أجواء الحزن تخيّم على كويتا الباكستانية بعد العملية الانتحارية

أجواء الحزن تخيّم على كويتا الباكستانية بعد العملية الانتحارية

09 اغسطس 2016
نقابات المحامين أعلنت حداداً وإضراباً لمدة أسبوع (بانارز خان/Getty)
+ الخط -
خيّمت أجواء من الحزن والأسى على  مدينة كويتا، عاصمة إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان، تخلّلها حداد وإضراب عام شمل كافّة مرافق الحياة في المدينة، وذلك بعد الهجوم الانتحاري الذي أودى بحياة 70 شخصاً، جلّهم محامون وصحافيّون.

وقد نظّمت نقابات المحامين، اليوم الثلاثاء، احتجاجات شعبيّة للتنديد بالحادث المأساوي، في حين أغلقت جميع المراكز التعليمية والأسواق والمحالّ التجارية أبوابها اليوم استجابةً لدعوة المحامين المشاركة في الإضراب العام.

وأعلنت نقابات المحامين حداداً لمدة أسبوع وإضراباً عن العمل لثلاثة أيام، بدءاً من اليوم الثلاثاء، مطالبة رئيس المحكمة العليا الباكستانية ورئيسها القاضي، أنور ظهير جمالي، أن يساهم معهم في الإضراب عن العمل.

وقال نائب رئيس نقابة المحامين، فرخ نسيم، "إننا ندين هذا الحادث المأساوي، الذي حصد أرواح عشرات من إخواننا ونريد من الحكومة أن تتحرك على عجل إزاء التهديدات الموجهة للمحامين ولجميع المواطنين".

ودعا نسيم الحكومة المحلية بالإقليم والمركزية إلى دعم أسر الضحايا، وتقديم الدعم المالي المناسب لهم، مشيراً إلى أنّ حماية المواطنين جميعاً هي من أهم واجبات الحكومة.

ونظم المحامون اليوم في جميع أنحاء البلاد مسيرات احتجاجية للتنديد بمقتل المحامين في العملية الانتحارية، ولمطالبة الحكومة بتوفير الأمن. كما رفعوا أثناء التظاهرات صور الضحايا، ولافتات تدعو الحكومة وأجهزة الأمن إلى معاقبة المتورطين في الهجوم.

على المستوى الحكومي، أعلن رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، استمرار العمليات المسلّحة ضدّ المسلحين على مستوى البلاد.، وقال إن استمرار العمليات ضد الجماعات، التي تعبث بأمن البلاد، أمر لا بدّ منه، وهي الحل الوحيد لحماية أمن البلاد والمواطن، كما زار رئيس الوزراء مدينة كويتا وتفقد أحوال الجرحى في المستشفيات.

بدوره، أمر قائد الجيش، الجنرال راحيل شريف، خلال اجتماع مع الساسة والعسكريين في أثناء زيارته لمدينة كويتا، بتكثيف العمليات والجهود ضدّ المسلحين، مؤكداً أن الهدف من مثل هذه الاعتداءات هو تفشي الذعر في أوساط المواطنين، ولكن القوات المسلحة الباكستانية قادرة على قمعها.

وقال المتحدث باسم مكتب العلاقات العامة في الجيش، الجنرال آصف باجوه، إن الاجتماع تباحث حول سبل تعزيز الأمن في الإقليم، مشيراً إلى أن المسلحين توجهوا إلى إقليم بلوشستان بعدما واجهوا هزائم أمام الجيش في إقليم خيبر في مدينة ختونخوا شمال غرب البلاد وفي المناطق القبلية.

في هذه الأثناء، أغلقت جميع المراكز التعليمية بما فيها الجامعات والمدارس والمعاهد، أبوابها في إقليم بلوشستان استجابة لدعوة المحامين للمشاركة في الإضراب العام، كما أن حركة المواصلات شبه معطلة في جميع أرجاء الإقليم.

يشار إلى أن عملية انتحارية تبنتها كلٌّ من "جماعة الأحرار"، أحد فصائل طالبان باكستان، وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، استهدف، أمس الإثنين، تجمعّاً للمحامين والصحافيين أمام مستشفى حكومي بمدينة كويتا جنوب البلاد، مما أدى إلى مقتل 70 شخصاً، جلّهم محامون وصحافيّون وإصابة أكثر من 100 آخرين بجراح.

 

 

دلالات

المساهمون