وزير بحكومة الإنقاذ الليبية: إمهال السراج 24 ساعة للمغادرة

وزير بحكومة الإنقاذ الليبية: إمهال السراج 24 ساعة للمغادرة

30 مارس 2016
السراج: سيتم العمل على تنفيذ بنود الاتفاق السياسي(مواقع التواصل)
+ الخط -

 

كشف وزير بارز في حكومة الإنقاذ الليبية التي يقودها خليفة الغويل، أن حكومته تواصلت مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، وطالبته بمغادرة العاصمة خلال 24 ساعة.

وأكد الوزير في تصريحات خاصة عبر الهاتف، لمراسل "العربي الجديد" في القاهرة، أنه "في حال عدم التزام السراج، سيتم التعامل معه كمخالف للقانون الليبي المطبق في العاصمة"، مشدداً على أن "السراج جاء متسللاً للعاصمة"، مشيراً إلى أن "الحكومة ستتعامل معه كشخص ليبي يمثل تهديداً للأمن العام ويثير الفتنة بين أبناء الشعب".

وقال إن "الحكومة جادة في مواجهة السراج مهما كلف ذلك من صدامات وخسائر"، مضيفاً أن "المليشيات التي تحمي السراج مأجورة، وتم شراؤها بالمال"، على حدّ تعبيره.

ووصف الوزير نفسه دخول السراج اليوم لطرابلس بأنه "انقلاب عسكري مدعوم من المليشيات المأجورة". وتابع أن "الحكومة لن تسلم السلطة للسراج تحت أي ظرف، وإلا ستكون سابقة، أن يقوم أي موظف دولي يحصل على دعم من بعض الجهات بتنصيب نفسه رئيساً لحكومة".

وفي أول ردّ فعل على دخول المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية إلى طرابلس، أعلنت حكومة الإنقاذ الوطني المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام في ليبيا عن رفضها دخول المجلس إلى طرابلس، واصفة أعضاءه بالمتسللين، ما ينذر بتأزم الوضع الليبي، ويفتح الاحتمالات أمام وقوع مواجهات بين الحكومتين.

وخلال مؤتمر صحافي عقد قبل قليل، أعلنت حكومة الإنقاذ الوطني عن رفضها دخول المجلس الرئاسي إلى طرابلس، ووصفت أعضاءه بالمتسللين، مجددة رفضها لحكومة الوفاق الوطني.

ولم يكد ينتهي المؤتمر الصحافي لحكومة الإنقاذ حتى بدأ تداول أنباء حول إغلاق مسلحين الطرق إلى قاعدة "أبو 6" البحرية، حيث مقرّ المجلس الرئاسي الليبي.

يأتي ذلك فيما تعهّد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، عقب وصوله مدينة طرابلس، اليوم الأربعاء، بـ"وضع الضمانات لتحقيق أهداف ثورة فبراير في ليبيا"، فيما رفضت حكومة الإنقاذ الوطني في طرابلس انتقال حكومة الوفاق، واصفة الأمر بأنه "غير شرعي".

وفي أول بيان للمجلس الرئاسي، بعد وصوله للعاصمة الليبية، قال السراج إن "المجلس سيعمل على وضع التطمينات والضمانات لبناء دولة المؤسسات والقانون والعمل على وقف إطلاق النار وسفك الدماء"، مؤكداً على "ضرورة مواجهة خطر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".

وأشار إلى "البدء بوضع خطط لمعالجة الوضع الاقتصادي والمالي ورفع المعاناة عن الشعب الليبي"، مشدداً على "التعويل على الليبيين وعلى الشباب، وترسيخ العدالة إلى جانب العمل على عودة المهاجرين والنازحين".

وتابع: "سيتم العمل على تنفيذ بنود الاتفاق السياسي، والحفاظ على ما جاء فيه"، مؤكداً أن "الشريعة الإسلامية ستكون مصدر التشريع. سنضع خطة عمل واضحة لاحقا لتوحيد صفوف الليبيين".

وشرح البيان تفاصيل رحلة وصول السراج وحكومته إلى طرابلس، موضحاً أن "الرحلة انطلقت مساء أمس، من ميناء صفاقس بتونس عبر رحلة بحرية"، معتبراً أن ذلك "لحظة تاريخية، وأن الحكومة ستباشر مهامها في طرابلس".

ورافق السراج إلى طرابلس أعضاء في المجلس الرئاسي، بينهم أحمد معيتيق، موسى الكوني، عبد السلام كجمان، فتحي المجبري، محمد العماري، أحمد حمزة.

دعم فرنسي للسراج

وتواصلت ردود الفعل المرحبة بانتقال السراج إلى طرابلس، بحيث وصف وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك آيرولت، الخطوة بأنها "خبر سار".

وقال: "إنها مرحلة مهمة. نعلم أن الكثير من العقبات وضعت على طريق هذه الحكومة".

وأضاف: "أنا سعيد بهذا القرار الشجاع"، داعياً كل "المؤسسات الليبية للوقوف وراء السلطات الجديدة".

وتابع: "يمكن لحكومة الوحدة الوطنية الليبية أن تعتمد على دعم فرنسا الكامل في التصدي للتحديات التي تواجهها، وأولها وأهمها الحاجة الملحة لوقف تقدم داعش".

ووصل السراج وفريقه إلى طرابلس بحراً، عبر قطعة بحرية، في حين وصل باقي أعضاء المجلس براً عبر بوابة رأس جدير.


وكان في استقبال المجلس الرئاسي، لدى وصوله طرابلس، وزير الداخلية السيد عارف الخوجة، ورئيس لجنة الترتيبات الأمنية العميد ركن عبدالرحمن الطويل وأعضاء اللجنة، وضباط السلاح البحري، وفي المقدمة العقيد ركن بحار سالم رحومة، والعقيد بحار عبدالحكيم بوحلية.