ليبيا: عودة الهدوء إلى طرابلس بعد توتر واشتباكات

عودة الهدوء بعد اشتباكات في طرابلس الليبية... واستهداف مطار معيتيقة بالقذائف

12 سبتمبر 2018
استهداف مطار معيتيقة الدولي بطرابلس (عبدالله دومة/فرانس برس)
+ الخط -

عاد الهدوء للعاصمة الليبية طرابلس، بعد ساعات من الاشتباكات، وتساقط الصواريخ العشوائية على بعض أحيائها، وسط استمرار انتشار واسع للسيارات المسلحة والدبابات التي عادت للتمركز في خطوطها السابقة في جنوب المدينة.

وبدأ التوتر، بعد منتصف ليل أمس الثلاثاء، ومع ساعات الصباح الأولى اليوم الأربعاء، حيث توالت أربعة صواريخ على السقوط، أولها بتاجوراء قرب تقاطع طريق البيفي الذي يمثّل المنفذ الشرقي للعاصمة، تلتها ثلاثة صواريخ سقطت خلف أسوار مطار معيتيقة، وبيّنت صور تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، دخاناً من داخل المطار قد يشير إلى إصابته بشكل مباشر، جراء الصواريخ.


وعقب القصف، أعلن مطار معيتيقة وقف حركة الملاحة فيه، وأكد، فجر اليوم الأربعاء، على صفحته الرسمية على "فيسبوك"، أنّه تمكّن من نقل كل الطائرات الرابضة على أرضه إلى مطار مصراتة.

كما شهد حي أبو سليم المكتظ بالسكان، قصفاً مماثلاً، حيث أكدت قوة الردع والتدخل السريع، على صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، إصابة أربعة مواطنين جراء سقوط صاروخ على الحي، مشيرة إلى أنّ إصابة أحدهم بليغة.


وسُمعت أصوات الاشتباكات بشكل واضح، فجر اليوم الأربعاء، في أحياء طريق المطار والمشروع، باستخدام الأسلحة المتوسطة، وسط أبناء عن اندلاع الاشتباكات بين قوة الردع الخاصة والتدخل السريع الموالية لحكومة "الوفاق الوطني"، ولواء "الصمود" الموالي للواء السابع القادم من مدينة ترهونة (88 كيلومترا عن طربلس).

وزعمت مجموعة مسلحة تطلق على نفسها "حراك شباب طرابلس"، مسؤوليتها عن القصف، عبر فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، فجر اليوم الأربعاء، يظهر خلاله أحد الصواريخ حالة انطلاقه، وهي ذات المجموعة التي نشرت فيديو، السبت الماضي، على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهر خلاله ملثمون خلفهم رشاشات وقواذف وصواريخ "كاتيوشا"، وأعلنوا فيه عن تأسيسهم وإطلاقهم لــ"حرب المليشيات في طرابلس"، دون أن يوضحوا مكوناتهم وولاءهم.

غير أنّ تهديدهم توجّه بالأساس إلى قوة الردع الخاصة التي تسيطر على قاعدة معيتيقة، مؤكدين سعيهم إلى إطلاق السجناء بسجن القاعدة، وتسليم المطار إلى الجهات الرسمية في الدولة.


وكان اللواء السابع، أحد أطراف الصراع في طرابلس، قد نشر فيديو، عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، ليل أمس الثلاثاء، ظهر خلاله عدد من العسكريين أمام معسكر اليرموك جنوب شرقي طرابلس، وأكد استمرار رغبته في السيطرة على طرابلس، مستخدماً ذات العبارات التي ساقها عبر بياناته السابقة مثل "تطهير العاصمة من دواعش المال العام"، وأنّ دخوله طرابلس جاء "بعد نداء من أهلها"، مما اعتبر تصعيداً جديداً للأوضاع في المدينة.

وردت بعثة الأمم المتحدة على البيان، بالتحذير من "خرق اتفاق وقف إطلاق النار"، وطالبت بـ"وقف إصدار البيانات الاستفزازية والتحريضية"، معلنة عن إجراءات وصفتها بـ"الجذرية" التي سيتم البدء في تنفيذها، منذ اليوم الأربعاء"، فى إطار تثبيت وقف إطلاق النار، دون أن توضح طبيعة هذه الإجراءات.


وبدوره، عبّر المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق الوطني"، عن استغرابه من "البيانات الصادرة من بعض الأطراف"، واضعاً إياها في إطار "تهديد طرابلس من جديد"، وطالب في بيانه بـ"وقف التصعيد، واحترام اتفاق وقف إطلاق النار".

وشهد محيط معسكرات المجموعات المسلحة الموالية لحكومة "الوفاق الوطني"، استنفاراً وانتشاراً لمسلحيها، حيث رصد نشطاء في فيديوهات نشروها على وسائل التواصل الاجتماعي، خروج دبابات وسيارات مدرعة من مقار المجموعات المسلحة نحو مناطق جنوب طرابلس التي شهدت اشتباكات، الأسابيع الماضية.