السودان: البشير يعرض "حوافز" على الشباب ويدعو المعارضة للحوار

السودان: البشير يعرض "حوافز" على الشباب ويدعو المعارضة للحوار

01 ابريل 2019
المعارضة تتحضّر لاحتجاجات جديدة (إبراهيم حميد/ الأناضول)
+ الخط -

عرض الرئيس السوداني عمر البشير، اليوم الإثنين، جملة من الحوافز على شباب بلاده الذين شكلوا، طوال الأشهر الأربعة الماضية، حضوراً لافتاً في الاحتجاجات الشعبية المنددة بالأوضاع السياسية والاقتصادية في السودان.

وأمر البشير، في خطاب له اليوم أمام البرلمان السوداني، حكومة رئيس الوزراء محمد طاهر أيلا، وولاة الولايات، بتوفير التمويل لمشروعات الشباب المتعلقة بالإنتاج الزراعي والحيواني والصناعات الصغيرة، والبرمجيات وغيرها، سواء للأفراد والمجموعات، عبر المصارف ومؤسسات التمويل الأصغر، وبرؤية جديدة تمكن من جعل المشاريع حقيقة واسعة.

كما أمر ببناء المدن السكنية لتوفير السكن اللائق للشباب عبر التمويل الميسر، وإحياء وتأهيل الدور للأندية الشبابية المعنية بالنشاط الثقافي والرياضي والاجتماعي، ووضعها في صلب برامج الدولة وميزانيتها، مع الطلب من الحكومة القومية والحكومات الولائية رعاية مبادرات الإبداع الشبابي و"استيعاب الروح الوطنية العالية التي أبداها الشباب بما يقود لإشراكهم في القضايا الوطنية، وإبراز مقدرات البلاد المادية والمعنوية"، وفق قوله.

ولم يكن لحوافز الرئيس البشير، التي عرضها على الشباب منذ بدء الحراك الشعبي في 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أي تأثير على حركة الشارع المطالب بتنحيه عن السلطة.

وأعاد البشير، في خطاب اليوم، إقراره بمشروعية الاحتجاجات الشعبية، ومشروعية مطالبها في العيش الكريم ومعالجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، لكنه قال إن بعض الاحتجاجات لم تلتزم بالضوابط القانونية في التجمع والتظاهر، وأحدثت خللاً في النظام العام وضرراً في الممتلكات العامة.

كذلك أعاد الاتهام لجهات لم يسمها بالقفز على تلك الاحتجاجات، والعمل على استغلالها لـ"تحقيق أجندة تتبنى خيارات إقصائية، وبث سموم الكراهية تدفع البلاد إلى مصير مجهول، ما أدى إلى خسارة في الأرواح"، مشيرا إلى أن "الشعب تنبه لتلك المحاولات، واعتصم بحمايه أمنه، ولم ينجر لدعوات الكراهية والإقصاء، ما دفعه لإعداد خارطة طريق لانتقال سياسي يرتكز على حوار واسع ملتزم بالدستور".



وأضاف الرئيس السوداني أن "الأيام المقبلة، وبعد حل الحكومة السابقة وتشكيل حكومة جديدة، وإعلان الطوارئ، ستشهد المزيد من القرارات والتدابير لتعزيز مسار الحوار وتهيئة الساحة الوطنية للتحول الوطني المنشود"، داعيا القوى السياسية المعارضة لـ"الانضمام للحوار الوطني وفق إجراءات وترتيبات لتشكيل وتأسيس حاضنة وطنية جامعة تسعهم جميعاً".  

وحث القوى السياسية على "المشاركة لإنجاز هدف السلام وإيقاف الحرب". كما تعهد بالاستمرار في "تنفيذ برامج إصلاح الخدمة المدنية ومحاربة الفساد".

من جهة أخرى، أصدر البشير اليوم مرسوماً جمهورياً بتعيين الفريق أول صديق محمد عامر، وزيراً لديوان الحكم الاتحادي، بعد اعتذار سابق لبركات موسى الحواتي الذي صدر قرار بتعيينه في الوزارة. وعيّن البشير روضة الحاج، وزيرة للثقافة والسياحة والآثار، بعد اعتذار السمؤال خلف الله، وأبو هريرة حسين وزيراً للشباب والرياضة.

كذلك أصدر البشير مرسوماً بتعيين السفير معاوية عثمان خالد وزير دولة في وزارة الخارجية، وعلي الهندي وزير دولة بوزارة العدل، والصادق محمد علي وزير دولة بوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، وأحمد علي موسى وزيراً دولة بوزارة التجارة والصناعة. 

في غضون ذلك أصدر رئيس مجلس الوزراء محمد طاهر ايلا قراراً اليوم بإعفاء جمال الدين خلف الله من وظيفة المدير العام للصندوق القومي للإمدادات الطبية.

يذكر أن المعارضة تجاهلت في أوقات سابقة كل دعوات الحوار التي وجهها البشير لها منذ بدء الاحتجاجات.

إلى ذلك، يواصل تجمع المهنيين السودانيين وأحزاب معارضة أخرى ترتيباته لحشد مليوني السبت المقبل، إذ انطلقت حملة واسعة في الأحياء ومواقع التواصل الاجتماعي تحث المواطنين على المشاركة فيه.