صواريخ الحوثيين تعيد التصعيد العسكري إلى اليمن

صواريخ الحوثيين تعيد التصعيد العسكري إلى اليمن

24 يوليو 2017
عادت الاشتباكات بين الحوثيين وقوات الشرعية (فرانس برس)
+ الخط -
بعد سلسلة من الأحداث والتطورات السياسية، وتسريبات عن اقتراب تسوية تنهي الحرب الدائرة في اليمن في عامها الثالث، عاد التصعيد العسكري مجدداً على صعيد العمليات الجوية للتحالف العربي والمواجهات الميدانية، في أكثر من محافظة بالبلاد.


وخلال الـ48 ساعة الماضية، خيمت أجواء التصعيد على أكثر من جبهة، حيث أكدت مصادر محلية في صنعاء لـ"العربي الجديد"، أن التحالف عاود ضرباته الجوية في العاصمة.

واستهدفت الغارات مواقع تسيطر عليها القوات الموالية لعلي عبدالله صالح وجماعة أنصار الله (الحوثيين)، جنوب وشمال شرق العاصمة، بالتزامن مع تصعيد المواجهات بين قوات الشرعية والحوثيين وحلفائهم، في مديرية "نِهم"، شرق صنعاء، جنباً إلى جنب مع ضربات جوية للتحالف في مناطق المواجهات.


وجاء التصعيد في صنعاء، في ظل ارتفاع وتيرة المواجهات الدائرة على طرفي الساحل الغربي، شمالاً في منطقة "ميدي" بمحافظة حجة على الحدود مع السعودية، وجنوباً في جبهة "المخا"، غرب تعز، حيث تسعى قوات يمنية موالية للشرعية مدعومة بقوات إماراتية، للسيطرة على مزيد من المناطق الساحلية القريبة من "باب المندب".


وفي الوقت الذي تتحدث فيه مصادر في قوات الشرعية، عن تصعيد محتمل للتحالف في محافظة "الحديدة"، وسط الساحل الغربي، أكد الحوثيون، الإثنين، أن قواتهم استهدفت زورقاً حربياً لقوات التحالف يقوم بمهام التشويش على الرادارات، قبالة السواحل اليمنية، غربي البلاد، وهو التطور الذي يرفع بدوره من احتمالات التصعيد مجدداً في المناطق الساحلية، كما حصل في فترات سابقة، ومن ذلك، استهداف الحوثيين فرقاطةً سعودية قبالة سواحل الحديدة في أواخر يناير/كانون الثاني العام الجاري.
 

وكان التصعيد الجديد قد بدأ بإعلان الحوثيين إطلاق صاروخ بالستي قيل إنه من نوع "بركان 2" (سكود مطور محلياً)، باتجاه منشأة نفطية في مدينة "ينبع" السعودية، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها عن إطلاق صاروخ باتجاه هذه المدينة. ولم يصدر عن التحالف بيان يؤكد ما أعلنه الحوثيون، غير أن التصعيد الذي ساد صنعاء وكذلك محافظة عمران، إلى الشمال منها، عزز مزاعم الحوثيين بإطلاقه.


ولم يقتصر التصعيد من قبل الحوثيين على إطلاق الصاروخ، بل امتد إلى بيان منسوب إلى ما يُسمى بـ"القوة الصاروخية" التابعة للجماعة، يوم الأحد الماضي، أعلنت فيه الأخيرة أنها تدشن "مرحلة ما بعد الرياض" (أي وصول الصواريخ لمناطق أبعد من الرياض).


وذكرت أن التصعيد جاء رداً على إعدام أربعة أسرى من قبل مسلحين موالين للشرعية وقوات إماراتية، معلنة في البيان، أن "مصافي النفط أصبحت هدفا عسكريا، وعلى الشركات الأجنبية العاملة لدى تحالف العدوان أن تأخذ عملياتنا الصاروخية بمحمل الجد، وهذا أول وآخر تنبيه بالنسبة لها".


وتعد المرة الأولى تقريباً، التي يصعد فيها الحوثيون صاروخياً باتجاه السعودية، منذ إطلاق آخر صاروخ في مايو/أيار الماضي، قبيل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرياض، غير أن التصعيد الميداني غرباً في جبهة "المخا"، غرب تعز، بدأ منذ أيام، قبل إعلان الحوثيين عن إطلاق صاروخ باتجاه الأراضي السعودية.


وتمثل "الصواريخ البالستية"، التي سيطرت عليها الجماعة من مخازن الجيش اليمني، من أبرز عناوين التصعيد التي تلقى أصداء دولية وتُوصف بأنها مصدر تهديد للسعودية، على الرغم من أن الأخيرة التي استقبلت ما بين 20 إلى 30 صاروخاً منذ بدء الحرب، عادة ما تعلن اعتراض الصواريخ بالدفاعات الجوية وإسقاطها دون أضرار.


يذكر أن التصعيد الأخير يأتي بعد أشهر من التطورات السياسية التي خفت معها مسار الحرب في جنوب البلاد، بالإضافة إلى التسريبات التي تتحدث عن توجه سعودي إماراتي لدعم تسوية أو اتفاق لإنهاء الحرب، المستمرة منذ 28 شهراً، في ظل تدهور مستمر للوضع الإنساني في البلاد كنتيجة للأضرار الاقتصادية التي خلفتها وتتركها الحرب والحصار وانقسام البلاد، بين أكثر من مركز وقوى عسكرية مسيطرة.


في سياق آخر، بدأ وفد رفيع من منظمات الأمم المتحدة العاملة بالمجال الإنساني زيارة إلى اليمن، في ظل استمرار التدهور بالوضع الإنساني وانتشار وباء الكوليرا، وبالتزامن مع تصعيد عسكري في أكثر من جبهة بالبلاد. 

وأكدت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية بنسختها التي يديرها الحوثيون اليوم، وصول الوفد الدولي إلى مطار صنعاء، بعد أن بدأ زيارته من مدينة عدن، جنوبي اليمن، وعقد فيها اجتماعاً مع رئيس الحكومة الشرعية أحمد عبيد بن دغر. 


ويضم الوفد الذي وصل إلى صنعاء المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، والمدير التنفيذي لمنظمة الطفولة "اليونيسيف"، أنتوني ليك، والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، وكذلك رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر ماورير، الذي انتقل من عدن إلى تعز. 


ووفقاً لمصادر حكومية رسمية، فقد أعرب رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، خلال لقائه بالوفد في عدن، عن أمله في أن "تسهم الزيارة في تخفيف معاناة وآلام اليمنيين"، جراء "انقلاب" مليشيا جماعة أنصار الله (الحوثي) وعلي عبدالله صالح على الدولة والسلطة الشرعية.  


وجدد بن دغر مطالبة الحكومة بنقل "مقرات المنظمات الدولية إلى العاصمة المؤقتة عدن، لكي تعمل بكل حرية وسهولة لنقل المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى عموم المحافظات دون استثناء". وأكد أن "الحكومة ستقدم الدعم لتلك المنظمات، للقيام بعملها بكل مسؤولية وشفافية وحيادية".


ونقل موقع وكالة الأنباء اليمنية بنسختها التابعة للشرعية، عن مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، أن "جميع أنشطة المنظمة تتم بتنسيق مباشر مع الحكومة الشرعية، وأن الزيارة تهدف إلى مساعدة المواطنين في مختلف المحافظات على رفع الوعي بمخاطر وباء الكوليرا، الذي تفشي في جميع المحافظات، وتعمل المنظمة مع الشركاء الدوليين على محاصرة المرض".