قوى الحرية والتغيير بالسودان تقرر تعليق العصيان المدني مؤقتاً

قوى الحرية والتغيير في السودان تقرر تعليق العصيان المدني مؤقتاً

11 يونيو 2019
قوى الحرية والتغيير: العصيان نجح بصورة باهرة (Getty)
+ الخط -
أعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان، مساء اليوم الثلاثاء، عن تعليق العصيان المدني والإضراب السياسي "حتى إشعار آخر"، مؤكدة أنه "نجح بصورة باهرة"، بعد أن وافق المجلس العسكري، في المقابل، على إطلاق سراح السجناء السياسيين، كبادرة للعودة إلى الحوار. 
وقالت القوى في بيان: "قررنا في قوى إعلان الحرية والتغيير دعوة جماهير شعبنا لتعليق العصيان المدني ورفع الإضراب السياسي حتى إشعار آخر، وذلك بنهاية اليوم الثلاثاء 11 يونيو 2019 ليزاول الناس أعمالهم اعتباراً من يوم غدٍ الأربعاء".

غير أنها شددت، في البيان نفسه، على ضرورة "الاستمرار في الاستعداد والتنظيم للجان الأحياء ولجان الإضراب في القطاعات المهنية والعمالية المختلفة".

وجددت التأكيد على أن "وحدتنا وسلميتنا هما طريقنا نحو الخلاص وأن هذا الطريق طويل"، معتبرة أن "إزالة سلطة مكثت على صدورنا لثلاثين عاماً تتطلب عبور جبال من المشاق سنتجاوزها بإرادة لن تنكسر".

وبخصوص تقييمها للعصيان، قالت إنه "نجح بصورة باهرة"، واعتبرته "علامة بارزة في هذا المسار الذي سيتواصل حتى نقل السلطة لمدنيين"، بحسب البيان.

وتابعت القوى في البيان ذاته "لن ينشغل شعبنا بأكاذيب وتلاوين من يحاولون اختطاف ثورات الشعوب وإظهار الحمية على الشعب السوداني بالقول وقتل شبابه وأحلامه وتطلعاته بالفعل، فالشعب هو الذي يعصي وهو الذي يشد ويرخي، وهو الذي يصنع القرار، لا الإمعات المستلب قرارهم مبتدأ ومنتهى".

وأضافت: "هذا الإجماع المدني غير المسبوق هو بمثابة رسالة واضحة للمجلس العسكري حول مكامن قوة وجبروت الشعب السوداني".

وكشفت أن "المجلس العسكري تكبد خسائر سياسية جمة بما لا يُقاس، وتكشفت له حقيقة أن مقاليد الحكم هي بيد أهل الشأن، الشعب السوداني العظيم"، وفقا للبيان ذاته.

وفي السياق نفسه، أعلن المبعوث الإثيوبي إلى السودان، محمود درير، مساء الثلاثاء، أن الأطراف السودانية وافقت على مواصلة المباحثات بشأن تشكيل مجلس سيادي انتقالي بناء على ما تم الاتفاق عليه.

وأفاد درير بأن المجلس العسكري وافق على إطلاق سراح السجناء السياسيين كبادرة لبناء الثقة.

واستمر العصيان المدني ثلاثة أيام بعد أن قررت قوى المعارضة خوض هذا المسار إثر المجزرة الدموية التي ارتكبها المجلس العسكري الانتقالي، عبر قوات الدعم السريع، خلال عملية فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم، مخلفة أكثر من 100 قتيل بحسب لجنة أطباء السودان.

وكان القيادي في "الحرية والتغيير" أحمد الربيع قد صرح، لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق اليوم، أن وساطة آبي أحمد نجحت في تحقيق اختراقات تتعلق بالمطالب التي حددتها المعارضة لتهيئة المناخ قبل الرجوع إلى طاولة المفاوضات مع المجلس، لكنه رفض الخوض في أي تفاصيل إضافية، بحجة أن بياناً رسمياً سيصدر عن هذه الوساطة في غضون الساعات المقبلة لتوضيح نقاط التقدم.

قلق أممي

إلى ذلك، قالت الأمم المتحدة، الثلاثاء، إنها تتابع "بقلق بالغ التطورات علي الأرض في العاصمة السودانية الخرطوم"، داعية المجلس العسكري إلى "الكف عن الاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين".

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغريك، خلال مؤتمر صحافي: "نريد أن نرى نهاية فورية للاستخدام المفرط للقوة ونطلب من السلطات المعنية التوقف عن اعتقال الأشخاص المدنيين الذين لديهم دور مهم في عملية المفاوضات بين المعارضة والمجلس العسكري".

وأضاف: "نواصل بقلق بالغ متابعة الموقف على الأرض في الخرطوم وحيث يتعين العمل على عملية انتقال سلمي للسلطة إلى المدنيين".