توجيه الاتهام لمنفذ هجوم نيويورك...وترامب يخطط لإرساله إلى غوانتانمو

أعلنت النيابة العامة الفيدرالية في مانهاتن، الأربعاء، توجيه تهمة الإرهاب إلى الأوزبكي، سيف الله سايبوف (29 عاماً)، الذي أصيب برصاص الشرطة، إثر دهسه حشداً من المارة في نيويورك في هجوم إرهابي، أوقع ثمانية قتلى و13 جريحاً.

ووجهت السلطات تهمتين إلى سايبوف، هما تقديم دعم مادي لتنظيم "داعش" الإرهابي، والتسبب في وفاة مشاة بشاحنة استأجرها. وذكرت الدعوى أيضاً أن سايبوف أقر بأنه استلهم الهجوم من فيديوهات لتنظيم "داعش"، وبأنه اختار يوم الهالوين لتنفيذه، لأنه توقع وجود عدد أكبر من الناس في الشوارع. كما أقر بالتخطيط لمواصلة السير حتى جسر بروكلين، لدهس المزيد من المشاة.

من جانبه أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه "يلُاحق شابٌ أوزبكي مقيم في الولايات المتحدة يدعى محمد زوار قاديروف، يشتبه أنه على صلة بعملية الدهس التي نفذها سيف الله سايبوف".

بدوره، صرح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أنه يدرس إمكانية إرسال منفذ الهجوم، سايبوف، إلى معتقل غوانتانمو. وجاءت تصريحات ترامب للصحافيين قبل بدء جلسة خاصة في البيت الأبيض مع مستشاريه الأمنيين.

ولم ترسل الولايات المتحدة أياً من الأشخاص الذين اعتقلتهم على أرضها إلى معتقل غوانتانمو في كوبا، منذ تأسيسه عام 2002. كما أنه ومنذ العام 2008 لم يتم إرسال أي شخص متهم بالإرهاب ضد الولايات المتحدة إلى معتقل غوانتانمو، الذي حاول الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إغلاقه دون نجاح.

ومن غير الواضح ما إذا كانت تصريحات ترامب هذه للاستهلاك الإعلامي المحلي، أم أنه سيمضي قدماً في تلك الخطط ويبحث إمكانيات تطبيقها. ومن المتوقع أن يواجه الرئيس الأميركي تحديات قانونية ودستورية إذا أراد المضي قدماً، وإرسال المتهم إلى غوانتانمو، حيث لا يطبق عليه القانون الأميركي.

واستمر الرئيس الأميركي، في هذا السياق، في هجومه على السيناتور عن ولاية نيويورك، تشاك شومر، والذي كان من المؤيدين والداعمين لبرنامج الهجرة الذي جاء المتهم بموجبه إلى الولايات المتحدة. وقال ترامب إنه طلب من الكونغرس دراسة إمكانيات إلغاء العمل بذلك البرنامج، الذي يتيح للأجانب الحصول على تأشيرات هجرة بالقرعة، ويتم العمل به منذ أكثر من 27 عاماً.

ولقيت تصريحات ترامب انتقادات حادة من سياسيين أميركيين بمن فيهم شومر، الذي اتهم ترامب صباح الأربعاء بأنه عاجز عن توحيد الأميركيين تحت قيادته، وأنه مشغول بتوسيع الهوة بينهم. وتحدث شومر عن بوش الابن وتمكنه من جمع أطياف الخارطة السياسية الأميركية تحت قيادته بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.

ومن جهته، قال حاكم ولاية نيويورك، أندرو كوومو، من الحزب الديمقراطي، في تصريحات صحافية إن "ترامب يقوم بتسييس الحادث ولا تساعد تصريحاته على محاربة الإرهاب". ثم وجه انتقادات شديدة لترامب متسائلاً عن السبب وراء نيته خفض الميزانية المتعلقة ببرامج محاربة الإرهاب، كما جاء في اقتراح الميزانية الأخير.

وأضاف كوومو "على الرئيس الأميركي أن يوحد الأميركيين بدلاً من أن يستمر بتصريحاته التي لا تساعد على ذلك بتاتاً". ووجهت انتقادات حادة لترامب واتهامات بمحاولته جني أرباح سياسية من الموضوع، وخاصة أنه رفض بعد حادث لاس فيغاس، والذي راح ضحيته أكثر من خمسين أميركياً قتلهم أميركي أبيض، الحديث عن الإشكاليات المتعلقة بانتشار السلاح في الولايات المتحدة ومقتل الآلاف كل عام على يد أميركيين آخرين.

وأدت عملية الدهس التي قام بها سايبوف، مساء الثلاثاء، إلى مقتل ثمانية أشخاص، خمسةٌ من الأرجنتين وألمانيٌ وأميركيان، وجرح 13 آخرين. وأكد عمدة نيويورك، بيل دي بلازيو، خلال مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر الأربعاء، أن "مدينة نيويورك لن توقف أياً من الاحتفالات العامة التي تشهدها حالياً وخلال الأسابيع القادمة، ومن بينها احتفالات الهالوين، وماراثون نيويورك الذي سيشترك به أكثر من خمسين ألف متسابق ومن المتوقع أن يحضره حوالى مليوني شخص".

وتحدث في الوقت ذاته عن رفع حالة التأهب وتشديد الحراسة بالأسلحة في كل الأماكن العامة، بما فيها محطات المترو والشوارع والبنايات العامة والرسمية.