تخوفات أمنية بعد مقتل دنماركيين بقصف أميركي لـ"داعش" بسورية

تخوفات أمنية بعد مقتل دنماركيين بقصف أميركي لـ"داعش" بسورية

21 ديسمبر 2015
مقتل شابين بسورية أثار مخاوف أسر دنماركية (العربي الجديد)
+ الخط -
أعلنت كوبنهاغن اليوم أن مواطنين دنماركيين انضما لصفوف داعش العام الماضي، قتلا في قصف جوي لطائرة أميركية بلا طيار الأسبوع الفائت.

الشابان اللذان أعلنت كوبنهاغن رسمياً عن مقتلهما بغارة جوية وهما يركبان سيارة في شمال شرق سورية ينحدر أحدهما من أصول كردية؛ ترعرع وكبر في منطقة نوربرو في العاصمة كوبنهاغن، بينما الشخص الثاني ينحدر من سيراليون في غرب أفريقيا وحضر إلى الدنمارك في سن الخامسة.

وفوجئت عائلة الشاب الكردي بمقتل ابنها في الغارة الأميركية، كونها لم تكن تعرف شيئاً عن انضمامه لصفوف داعش حيث تقول: "لقد أخبرنا بأنه مسافر إلى تركيا للعمل".

وبحسب المعلومات المتوفرة فإن الاستهداف الأميركي للشخصين اللذين يحملان الجنسية الدنماركية جاء بعد "معلومات استخباراتية عن وجودهما في تلك السيارة المستهدفة". ولا يبدو من تفاصيل حياتهما أنهما كانا على علاقة كبيرة بما يسمى هنا "البيئة المتشددة". فالشاب المنحدر من أصل كردي أنهى دراسته الثانوية ودرس المكننة في المدرسة التقنية، ولكن الشاب الآخر كان معروفاً للشرطة كمرتكب لبعض الجرائم الصغيرة رغم أنه أيضاً أنهى دراسته، وبحسب ما تقول مصادر الشرطة لصحيفة بوليتيكن فإنه "كان قد سجن 3 أعوام ونصف وأطلق سراحه لفترة تجريبية لكنه ارتكب المزيد من الجنايات كالسطو فأعيد إلى السجن".

وبالرغم من أنه وضع الأعمال الجنائية خلف ظهره وبدأ بالعمل كطاهٍ إلا أنه بدأ في العمل في المجال الإغاثي في سورية منذ 2013 وبدأت علامات الإحباط عليه كبيرة ووفق معارفه انتهى به الحال في الرقة.

اقرأ أيضاً: عودة ذكريات النازية في الدنمارك: إنهم يصادرون مقتنيات اللاجئين

ويبدو أن الرقة جمعت بين الشخصين اللذين لم يعيشا في كوبنهاغن سوى على بعد كيلومترات عن بعضهما البعض، ووفق ما تدعيه بعض المصادر فإن الشاب الدنماركي من أصول كردية له علاقة بهجمات باريس الشهر الماضي، وهو ما تعلل به المصادر الأمنية لصحيفة بوليتيكن الاستهداف الأميركي له بغارة قضت عليه وعلى الدنماركي الآخر.

وتذهب المصادر في قولها للصحيفة بأن الضربة الجوية لطائرة بلا طيار "تأتي ضمن المخطط الذي أعلنته الولايات المتحدة مؤخراً عن نشر قوات خاصة لتتبع قيادات في داعش وتوجيه الطائرات لقتلهم". لكن مصادر أخرى تنفي أن الشابين شاركا في القتال على الجبهات الأمامية لداعش، ويبدو أن عمل أحدهما في "تأسيس البنية التحتية" في الرقة "جعله يبدو شخصاً مهماً في أعين الأميركيين".

وتشير مصادر إلى أن ربط أحدهما بالتخطيط لهجمات باريس استند إلى معلومات قدمها موقع الرقة تذبح بصمت. لكن خالد الصبيحي، الناشط في المجال الإغاثي في منطقة نوربرو، يصف الشاب المتهم بأنه شارك في "خطط هجمات باريس" بأنه ليس أكثر من شاب عادي وجيد وهذا يظهر الحاجة للانتباه أكثر على أولادنا. فقد فوجئ الكثيرون في منطقة نوربرو بأن الشاب من أصل كردي "ر.ت" كان بالفعل منضماً لصفوف داعش.

ويقول "أبو إلياس" لـ"العربي الجديد": "لا أصدق بأنه كان كذلك، يبدو أن سوء فهم أو سوء تقدير في المعلومات أدى إلى جعله يبدو وكأنه يقاتل، الرجل ذهب منذ العام الماضي لمساعدة الناس بما تحصل عليه من تعليم. هذا الربط بما حدث في باريس تصوير غير دقيق ومضر بكل شباب المنطقة ومن هم من أصول مسلمة".

مقتل أي دنماركي من أصول مهاجرة أو حتى دنماركي أصلي في سورية يثير عادة هواجس المجتمع والأجهزة الأمنية، بالرغم من أن الدنمارك تعاملت مع العائدين بطريقة مختلفة أكسبتها شهرة، وخصوصاً اتباع الحوار وتقديم الإرشاد من خلال نموذج "آرهوس".

بالإضافة إلى ذلك فإن مقتل هؤلاء الشباب يثير مخاوف الكثير من الأهالي الذين عبر بعضهم عن خشيته من أن "يتوجه أبناؤنا الذين لا يعيشون معنا في البيت ذاته توجهاً متطرفاً ويسافروا بدون علمنا"، كما قال ذكر أبو حسين من نوربرو.

وفي مدينة آرهوس التي ينحدر منها عدد كبير ممن يسمون "محاربو سورية" يخشى بعض العرب من أن تداعيات انخراط هؤلاء ومقتلهم في صفوف داعش تؤثر تأثيرا سلبيا على المسلمين في البلاد.

وتقدر الأجهزة الأمنية، وخصوصاً جهاز الاستخبارات الدنماركي بأن 27 شاباً قتلوا في سورية بعد أن انضموا إلى جماعات جهادية هناك. وقد قال مركز التحليل الإرهابي التابع لجهاز الاستخبارات في أرقامه الأخيرة إن 125 شخصاً سافروا من الدنمارك إلى سورية بقصد الانضمام لمجموعات إسلامية متشددة فيها وفي العراق. وعاد نحو 60 إلى 70 منهم إلى الدنمارك.

اقرأ أيضاً: الصحف الغربية تستهجن: هل تُصادر الدنمارك أموال اللاجئين؟

المساهمون