تحريض إعلامي إسرائيلي على أسبوع "الأبرتهايد" في لندن

تحريض إعلامي إسرائيلي على أسبوع "الأبرتهايد" في لندن

22 فبراير 2016
تنظم حركة المقاطعة الدولية "أسبوع الأبرتهايد الإسرائيلي" في لندن(Getty)
+ الخط -
استغلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، حملة الدعاية والإعلانات التي تنظمها حركة المقاطعة الدولية ضد الاحتلال في بريطانيا، لتصف الحملة بأنها "صباح من الكراهية في قطارات لندن: ملصقات ضد إسرائيل".

وتحاول الصحيفة الإسرائيلية، التي نظمت قبل شهر ما سمّته بـ"مؤتمر ضد المقاطعة"، التحريض على حركة المقاطعة الدولية، إذ نشرت في خبرها الرئيسي على موقعها الإلكتروني، تقول: "إن ملايين المسافرين في قطار إلى لندن، طالعوا هذا الصباح (الاثنين) إعلانات نشرتها حركة المقاطعة (دي بي سي)، ضد إسرائيل وضد كل من يجرؤ على الوقوف معها وعرض خدماته لإسرائيل".

ونقلت الصحيفة العبرية، عن صحيفة "جوييش كرونكيل" البريطانية، قولها إن "الحملة الجديدة تشمل أربع لافتات تم تعليقها بحسب الناشطين في نحو 500 محطة قطار، وأنه وفقاً للتقديرات الأولية لم يتم الحصول مسبقاً على تصريح من مديرية القطارات في لندن".

ويأتي تعليق هذه اللافتات عشية "أسبوع الأبرتهايد الإسرائيلي" الذي تنظمه الحركة، وتحمل إحدى هذه اللافتات عبارة بأن السلاح البريطاني استخدم لذبح الفلسطينيين في حملة "الجرف الصامد"، كما تقول لافتة أخرى إن هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية "بي بي سي" منحازة في تقاريرها لصالح إسرائيل.

وكانت الحكومة البريطانية، أعلنت الأسبوع الماضي، تشريع قانون يحظر فرض مقاطعة إسرائيل، وقام الوزير البريطاني، ماثيو هانكوك، مقدم القانون بزيارة لإسرائيل التقى خلالها برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.

وسبق أن قام زعيم حزب "ييش عتيد"، يئير لبيد، الشهر الماضي بجولة في بريطانيا، تخللها إجراء مقابلة تلفزيونية مع قناة "البي بي سي"، ادعى خلالها أن بريطانيا ووسائل إعلامها منحازة ضد إسرائيل.

وتنشط إسرائيل في الفترة الأخيرة، في محاولة للتضيق على حركة المقاطعة الدولية، وضرب تأثيرها في المنظمات غير الحكومية وفي الجامعات الأوروبية والأميركية، عبر محاولة وصفها بأنها حركة معادية للسامية.

كما تركز جهودها، بحسب تصريحات نتنياهو، قبل أسبوعين، على المواقف الرسمية للحكومات الأوروبية وللإدارة الأميركية التي تعارض فرض مقاطعة على إسرائيل.

وتمكن نتنياهو، أخيراً، من التوصل إلى تفاهمات بهذا الخصوص عبر اتصال هاتفي، قبل أسبوعين مع وزيرة خارجية دول الاتحاد الأوروبي، فدريكا موغريني، التي أوضحت له معارضتها لفرض مقاطعة على المنتجات الإسرائيلية، فيما أفشلت اليونان ومجموعة من دول أوروبا الشرقية سابقا: مثل رومانيا وهنغاريا وبولندا وبلغاريا، قراراً أوروبيا لمجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي عقد في بروكسيل الشهر الماضي، سعى للفصل بين إسرائيل وبين المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، وانتهى الجهد الأوروبي إلى قرار مخفف اللهجة وغير ملزم .

وتتصدر صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في إسرائيل الدعوات لمواجهة حركة المقاطعة الدولية، حيث يخصص أحد كتابها المعروف بميوله اليمينة، ويدعى بن درور يميني، جهداً خاصاً في الكتابة ضد حركة المقاطعة وضد جمعيات اليسار الإسرائيلية المختصة في مجال حقوق الإنسان، عبر اتهامها والتلميح إلى كونها تقدم "خدمات مجانية" لحركة المقاطعة، منها جمعيات "بتسيلم"، "المركز الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الضفة الغربية"، و"يكسرون الصمت"، وحركة "السلام الآن".

وتنظم الصحيفة، لهذه الغاية مؤتمراً خاصا في 28 مارس/آذار المقبل في القدس المحتلة. وسبق هذا المؤتمر مؤتمر آخر عقد في يونيو/حزيران الماضي في لاس فيغاس في الولايات المتحدة الأميركية، بمشاركة عشرات الأثرياء الأميركيين.

وتدعي إسرائيل وصحافتها أن حركة المقاطعة الدولية، لا تنطلق من معارضة لسياسات إسرائيل، وإنما تسعى لإبادة إسرائيل وتعارض مجرد وجودها، وفقاً لما جاء في الرسالة التي وجهها رئيس الحكومة الإسرائيلية​.

اقرأ أيضاً: حيفا: مؤتمر لمناهضة "الأبرتهايد" يُحيي وادي صليب المهجور