الداخلية المصرية تعترف بفقد أحد ضباطها في اشتباكات الواحات

الداخلية المصرية تعترف بفقد أحد ضباطها في اشتباكات الواحات

21 أكتوبر 2017
حصيلة الاشتباكات ثقيلة (العربي الجديد)
+ الخط -


 أعلنت وزارة الداخلية المصرية مقتل 11 من ضباطها، وأربعة مجندين، ورقيب شرطة، وإصابة أربعة ضباط، وتسعة مجندين، في الاشتباكات التي وقعت مع مجموعة مسلحة بالكيلو 135 على طريق الواحات، جنوب غرب القاهرة، معترفة بفقد أحد ضباطها، من المنتمين إلى مديرية أمن الجيزة.

وأكدت مصادر أمنية لـ"العربي الجديد" اختطاف المسلحين لضابط الشرطة المفقود، واحتجازه رهينة، لافتة إلى مقتل 58 من ضباط وجنود الشرطة، بعدما نصب المسلحون كميناً لهم، مستخدمين قذائف صاروخية (آر.بي.جي)، وعبوات ناسفة، الأمر الذي أحدث خسائر بشرية كبيرة بين صفوف الشرطة، خلاف الأرقام المعلنة في الرواية الرسمية.

وطالبت الداخلية المصرية وسائل الإعلام بالاعتماد على المصادر الرسمية دون غيرها، قبل نشر المعلومات الأمنية عن الحادث، وتحرّي الدقة وفقاً للمعايير المتبعة في هذا الشأن، بدعوى إتاحة الفرصة للأجهزة المعنية في التحقق من المعلومات، وتدقيقها، في ظل ما قد تفرضه ظروف المواجهات الأمنية من تطورات، وما قد يسببه ذلك من تأثير سلبي على سير عمليات المواجهة، والروح المعنوية للقوات.

وعزت وزارة الداخلية تأخر نشر بيانها بعد صمت دام 27 ساعة، إلى إصداره عقب إتمام عملية إجلاء القتلى والمصابين مباشرة، ناعية الضباط والمجندين الراحلين "الذين ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن، ودفاعاً عن المواطنين، بما يزيد الوزارة إصراراً وعزيمة على الاستمرار في بذل المزيد من الجهد لاقتلاع جذور الإرهاب، وحماية مصر من خطر الجماعات المتطرفة".

وتابعت: "العملية جاءت في إطار ملاحقة البؤر الإرهابية، التي تسعى عناصرها لمحاولة النيل من الوطن، وزعزعة استقراره"، مستندة إلى المعلومات التي وردت لقطاع الأمن الوطني حول اتخاذ مجموعة من العناصر الإرهابية من إحدى المناطق في العمق الصحراوي بالكيلو 135 بطريق أكتوبر/الواحات، في محافظة الجيزة، مكاناً للاختباء، والتدريب والتجهيز لعمليات إرهابية، مستغلين الطبيعة الجغرافية الوعرة للظهير الصحراوي، وسهولة تحركهم خلالها".




وأضافت: "في ضوء توافر هذه المعلومات، فقد تم إعداد القوات للقيام بمأموريتين من محافظتي الجيزة والفيوم لمداهمة تلك المنطقة، إلا أنه حال اقتراب المأمورية الأولى من مكان وجود العناصر الإرهابية استشعروا بقدوم القوات، وبادروا باستهدافهم مستخدمين الأسلحة الثقيلة من كافة الاتجاهات، فبادلتهم القوات إطلاق النيران لعدة ساعات".

وأفادت الداخلية بتمشيط المناطق المتاخمة لموقع الأحداث في وقت لاحق، بمعرفة قوات الشرطة المعاونة، واستمرار عملية الملاحقة، مدعية مقتل وإصابة 15 من العناصر المسلحة، وإجلاء بعضهم من مكان الواقعة بمعرفة الهاربين منهم.


من جانبه، أحيا الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم، ذكرى اليوبيل الماسي لمعركة العلمين، في حضور وزير الدفاع، صدقي صبحي، وعدد من قيادات الجيش، وبعض سفراء دول أوروبا لدى القاهرة، من دون أن يعلق على مقتل ضباط وأفراد الشرطة بطريق الواحات، في ضوء عدم إصدار الرئاسة بياناً للتعزية أو التعقيب على الحادث.

وقال السيسي خلال إحياء الذكرى: "إننا اليوم على أرض العلمين، أرض السلام، نحيي ذكرى إحدى معارك الحرب العالمية الثانية، معركة العلمين، والتي راح فيها آلاف الضحايا ونجدد العهد للحفاظ على السلام الذي تكلف تحقيقه ثمناً غالياً".

وأضاف أن ذكرى آلاف الضحايا الذين لقوا حتفهم في معركة العلمين "تدفعنا لتجديد العهد على الحفاظ على السلام، وبذل مزيد من الجهد لإرساء السلام، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، والتي تواجه أزمات خطيرة تهدد كيان الدولة الوطنية ذاته".

وتابع: "75 عاماً مرت على معركة العلمين، وستظل ذكراها في أذهاننا، ونتوجه بالتحية لعائلاتهم، وذكراها ستظل صامدة"، مشيراً إلى أن "العالم شهد سقوط العديد من الضحايا خلال الحروب، وما زال يشهد"، وأن هذه الأزمات "تحمل مخاطر غير مسبوقة على أمن وسلامة ومقدرات شعوب المنطقة، التي تتطلع نحو حياة كريمة ومستقرة".