حلفاء واشنطن متردّدون إزاء التحالف لحماية الملاحة في الخليج

حلفاء واشنطن متردّدون إزاء التحالف لحماية الملاحة في الخليج..ومحادثات لبولتون في اليابان

22 يوليو 2019
مشكلات بشأن تمويل أي عملية جديدة (جورج غويري/فرانس برس)
+ الخط -

مع تسارع الأحداث في الخليج خلال الأسبوعين الماضيين، وفي ظلّ حرب الناقلات بين إيران والغرب، أعلنت القيادة المركزية الأميركية، يوم السبت، عن عملية "الحارس" لحماية حرية الملاحة في مياه الخليج، في وقت لا تبدو فيه بعد مواقف حلفاء واشنطن واضحة تجاه أي تحالف عسكري في هذا الشأن.

ولفتت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية، مساء أمس الأحد، إلى أنّ بريطانيا قلقة من قواعد الاشتباك الخاصة بخطّة الولايات المتحدة لتشكيل قوة بحرية دولية، طال انتظارها. وأشارت إلى أنّ هناك أصلاً عملية لمكافحة القرصنة تعتمدها الأمم المتحدة قبالة الصومال، في حين تعمل بالفعل، فرق عمل مشتركة في الخليج، متخصّصة بالأمن ومكافحة تهريب المخدرات.

وذكرت الصحيفة أنّه توجد أيضاً مشكلات بشأن تمويل أي عملية جديدة أوسع تقترحها القيادة المركزية الأميركية، لكنّ الأهم من هذا كلّه، أنّ بريطانيا تخشى أن تتحوّل القوافل التي تقودها الولايات المتحدة في الخليج، عن طريق الخطأ، من أمر سلبي ودفاعي إلى أمر أكثر تقلباً.

بدورها، تبدو اليابان حتّى الساعة متردّدة إزاء هذا التحالف، حيث أكد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، أنّه لم يقرّر بعد كيفية الردّ على الطلب الأميركي المتوقع لإرسال قوات بحرية يابانية للانضمام إلى تحالف عسكري لحماية المياه الاستراتيجية قبالة إيران واليمن.


وأكد آبي، اليوم الإثنين، أنّ بلاده تريد بذل كلّ ما في وسعها لتهدئة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، قبل أن تردّ على طلب أميركي متوقع لإرسال قواتها البحرية لحراسة منطقة مائية استراتيجية قبالة إيران.


وأضاف أنّ طوكيو تودّ أن تؤدي ما تعتبره دوراً فريداً لها لتهدئة التوتر، قبل أن تتخذ قرار الانضمام إلى الولايات المتحدة. وتابع في مؤتمر صحافي بعد فوز الائتلاف الحاكم بزعامته في انتخابات مجلس المستشارين التي أجريت، أمس الأحد: "لدينا تاريخ طويل من الصداقة مع إيران والتقيت برئيسها أكثر من مرة، وكذلك مع زعماء آخرين". 


وكان آبي قال، أمس الأحد، خلال فرز الأصوات لانتخابات مجلس الشيوخ: "بدأنا نسمع تفكير الولايات المتحدة في هذا التحالف، ونريد الاستمرار في الاستماع بعناية"، مضيفاً: "تتمتع اليابان، في الوقت نفسه، بعلاقات ودية مع إيران". وأكد أنّ بلاده ستواصل بذل الجهود الدبلوماسية للمساعدة في تحقيق الاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أنّه يودّ التحدث مع الرئيس الإيراني حسن روحاني.

ويتزامن هذا الموقف مع إعلان الحكومة اليابانية، اليوم الإثنين، أنّ مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون أجرى محادثات مع مساعد الأمن لرئيس الوزراء الياباني، شوتارو ياشي، تمّ خلالها، على ما يُعتقد، مناقشة خطة أميركية لتشكيل تحالف متعدّد الجنسيات لحماية الملاحة التجارية في الشرق الأوسط.

وأكد كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا اللقاء، في مؤتمر صحافي، رافضاً التعليق على ما ناقشه المسؤولان.

بدوره، قال بولتون للصحافيين، عقب المحادثات "أجرينا مناقشة مثمرة للغاية بشأن مجموعة واسعة من القضايا".



وكان وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا اتفقوا، أمس الأحد، على "العمل معاً من أجل ضمان أمن الملاحة البحرية بمضيق هرمز".

وذكر بيان مشترك لوزراء خارجية الدول الثلاث نُشر على موقع وزارة الخارجية البريطانية، أنّ وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت اتفق، أيضاً، مع نظيريه الفرنسي جان إيف لودريان والألماني هايكو ماس، خلال اتصال هاتفي، على أن "حركة الملاحة الآمنة للسفن في مضيق هرمز أولوية قصوى لدى الدول الأوروبية، وعلى ضرورة تجنب أي تصعيد محتمل في المنطقة".

ومساء الجمعة، أعلنت بريطانيا احتجاز إيران ناقلة نفط تابعة لها في مضيق هرمز لـ"عدم مراعاتها القوانين البحرية الدولية".

وجاء احتجاز ناقلة النفط بعد ساعات من إعلان محكمة في جبل طارق، تمديد احتجاز ناقلة نفط إيرانية لثلاثين يوماً، بعد أسبوعين من ضبطها، في عملية شاركت بها البحرية الملكية البريطانية للاشتباه بأنها كانت متوجهة إلى سورية لتسليم حمولة من النفط، في انتهاك لعقوبات أميركية وأوروبية.