الجزائر: دعوات إلى العصيان ومطالبة بالإفراج عن معتقلين إسلاميين

الجزائر: دعوات إلى العصيان ومطالبة بالإفراج عن معتقلين إسلاميين

الجزائر
60244E7B-773C-460F-B426-426EBC60D89E
عثمان لحياني
صحافي جزائري. مراسل العربي الجديد في الجزائر.
09 اغسطس 2019
+ الخط -
خرج الآلاف من الجزائريين، اليوم، في مظاهرات جديدة خلال الجمعة الـ25 من الحراك الشعبي، للمطالبة مجدداً برحيل رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، والتلويح باللجوء إلى خيار العصيان المدني، خاصة مع عودة المظاهرات إلى أغلب الولايات.


وللجمعة الثانية على التوالي ردد الآلاف من المتظاهرين شعارات تدعو إلى تنفيذ عصيان مدني في البلاد لإجبار السلطة والجيش على الاستجابة لمطالب الشعب وترحيل رموز النظام السابق. وهتف المتظاهرون بشعار "العصيان سوف يأتي". ورفع الممثل أحمد عبد الرزاق لافتة كتب عليها "العصيان المدني قادم". كذلك رفعت في مظاهرات الجمعة شعارات تهدد ببدء إضرابات وعصيان في الفترة المقبلة، والتي تتزامن مع الدخول الاجتماعي والعودة إلى المدراس، وهو ما يعطي للنقابات المهنية المنخرطة في الحراك الشعبي وسيلة للضغط على السلطة.

وطالب المتظاهرون أيضاً بحوار جاد تقوده شخصيات توافقية وملتزمة، كوزير الخارجية الأسبق أحمد طالب الإبراهيمي، ورفضوا الحوار مع السلطة ووجهوا انتقادات لهيئة الحوار التي يرأسها رئيس البرلمان السابق كريم يونس، معتبرين أنها مجرد أداة تحاول من خلالها السلطة الالتفاف على مطالب الشعب وإعادة إنتاج أدوات حكم جديدة للنظام السياسي. كذلك أصر المتظاهرون على رفض إجراء أية انتخابات قبل رحيل من وصفوهم بـ"رجال العصابات".

ورفع أحد المتظاهرين لافتة كتب عليها "اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا منها سالمين خالد نزار وقايد صالح"، في إشارة إلى الخلافات التي طفت في الفترة الأخيرة بين وزير الدفاع السابق خالد نزار وقائد الأركان الحالي الفريق أحمد قايد صالح، وإصدار القضاء العسكري أمراً دولياً للقبض على نزار. ودان المتظاهرون ما اعتبروه تواطؤ وسائل الإعلام الوطنية لصالح السلطة، سواء بسبب الضغوط الممارسة عليها أو بسبب رغبتها في مسايرة مواقف وخيارات الجيش والسلطة، حيث يلاحظ في الفترة الأخيرة عدم تغطية وسائل الإعلام لمظاهرات الحراك الشعبي، وغلق أبوابها في وجه الناشطين الذين لديهم مواقف مناوئة للجيش ولهيمنة العسكر على الحكم.


ومقارنة بفترة بدء المسيرات صباح اليوم، انسحبت الشرطة من الساحة القريبة من البريد المركزي وسمحت للمتظاهرين بالتجمع هناك، كما انسحبت من شارع ديدوش مراد بعد إغلاقه لفترة قصيرة قرب مقر حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية"، بسبب توافد المتظاهرين وتلافياً للمواجهة معهم. وخرج من مقر الحزب شباب وطلبة وكوادر الحزب في مسيرة باتجاه ساحة أودان والبريد المركزي، رافعين شعار "جزائر حرة ديمقراطية"، و"لا لدولة عسكرية نعم لدولة مدنية".


وبالإضافة إلى الشعارات المطالبة بالإفراج عن الشباب والناشطين الموقوفين، خاصة بسبب رفعهم الراية الأمازيغية، كان لافتاً بروز شعارات جديدة في مظاهرات اليوم تطالب بالإفراج عن إسلاميين من كوادر "الجبهة الإسلامية للإنقاذ"، معتقلين منذ أكثر من ربع قرن، وصفتهم الشعارات بالمعتقلين السياسيين، إذ أدانتهم في بداية التسعينيات محاكم خاصة غير دستورية أنشئت من قبل جهاز المخابرات خصيصاً لمحاكمة الإسلاميين بتهم "الإرهاب"، وتطالب عائلاتهم وأطراف حقوقية بالإفراج عنهم، خاصة أن أغلبهم يعانون من أمراض ومتقدمون في السن.

ولم تقتصر المظاهرات على العاصمة بل وصلت إلى ولاية البويرة قرب العاصمة الجزائرية، حيث رفعت شعارات تدعو الجزائريين إلى الحذر من تسرب اليأس والإحباط إلى نفوسهم بسبب طول فترة الحراك الشعبي. ودعت إلى التمسك بالمطالب المركزية للحراك، والمتعلقة باستبعاد كل رموز حقبة بوتفليقة وتوسيع حملة مكافحة الفساد إلى الولايات الداخلية التي تشكلت فيها لوبيات من المافيا المحلية.



وشهدت مدينة تيزي وزوو عاصمة منطقة القبائل مظاهرة ضخمة رفع فيها العلم الجزائري والرايات الأمازيغية، ورفع المتظاهرون شعارات مناوئة لقايد صالح، ورفضوا الحوار الذي تجريه هيئة الحوار تحت شعار "لا حوار مع العصابات". كما خرجت مظاهرة حاشدة وسط مدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري، للمطالبة بدولة مدنية وبالاستجابة الفورية لمطالب الشعب ورحيل رموز النظام وما وصفها المتظاهرون بحكومة التزوير.


وشارك المئات في مسيرة وسط مدينة الشلف غربي الجزائر، أعلنوا فيها تمسكهم بمطالب رحيل رموز النظام وإقرار دولة مدنية. وخرج المصلون والمتظاهرون من المساجد باتجاه وسط مدينة ميلة شرقي الجزائر، رافعين شعارات تطالب بمحاسبة رموز العصابة التي كانت تحكم البلاد وبناء دولة ديمقراطية. وعاد نفس الحراك مجدداً إلى مدينة برج بوعريريج شرقي الجزائر، حيث طالب المتظاهرون بحل حزب السلطة "جبهة التحرير الوطني"، واتهموا الحزب بكونه ظل قناة لنهب المال العام وتبرير السياسات الخاطئة.

ذات صلة

الصورة

سياسة

أكدت فرنسا، يوم الجمعة، وفاة فرنسي و"احتجاز آخر في الجزائر، في حادث يشمل عدداً من مواطنينا"، بعدما أفادت تقارير صحافية مغربية، أمس الخميس، عن مقتل سائحين يحملان الجنسيتين المغربية والفرنسية بنيران خفر السواحل الجزائري.
الصورة
كيف غيّر القائمون على فيلم "باربي" قواعد التسويق بتكلفة 150 مليون؟

منوعات

قرّرت وزارة الثقافة الجزائرية سحب ترخيص عرض فيلم "باربي" من صالات السينما في البلاد، بحسب ما ذكرته صحيفة الشروق الجزائرية. 
الصورة
عشرات الحرائق المستعرة في شرق الجزائر (فضيل عبد الرحيم/ الأناضول)

مجتمع

تتحدث السلطات الجزائرية عن طابع جنائي لعشرات الحرائق المستعرة، في حين يتواصل النقاش حول غياب خطط استباقية للوقاية، وقدرات السيطرة المبكرة على الحرائق، خاصة أنها تتكرر منذ عام 2018.
الصورة
استشهد عسكريون خلال مهمات إخماد حرائق الجزائر (العربي الجديد)

مجتمع

أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية أنّ 34 شخصاً لقيوا مصرعهم في حرائق ضخمة نشبت في غابات بمناطق متفرقة شرقي الجزائر، من بينهم 10 عسكريين، فيما أُجليت مئات العائلات من مجمعات سكنية وصلت إليها النيران.

المساهمون