المغرب يحذر مجلس الأمن من اندلاع حرب في الصحراء

المغرب يحذر مجلس الأمن من اندلاع حرب في الصحراء بسبب تحركات "البوليساريو"

02 ابريل 2018
سلم هلال الرسالة لرئيس مجلس الأمن(ألبن لور جونز/فرانس برس)
+ الخط -
حذر المغرب من اندلاع الحرب، في حال تحرّكت جبهة "البوليساريو"، إلى شرق الجدار الأمني بالصحراء.

جاء ذلك في رسالة سلّمها الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال، إلى رئيس مجلس الأمن غوستافو ميازا كوادرا، نشرتها وكالة الأنباء المغربية الرسمية، الأحد.

وحذر هلال، في الرسالة، وفق "الأناضول"، من أنّ "أي بنية مدنية أو عسكرية أو إدارية أو أياً كانت طبيعتها، للبوليساريو، من مخيمات تندوف في الجزائر، إلى شرق الجدار الأمني الدفاعي للصحراء المغربية، تشكّل عملا مؤدياً إلى الحرب".

ولفت هلال إلى أنّ "هذا العمل غير القانوني للأطراف الأخرى، يهدّد بشكل خطير المسلسل السياسي الأممي الذي يعمل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ومبعوثه الخاص هورست كوهلر، دون كلل، من أجل إعادة إطلاقه".

وقال إنّ "انتهاكات البوليساريو المتكررة، والتي تمتد الآن إلى عدة مناطق شرق الجدار الأمني الدفاعي في الصحراء المغربية، تهدّد الأطراف الأخرى بشكل جدي، ولا تعطي أي فرصة لإعادة إطلاق العملية السياسية".

وتخطط جبهة "البوليساريو"، لنقل ما تسميه "وزارة الدفاع" إلى بئر لحلو، الموجودة في المنطقة العازلة منزوعة السلاح في الصحراء، بدعوى "تقريب الإدارة العسكرية من نواحي جيش التحرير، حيث المكان الطبيعي للقوات المسلحة وقيادة الأركان"، وفق ما عبرت عنه الأذرع الإعلامية لها.

وأوضح أنّ "انتهاكات الاتفاقات العسكرية، ووقف إطلاق النار، وتفاقم التوترات على الأرض، تتناقض والعملية السياسية التي تحتاج، بالضرروة، وفقاً للأمين العام للأمم المتحدة، إلى بيئة مواتية ومستقرة".

وتأتي هذه التحذيرات المغربية بعيد تأكيد وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أمس الأحد، أن بلاده ترفض تحركات جبهة "البوليساريو" في المنطقة العازلة بالصحراء التي تعتبرها الرباط أراضي مغربية، مشددا على أن المملكة تحتفظ بحق الرد على تلك التحركات.

وقال بوريطة، في تصريح صحافي، عقب جلسة طارئة للبرلمان بشأن مستجدات ملف الصحراء، إن المملكة "ترفض بشدة تحركات جبهة "البوليساريو" الرامية إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني للمنطقة العازلة التي تعتبر جزءا من التراب الوطني، والتي كانت تعرف دائما حضورا مغربيا إلى غاية سنة 1991".

وشدد بوريطة على أن المملكة لن تقبل "الاستفزازات" التي تعمد إليها "البوليساريو" في المنطقة العازلة، وأنها "ستتعاطى بشكل حازم مع هذه التصرفات"، حسب تعبيره.


كما عبر وزير الخارجية المغربي عن عدم رضا بلاده عن تعاطي الأمم المتحدة مع هذه التحركات التي وصفها بـ"الاستفزازات"، خصوصا بعد نقل "البوليساريو" وزارة دفاعها إلى بئر لحلو داخل المنطقة العازلة التي تراقب فيها بعثة الأمم المتحدة "المينورسو" وقف إطلاق النار بموجب اتفاق وقعه الطرفان عام 1991.

وفي هذا السياق، حمل الوزير المغربي الأمم المتحدة و"القوى الدولية المعنية بالملف"ّ مسوؤلية تحركات "البوليساريو"، معتبرا أن "تعامل الأمم المتحدة مع استفزازات "البوليساريو" في الكركرات لم يكن بالحزم الكافي، مما جعلها تعتبر ذلك بمثابة تشجيع لها".

وتابع: "سلمت المنطقة إلى الأمم المتحدة لتدبير وقف إطلاق النار، ولذا فهي معنية بتحمل مسؤوليتها، ونحن نحتفظ بحق الدفاع عن هذه المناطق".


(العربي الجديد)