تونس تتحسب لوضع ليبي صعب: مخيم للاجئين وتشديد أمني
مع ارتفاع وتيرة المعارك في ليبيا في المناطق القريبة من الحدود التونسية، شرعت السلطات المحلية في المحافظات الحدودية جنوبي تونس بالتهيؤ لاحتواء أي أزمة إنسانية مرتقبة، وتدفق الهاربين من مناطق النزاع، بالتعاون مع منظمات أممية، أعربت عن استعدادها للتدخل إذا اقتضت الأمور ذلك. ويُعَدّ معبر الذهيبة وازن الرابط بين محافظة تطاوين أقصى جنوب البلاد، وبين ليبيا، أهم نقطة ربط برية بين البلدين، التي يمر عبرها الأشخاص، ومن الجهتين، إلى جانب معبر رأس جدير. وتحسباً لأي طارئ إنساني نتيجة تدفق الفارين من الحرب في ليبيا من المدنيين، رفعت اللجنة المناطقية لمجابهة الكوارث من درجة تأهبها للإحاطة بالوضع، ولا سيما مع استمرار المعارك في منطقة صرمان الليبية.
وقدّرت منظمات مجتمعية أن الوضع في ليبيا يستدعي الانتباه واليقظة، حتى لا تحدث أزمة إنسانية على حدود البلاد. وفي هذا الصدد، قال الخبير في الشأن الليبي والناشط في الجنوب التونسي مصطفى عبد الكبير، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الأحداث تتسارع في ليبيا وتُمهد لوضع صعب". وأوضح عبد الكبير أن ارتفاع منسوب الاشتباكات في ضوء الصراع بين منطقتي القبائل والصرمان، يُعَدّ مؤشراً على إمكانية فرار سكان تلك المناطق من المعارك، خصوصاً من العمالة الأجنبية والأفريقية التي تقدَّر بنصف مليون عامل في ليبيا، نحو الحدود التونسية. وأشار إلى أن السلطات التونسية عملت بوتيرة مستقرة ومتواصلة منذ سنة 2012 على تركيز استعدادات هامة على الشريط الحدودي، أمنياً وعسكرياً، وهي مدعوة اليوم إلى تعزيزها ودعمها، إضافة إلى التأهب لإمكانية استقبال مهاجرين غير نظاميين قادمين من ليبيا، وستكون وجهتهم الحدود التونسية.