اتفاق بين "ولاية سيناء" و"جند الإسلام" ضدّ الجيش المصري

اتفاق بين "ولاية سيناء" و"جند الإسلام" ضدّ الجيش المصري

01 مايو 2016
يواصل "ولاية سيناء" عملياته ضد الجيش (فرانس برس)
+ الخط -
تتجه الأوضاع في سيناء إلى التصعيد ضد قوات الجيش والشرطة، خلال الفترة المقبلة، ليس فقط لناحية تطور قدرات تنظيم "ولاية سيناء"، التابع لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بل لدخول تنظيمات أخرى على خط المواجهات. وتعيش سيناء على مدار ما يزيد عن عامين، حالة من الاضطرابات والمواجهات العنيفة بين قوات الجيش والشرطة ضد عناصر تنظيم "ولاية سيناء". ولم يتمكن الجيش من حسم المعركة، في ظلّ تكبده خسائر مادية وبشرية فادحة.

وخلال الفترة المقبلة، تبدأ جماعة "جند الإسلام"، أحد التنظيمات المسلحة التي تنشط في سيناء، الدخول على خط المواجهة بشكل كبير، وفقاً لمصادر خاصة تحدثت لـ"العربي الجديد".
وقبل بضعة أشهر، احتجز تنظيم "ولاية سيناء" عناصر جماعة "جند الإسلام" سواء على مستوى القيادة أو الأفراد، بحسب هذه المصادر. وتضيف أن تنظيم "ولاية سيناء" بات يسيطر على سيناء تماماً وعلى جميع الجماعات هناك، لناحية أنّه الكيان المسلح الأكبر والأكثر عدداً.
وتشير المصادر ذاتها إلى أنّه تم احتجاز عناصر "جند الإسلام" وتمكن عدد قليل منهم من الهرب ومصادرة سلاحهم من دون معرفة ملابسات هذه الخطوة، وخصوصاً أن "ولاية سيناء" و"جند الإسلام" موجودان في سيناء منذ فترة.

وتوضح المصادر أنّ "جند الإسلام" هي مجموعة أقرب لتنظيم القاعدة ولم تبايع "داعش"، وربما تكون هذه نقطة الخلاف مع "ولاية سيناء". وتكشف عن التوصل لاتفاق بين التنظيمين، قبل فترة قصيرة، على عدم الصدام بين الطرفين خلال الفترة المقبلة، وهو ما يعني عمل "جند الإسلام" بشكل طبيعي في سيناء مرة أخرى. وتلفت المصادر إلى أن مسألة عودة عمل "جند الإسلام" يتوقف على الاستعدادات العسكرية الخاصة بهم، وإمكانية التنسيق مع "ولاية سيناء" كي لا يؤثر كل منهما على الآخر، بحسب تعبيرها.

وتشدد على أن طبيعة الأوضاع في سيناء تجعل من الصعب حدوث مواجهة مسلحة بالشكل الذي عليه الوضع في سورية بين "الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة.
وتوضح أن الوضع في سيناء لم يستقر لصالح التنظيمات المسلحة، إذ لا يزال الجيش المصري يسيطر على الأمور، حتى وإن كانت هذه السيطرة ليست كبيرة، ولكنه في النهاية لم ينسحب من سيناء، ومستمر في عملياته. وحول مدى إضافة "جند الإسلام" للعمليات ضد الجيش في سيناء، تؤكد هذه المصادر أن عدد الجماعة ليس كبيراً مقارنة بـ"ولاية سيناء"، حتى إن تأثيرها ضعيف، فلم تنفذ سوى عمليات قليلة أغلبها محدود التأثير.

في هذا السياق، يقلل الخبير العسكري، اللواء يسري قنديل من مسألة تأثير ظهور جماعات متشددة أو اندماج أو تنسيق في ما بينهم على الجيش والعمليات ضد هؤلاء المسلحين. ويقول قنديل لـ"العربي الجديد"، إن الجيش المصري يفرض سيطرته على الأوضاع في سيناء، بغض النظر عن محاولات التنظيمات المتشددة خلخلة الأمن هناك. ويشير إلى أنه "في حالة صحة هذه الأخبار، فإنها تعكس تخوّف الإرهابيين من عمليات الجيش، وهناك رغبة لديهم في التوحد لتقليل ضربات القوات المسلحة، ولكن في النهاية لن يتمكنوا". ويشدد على أن الجيش يواصل عملياته ويتقدم في سبيل تدمير كل مخازن أسلحة وذخائر التنظيمات، لقطع الإمدادات عنهم تماماً، مؤكداً أنّه "قلّت بالفعل علميات التنظيم المسلح في العريش، بعد سلسلة الاستهداف الأخيرة".


المساهمون