شكوك في واشنطن حيال تغيير ترامب سياساته تجاه إيران

شكوك في واشنطن حيال إمكانية تغيير ترامب سياساته تجاه إيران

28 اغسطس 2019
سيواجه أي تخفيف للعقوبات من ترامب اعتراض بولتون (Getty)
+ الخط -

لا يخشى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المفاجآت، لكن هل يمكن أن يقرر واحداً من أكبر التحولات في سياسته الخارجية لتخفيف العقوبات على إيران، رغم شكوك على نطاق واسع في أنّه سيغير نهجه.

ويؤيد مستشارو الرئيس من المتشددين، منذ فترة طويلة، نهجاً صارماً يهدف إلى شل النظام في هذا البلد، إلا أنّ ترامب، الذي أحدث صدمة، في وقت سابق، من خلال لقائه زعيم كوريا الشمالية، بدا منفتحاً، الإثنين، على اقتراح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عقد قمة، في الأسابيع المقبلة، مع نظيره الإيراني حسن روحاني.

وذكرت تقارير اقتراحاً قدمه ماكرون يقضي بتقديم خط ائتمان قيمته 15 مليار دولار، مقابل رهن النفط الإيراني خلال قمة مجموعة السبع في منتجع بياريتز.

وقال ترامب، في هذا الصدد، إنّ إيران "قد تحتاج إلى بعض المال للتغلّب على أوضاع صعبة للغاية" في شكل خط ائتمان.

وقالت باربرا سلافين، مديرة مبادرة مستقبل إيران في "أتلانتيك كاونسل"، إنّ ماكرون كان يحاول على الأرجح كسب الوقت وإبقاء إيران في الاتفاق عبر رسالة مفادها كذلك، بأنّ ترامب يمكن أن يخسر الانتخابات العام المقبل.

لكن إيران قللت من احتمال عقد قمة، وقال روحاني إنّه يتعين على الولايات المتحدة أولاً رفع جميع العقوبات التي تخنق الاقتصاد الإيراني.

أبدت سلافين شكوكاً في نية ترامب إلغاء العقوبات، أو اتخاذ أي بادرة من شأنها أن تؤدي إلى قمة، علماً أنّ المكان الأكثر احتمالاً هو على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الشهر المقبل.

وقالت: "لم يلتق روحاني الرئيس السابق باراك أوباما الذي أنجز الاتفاق. كل ما تمكّن أوباما من الحصول عليه هو مكالمة هاتفية مع روحاني. لم يتصافحا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة".

وأضافت الباحثة: "لقد عاقب ترامب إيران أكثر من أي رئيس في التاريخ الأميركي رغم امتثالها لاتفاق دولي، فلماذا يكافئه روحاني بهذه الصورة الفوتوغرافية؟".

خلافاً لكوريا الشمالية، حيث كان كيم جونغ أون، يستمتع بصورة الوقوف بجانب ترامب خلال محادثات بين الزعيمين، فإنّ الولايات المتحدة تُعتبر مؤذية للسياسيين الإيرانيين منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

الصقور يعارضون

سيواجه أي تخفيف للعقوبات مقاومة شديدة من المساعدين بقيادة مستشار الأمن القومي جون بولتون، الذي دعا قبل تعيينه إلى مهاجمة إيران وإسقاط نظامها.

وقد طالبت إدارة ترامب، المتحالفة مع خصمي إيران، السعودية وإسرائيل، طهران بتغييرات بعيدة المدى تتجاوز برنامجها النووي، ضمنها إنهاء الدعم لجماعات في المنطقة مثل "حزب الله" اللبناني والحوثيين في اليمن.

وقال مارك دوبوفيتز رئيس مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات التي لديها موقف متشدد تجاه إيران، إنّ فكرة عقد قمة قد تظهر أنّ العقوبات قد دفعت النظام إلى الدبلوماسية، لكنه حذر من خط الائتمان الذي اقترحه ماكرون بحدود 15 مليار دولار، بحسب التقارير، للمساعدة في استقرار الاقتصاد الإيراني.

وقال: "هذه فكرة غبية للغاية. أولئك الذين دانوا أوباما بحق عامي 2013-2015 لعرضه تخفيف العقوبات المبكرة على النظام في إيران، بدلا من زيادة الضغوط، يجب أن يكونوا" في مكانه.


وانتقدت نيكي هايلي سفيرة ترامب السابقة لدى الأمم المتحدة والمؤيدة بشدة لإسرائيل، ماكرون لدعوته وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، لحضور قمة مجموعة السبع.

 


لكن نيكولاس بيرنز الدبلوماسي المخضرم الذي يعمل الآن أستاذاً في جامعة "هارفارد"، قال إنّ جهود ماكرون قد نجحت على الأقل في إحداث تغيير ما.

وفي يونيو/ حزيران، سمح ترامب بشن هجوم على إيران، رداً على إسقاط طائرة تجسس أميركية بدون طيار، لكنه أوقف العملية فجأة.

وأضاف بيرنز، في تغريدة على "تويتر"، إنّ "ماكرون على حق في محاولة المساعدة لفتح قناة بين واشنطن وطهران". واعتبر أنّ "هذا قد يسمح لهما بنقل القضية بعيداً من استخدام القوة إلى الدبلوماسية".


(
فرانس برس) 

المساهمون