمنح ثقته لأشخاص يعرفهم، وهذه الانتخابات هي انتخابات قرب، ومدى القدرة على معرفة مكونات القوائم وأعضائها أسهل، مشيراً الى أن المسألة تصبح مختلفة في الدوائر البرلمانية التي تكون طبيعتها مختلفة وذات بعد أوسع.

وأفاد المدب أن "دور القوائم المستقلة في المجالس البلدية سيكون محدوداً، فهناك جولة ثانية من الانتخابات المحلية تتعلق بانتخاب رؤساء المجالس، وهو ما سيفتح المجال أمام توافقات الأحزاب السياسية، وهنا سيقع تهميش القوائم المستقلة والتوافق على المستوى الوطني سينسحب على البلديات ويقع المضي في الخيار نهضة ونداء، وقد تذهب "النهضة" في سيناريو منح "النداء" رئاسة بعض البلديات، كتعويض منها لخسارته في البلديات".