عودة التصعيد بين القوات العراقية و"البشمركة"

مخاوف من صدام عسكري بعد عودة التصعيد بين القوات العراقية والبشمركة

02 نوفمبر 2017
مخاوف من عودة المواجهات العسكرية (صالح بيليسي/الأناضول)
+ الخط -



يعود، من جديد، التصعيد بين القوات العراقية، وقوات "البشمركة" الكردية، إذ تؤكد الأولى أنّ تحركات الأخيرة وإجراءاتها العسكرية وتنقلاتها في مناطقها المتاخمة للقوات العراقية، غير مطمئنة، الأمر الذي يفرض احتمالات عديدة، منها عودة المواجهة العسكرية، بينما تعتزم قيادة العمليات المشتركة اتخاذ قرارٍ وفقاً لتقديرات الموقف الجديد.

وكانت قيادة العمليات المشتركة قد أعلنت، ليل أمس الأربعاء، انهيار الاتفاق مع أربيل بشأن المناطق المتنازع عليها، مؤكدة أنّ حماية هذه المناطق ستكون من مهام القوات الاتحادية حصراً.

وقال ضابط في قيادة العمليات المشتركة لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات البشمركة ومنذ عدّة أيام تتحرك في غالبية مواقعها القريبة من القوات العراقية في الموصل ودهوك، بشكل مريب"، موضحاً أنّها "قامت خلال الأيام الماضية باتخاذ تحصينات وسواتر ترابية وحفر خنادق، الأمر الذي يبعث على الشك والتخوف مما ترمي إليه تلك القوات".

وأضاف الضابط أنّ "معلوماتنا الاستخبارية كشفت أنّ تلك التحركات زادت ليل أمس، عن الحد الطبيعي، إذ أنّ البشمركة دفعت تعزيزات إلى مناطقها في الموصل ودهوك، وتتخذ استعدادات للمواجهة، في وقت كان فيه الحوار مستمراً، الأمر الذي يؤكد أنّ تلك القوات استغلت فرصة التفاوض وأعادت تنظيم خططها، وأنّها تستعد للمواجهة مع القوات العراقية".

وأكّد أنّ "المشهد الحالي غير مطمئن، وأنّ احتمال الصدام غير مستبعد، وأنّ قيادة العمليات ستعقد اليوم اجتماعاً مهماً لبحث هذه التطورات الخطيرة".

في المقابل، ذكرت قيادة "البشمركة"، في بيان صحافي، أنّ "قيادة العمليات المشتركة خرجت علينا ببيان بعيد كل البعد عن الحقيقة والادعاء بالوصول إلى اتفاق مع الوفد الفني المفاوض للإقليم"، موضحة أنّ "كل ما في الأمر كان إرسال رسالة من طرف القيادة المشتركة رداً على مقترح الإقليم بإيقاف إطلاق النار، وفصل القوات وبدء حوار سياسي جاد وبناء على أساس الدستور لحل المشاكل العالقة كافة، ومن ضمنها موضوع جبهات القتال غير الدستوري والمفروضة على البشمركة وشعب كردستان".

وتابعت أنّه "إضافة إلى أسلوب التعالي والغرور المتسم به البيان، فإنه يتضمن مطالبات غير دستورية وغير واقعية تشكل خطراً على إقليم كردستان ومواطنيه، ومتضمنة زوراً وبهتاناً اتهامات باطلة لقوات البشمركة"، مشيرة إلى أنّه "مع العلم إن القوة المعتدية بالمدافع والصواريخ والتي تحاول التقدم محتمية بالآليات الأميركية الصنع هي قوات الحشد الشعبي والجيش العراقي خلافاً للدستور العراقي الذي يمنع إشراك الجيش واستعماله لحل الخلافات الداخلية".

وأكدت، أنّ "البشمركة هم في مواقع دفاعية يدافعون عن إرادة وكرامة الملايين من أبناء شعب كردستان وعن حياتهم وممتلكاتهم وشرفهم، بوجه مصير أسود مماثل لما يلاقيه مواطنو طوزخورماتو وداقوق وكركوك وغيرها من المناطق المختلف عليها".

وتابعت أنّ "كل هذا في الوقت الذي تدعو فيه حكومة الإقليم الى التفاوض وحل المشاكل عن طريق الحوار السياسي، فإننا نعلن فيه عن استنكارنا ورفضنا لهذا البيان شكلاً ومضموناً" مؤكدة أنّ "قوات البشمركة صامدة في مواقعها الدفاعية، ولكنّها لن تتردد في الدفاع عن حياة ومصالح أَبناء شعب كردستان الدستورية المشروعة".

وأشارت الى أنّ "طريق حل المشاكل الوحيد هو الحوار السياسي البناء وليس لغة الأكاذيب والتهديد والوعيد الفارغة".

وكان رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، قد جدد يوم أمس شروطه لفتح الحوار مع كردستان، وهي إلغاء نتائج الاستفتاء وأن يكون التفاوض تحت ظل الدستور والعراق الموحد، مشيراً إلى أنّ انتشار القوات الاتحادية في كل المناطق هو مطلبنا.

ويحذّر مراقبون من خطورة انهيار الاتفاق بين بغداد وأربيل بشأن المناطق المتنازع عليها، مؤكدين أهمية فتح باب الحوار بين الجانبين.