الضربات الأميركية في العراق تفقد "داعش" أهم قدراته

الضربات الأميركية في العراق تفقد "داعش" أهم قدراته

05 مارس 2016
تعمل القوات الأميركية وفق خطة ممنهجة (علي محمد/الأناضول)
+ الخط -

تشير تقارير عسكرية عراقية صادرة عن وزارة الدفاع في بغداد، مطلع الشهر الحالي، وفق تسريبات حصلت عليها "العربي الجديد"، إلى أن "المقاتلات الأميركية نفّذت منذ مطلع العام الحالي نحو 850 غارة جوية، غالبيتها في المحورين الغربي والشمالي من البلاد، ضمن جهود القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، نتج عنها إضعاف قدرة التنظيم الصاروخية والمدفعية، واجباره على التنقّل بشكل مستمر بين المقرات والمباني من دون الاستقرار". وهو ما تعتبره التقارير تقدماً كبيراً في مجريات الحرب العراقية على التنظيم.

في السياق نفسه، يعتبر مسؤول عراقي بوزارة الدفاع في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن "الطيران الأميركي تمكن منذ مطلع هذا العام من تدمير 40 منصة إطلاق صواريخ، متوسطة وقصيرة المدى، غالبيتها محلية الصنع، كان التنظيم يقصف بواسطتها بشكل مستمر مواقع ومدناً قريبة منه لا تخضع لنفوذه".

ويضيف المسؤول أنه "بحسب التقارير، لم يعد بمقدور داعش قصف المناطق الكردية في محافظتي أربيل ودهوك بإقليم كردستان، كما لم يعد قادراً على استهداف مطار بغداد الدولي أو معسكر طارق غرب بغداد، بعد تدمير تلك المنصات التي كانت ضمن خطة أميركية وضعت لتدميرها".

ويبيّن أن "الطيران الأميركي دمّر ستة معسكرات تدريب للتنظيم في مناطق البعاج والجزيرة والقائم، في شمال وغرب العراق، فضلاً عن عشرات من مدافع الهاون من عيار 120 ميليمتراً و82 ميليمتراً". ويؤكد أن "الضربات الجوية طاولت أيضاً ورشَ ومعاملَ تصنيع متفجرات وتلغيم سيارات مفخخة".

اقرأ أيضاً: العبادي يستعين بواشنطن لإجراء التغيير الوزاري

ويصف المسؤول تلك الضربات بـ"النقلة النوعية لصالح العراقيين في الحرب، والتي ما كان بمقدور الطيران العراقي تحقيقها بسبب ضعف سلاح الجو العراقي مقارنة بالأميركي، الذي يملك تقنيات رصد وكشف تفوق ما لدى العراقيين". كما تغفل التقارير القتلى المدنيين في تلك الغارات، إذ يؤكد المسؤول أنه "هناك ضحايا مدنيون لكن التقرير يتحدث عن خسائر التنظيم فقط، التي تعتبر مؤثرة على بنيته العسكرية". ويشير أحد التقارير العسكرية الصادرة إلى أن "تلك الضربات خلّفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف التنظيم، وأن من بين القتلى مسلّحين بملامح آسيوية وغربية، كانوا يعملون لصالح داعش".

من جهته، يقول عضو "الحراك الشعبي" العراقي، محمد عبد الله، لـ"العربي الجديد"، إن "الضربات الجوية للتحالف سرّعت من عقارب ساعة انتهاء داعش". ويضيف عبد الله أنه "رغم ذلك نجد الجناح الآخر يعارض التدخل الأميركي والبريطاني والغربي بشكل عام، ونحن نعتبرها انسياقاً وراء أجندة دولة إقليمية هم معروفون بموالاتها".

من جانبه، يقول الخبير بالشأن الأمني العراقي، فؤاد علي، إن "ضربات التحالف في معاقل التنظيم وعلى خطوطه الأمامية، هي مفتاح تحرير المدن السابقة والمدن التي ستُحرّر". ويضيف في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن "معارك تحرير تكريت وبيجي والرمادي، تمّت بغطاء الطيران الأميركي، ولولا وجود هذا الغطاء، لما تمكّن الجيش أو الحشد الشعبي من التقدّم كيلومتراً واحداً". ويلفت إلى أن "إدخال التنظيم بحالة من عدم الاستقرار والقلق في معاقله ومدنه الرئيسية، فضلاً عن تدمير بناه العسكرية الرئيسية، هي خطة أميركية تجري حالياً، وقد حققت جزءاً كبيراً منها".

يُذكر أن التحالف الدولي للحرب على "داعش" بقيادة الولايات المتحدة، ومشاركة أكثر من عشرين دولة، قد بدأ في 19 سبتمبر/أيلول 2014، عقب اجتياح داعش مساحات واسعة من العراق، بلغت أكثر من 39 في المائة من الأراضي العراقية"، مع العلم بأن عدداً من الدول المشاركة في التحالف، قد اعترفت في وقت سابق بأنها فتحت تحقيقات عسكرية بشأن معلومات عن مقتل مدنيين، بينما ترفض الحكومة العراقية مشاركة الدول العربية والإسلامية في التحالف، لأسباب يعزوها مراقبون إلى عوامل طائفية تلف التشكيلة الحكومية والأحزاب المشاركة فيها، خصوصاً تلك الموالية للأجندة الإيرانية.

اقرأ أيضاً: الجيش العراقي يعلن تنفيذ أول عملية قصف على الموصل