طائرات من دون طيار "مجهولة" تقصف بسيناء

طائرات من دون طيار "مجهولة" تقصف بسيناء

08 ابريل 2016
شكا الجيش قلّة فعالية المروحيات بسيناء (بوريس أورفا/فرانس برس)
+ الخط -

ترتفع وتيرة تحليق طائرات من دون طيار، بشكل يومي في سماء مدن وقرى محافظة شمال سيناء المصرية، تزامناً مع العمليات العسكرية التي تشنّها قوات الجيش المصري ضد المسلحين. وتثار الشكوك حول هوية هذا النوع من الطائرات "المجهولة"، تحديداً مع اعتماد الجيش المصري على طائرات مقاتلة من نوع "أباتشي" وأخرى "أف 16"، في ظلّ تأكيد مصدر عسكري خاص، أن "مصر لا تمتلك طائرات حربية من دون طيار".

وكان سلاح الجو المصري قد بدأ الاعتماد على طائرات "أف 16"، مع قلّة فاعلية الطائرات المروحية في مواجهة عناصر تنظيم "ولاية سيناء"، الذي ازدادت قدرته على إمكانية استهداف الطائرات المروحية، بإدخال منظومات صواريخ متطوّرة محمولة على الكتف. ولكن بحسب الروايات الأهلية، فإن الطائرات من دون طيار، تدخل المجال الجوي المصري بشكل شبه يومي، ومعروفة وسط أهالي سيناء بـ"الزنانة". ويسود الاعتقاد بأن "الطائرات إسرائيلية"، بل أن الاعتقاد والشكوك حولها بات أشبه باليقين بين الأهالي، مع اختراق هذه الطائرات المجال الجوي لسيناء، آتية من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

في هذا السياق، تكشف مصادر عسكرية مصرية خاصة، عن "عدم امتلاك مصر طائرات من دون طيار، قادرة على المشاركة في العمليات العسكرية". وتضيف المصادر لـ"العربي الجديد"، أن "الجيش المصري لا يمتلك طائرات من دون طيار قادرة على حمل الأسلحة والمشاركة في عمليات عسكرية". وتتابع "تمتلك مصر طائرات من دون طيار استطلاعية فقط، تشارك في عمليات مسح سواء في سيناء أو غيرها، من دون امتلاك القدرة على حمل صواريخ". وتشرح "هذا النوع من الطائرات لدى مصر، أميركي وصيني الصنع، وتُستخدم لأهداف استطلاعية ومسحية فقط، نظراً لرفض تلك الدول وغيرها، تزويد مصر بطائرات من دون طيار حربية".

وتشير المصادر إلى أن "مصر بالفعل طلبت من دول عدة مدّها بطائرات من هذا النوع لكن حربية، والرفض كان العنوان العريض، لأسباب كثيرة، على رأسها حماية أمن إسرائيل". وتوضح أن "الدول المصنّعة لهذا النوع من الطائرات تفرض شبه حظر على تصدير هذه الطائرات وبيعها لدول كثيرة ومنها مصر، لأنها بذلك تدخل في مصاف جيوش العالم".

وحول إمكانية إدخال هذا النوع من الطائرات حديثاً إلى أسطول الطائرات الحربية المصرية، تلفت المصادر إلى أنه "في حالة شراء الجيش لهذا النوع من الطائرات، لكان العالم كله عرف بالأمر". وتشير إلى أن "هذه الصفقات تكون معلنة عالمياً، وحتى مع إخفاء الجيش والدول المصرية المعلومات والتفاصيل عن صفقات الأسلحة، إلا أن مواقع شركات الأسلحة تعلن ذلك بشفافية تامة، مع أسعارها". وتُشدّد المصادر على أن "الدول المالكة لهذا النوع من الطائرات لن تصدرها إلى مصر، على الرغم من الحديث عن الحاجة إليها في مواجهة الإرهاب بسيناء".

وعن الحديث حول قصف طائرات من دون طيار لأهداف في سيناء منذ أشهر عدة، تفيد روايات محلية، بأن "الطائرات المصرية لا يمكنها حمل أسلحة، لأنها غير مجهّزة لذلك إطلاقاً، والطائرات الحربية من هذا النوع متطورة للغاية". مع العلم أن الجيش المصري لم يعلن لا حالياً ولا في السابق، مشاركة طائرات من دون طيار، سواء حربية أو استطلاعية، في العمليات بسيناء بأي صورة. كما لم ينفِ الجيش أيضاً ما تنشره وسائل إعلامية عربية، حول مراقبة الطائرات من دون طيار إسرائيلية للحدود، وتحركات العناصر المسلحة في سيناء، إلا في مرة واحدة في عام 2013. مع العلم أن المتحدث السابق باسم الجيش المصري العقيد أحمد علي، ردّ في أغسطس/آب 2013، على توجيه إسرائيل ضربة بهذه الطائرات على مسلحين بسيناء، قائلاً إن "الأمر عار تماماً عن الصحة". كما ذكر في حينه، أنه لا يوجد تنسيق بين الجانبين المصري والإسرائيلي حول توجيه الأخير ضربات عسكرية بالطائرات على مواقع للمسلحين، مؤكداً أن "الأمر يخالف العقل والمنطق". وحذّر في وقتها من بث تلك الأخبار، وضرورة تحرّي الدقة عند تداول مثل هذه المعلومات، لما تمثله من خطورة بالغة على الأمن القومي وتمس سيادة الدولة المصرية.

لكن حديثه يناقض واقعة مشهورة لعملية اختراق طائرة إسرائيلية من دون طيار للمجال الجوي المصري، عقب ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وقصف شخص يدعى إبراهيم عويضة، بمساعدة أعضاء بالموساد بعد التنسيق مع عملائهم بسيناء. كما أنه وفي أكثر من واقعة قصف للجيش المصري خلال الأسبوعين الأخيرين، شاركت الطائرات من دون طيار في العمليات، سواء معه أو منفردة، أو يسبقها تحليق طائرات "أف 16" المصرية.

المساهمون