المعارضة الجزائرية تفشل في الاتفاق على مرشح رئاسي واحد

‎قوى المعارضة الجزائرية تفشل في الاتفاق على مرشح رئاسي واحد ضد بوتفليقة

20 فبراير 2019
أيّدت المعارضة الحراك الشعبي ضد الولاية الخامسة لبوتفليقة(العربي الجديد)
+ الخط -

انتهى لقاء قوى المعارضة الجزائرية، مساء اليوم الأربعاء، من دون اتفاق على مرشح مشترك لمواجهة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 18 إبريل/ نيسان المقبل، غير أنها حذرت السلطة من مغبة قمع المظاهرات المرتقبة بعد غد الجمعة وحملتها مسؤولية أي انزلاق يحدث، وأعلنت مساندتها للتحركات الشعبية السلمية المناوئة لترشح بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة. 

وانتهى الاجتماع الذي جمع قادة 12 حزباً سياسياً، بينهم مرشحون للرئاسة وست شخصيات مستقلة معارضة، بإصدار بيان أعلنوا فيه "تثمين الاحتجاجات الشعبية السلمية وتأييدها"، وتوجيه تحذيرات إلى السلطة "من مواجهة المواطنين في ممارسة حقهم الدستوري في التظاهر والتعبير عن رفضهم لاستمرارية الوضع الحالي".

وأكد البيان اتفاقاً على "استمرار في مسار التعاون والتشاور بين مختلف الفاعلين الأساسيين المعارضين لسياسات السلطة القائمة على سلطة الأمر الواقع وفرضها، واستمرار تحكم مجموعات الفساد المتعددة والقوى غير الدستورية".

وكانت مجموعات من الناشطين المستقلين قد دعت إلى مظاهرات في العاصمة الجزائرية ومختلف المدن يوم الجمعة المقبل، فيما دعا تكتل "مواطنة" المعارض الذي يضم أحزاباً وشخصيات معارضة إلى مظاهرات احتجاجية يوم الأحد المقبل، بمناسبة ذكرى تأميم المحروقات في 24 فبراير/ شباط 1971.

وأكد رئيس الحكومة الأسبق رئيس حزب "طلائع الحريات" علي بن فليس، وهو مرشح للرئاسة، للصحافيين على هامش الاجتماع، أنه يساند الاحتجاجات السلمية التي تشهدها عدة مدن وبلدات في الجزائر، وقال "أساند كل تحرك سلمي وتعبير ليس فيه عنف، كنت دائماً مع حرية التعبير".

وأعلن المشاركون في اجتماع المعارضة اليوم إبقاء باب اللحاق بمساعي التكتل المعارض لكل القوى والشخصيات التي تتبنى نفس التصورات بشأن الوضع السياسي الراهن في الجزائر.

وتوافد على مقر "جبهة العدالة والتنمية"، التي دعا رئيسها عبد الله جاب الله، إلى هذا الاجتماع في الضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية رؤساء الأحزاب والشخصيات المستقلة، ودعا جاب الله أقطاب المعارضة إلى تبني مطالب الشعب الجزائري الرافض للعهدة الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

وقال جاب الله في الجلسة المفتوحة للاجتماع إنه يتعيّن على قوى المعارضة تجاوز الحسابات الضيقة، والتوافق على مرشح موحد في الانتخابات الرئاسية يجرى دعمه، وقال "نحن متأكدون أنه إذا التفت المعارضة، التف الشعب حولها وإن بقيت مشتتة بقي الشعب كذلك".

ودعا جاب الله الذي يعدّ من الرموز الإسلامية المعارضة منذ التسعينيات إلى دعم كل المجهود الشعبي والمدني لمنع الولاية الرئاسية الخامسة، وتبني التحركات التي يشهدها الشارع الجزائري.

واعتبر أن "الواجب اليوم يفرض علينا تبني مطالب الشعب الرافضة للعهدة الخامسة، وتحركاته الساعية لإسقاطها"، مضيفاً "نرفض أن يستمر في حكمه فهو غائب عن الوجود وفي حكم الميت معنوياً، كما أن ترشحه يتعارض مع قانون الانتخابات والدستور"، في إشارة إلى بوتفليقة.

وشارك في الاجتماع رئيس "حركة مجتمع السلم" والمرشح الرئاسي عبد الرزاق مقري، ورئيس حزب "طلائع الحريات" علي بن فليس المرشح للرئاسة كذلك، ورئيس حزب "الفجر الجديد" الطاهر بن بعيبش، ورئيس حزب "اتحاد القوى الديمقراطية" نور الدين بحبوح، والقيادي في "حركة البناء الوطني" أحمد الدان، ورئيس "الوطنيين الأحرار"، عبد العزيز غرمول، وعدد من الشخصيات وناشطون وأكاديميون مستقلون.

فيما غاب عن الاجتماع اللواء السابق والمرشح الرئاسي علي غديري الذي كان مدير حملته الانتخابية مقران آيت العربي قد أعلن أمس أنه لن يشارك في الاجتماع، كما اعتذر رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور عن المشاركة في الاجتماع، بسبب عدم اقتناعه بجدوى المشاركة في الانتخابات الرئاسية.

وقالت مصادر مسؤولة شاركت في جلسة الاجتماع المغلق لـ"العربي الجديد" إن "سقف النقاش انخفض من مسألة توحيد المرشح الرئاسي، والتي أصبحت مسألة غير ممكنة واقعياً، واتجه إلى قضايا أخرى ذات صلة بالانتخابات، كتوجيه نداء إلى السلطة للتعقل والتحذير من الوقوع في فخ الفوضى وإنقاذ البلاد والموقف حيال الانتخابات في حال وجود تزوير".