مصر: تشكيك بجدوى تشكيل تكتل حزبي جديد

مصر: تشكيك بجدوى تشكيل تكتل حزبي جديد

27 يونيو 2016
تدخل الأجهزة الأمنية يفشل أي تحرك حزبي(محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -
يشكّك مراقبون وخبراء بجدوى استمرار المشاورات الخاصة بتشكيل "منتدى وطني" للأحزاب المصرية، أو ما يشبه تكتلاً سياسياً خلال الفترة المقبلة. ويقود محاولات التقارب بين بعض الأحزاب السياسية ومن ثمّ التنسيق في ما بينها، الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، الذي استضاف أخيراً قيادات أربعة أحزاب على مأدبة إفطار، وهي: المصريين الأحرار، والتجمع، والإصلاح والتنمية، والمحافظين.

وعقب الإفطار، عقدت قيادات الأحزاب الخمسة اجتماعاً مشتركاً لبحث تشكيل ما أطلقوا عليه "منتدى وطني" يجمع الأحزاب حول أجندة وموقف وطني في شأن القضايا الكبرى والهامة. وبحسب بيان حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، فإن اللقاء بين الأحزاب الخمسة، يعد بمثابة بداية حوار وتشاور وربما تنسيق في ما بينها، وربما تنضم في المستقبل أحزاباً أخرى، وفقاً للمعايير والمحددات التي تضعها الأحزاب فى حوارها المقبل. وجاء في البيان أن هذه الأحزاب ستعمل معاً بقدر الإمكان، وذلك لمصلحة الوطن ووفقاً لما هو موضع توافق في ما بينها. ومن المقرر عقد اجتماع آخر لقيادات الأحزاب الخمسة، الأسبوع المقبل، لبحث تشكيل المنتدى الجديد، والاتفاق على الخطوط العريضة لتأسيسه، وبحث ضم أحزاب جديدة إليه.

وحضر اللقاء، رئيس حزب الإصلاح والتنمية محمد أنور السادات، والمسؤول الإعلامي في الحزب أسامة بديع، إضافة إلى القياديين مؤمن سيد وخالد هيكل وأيمن هدود، كما حضر عن حزب المحافظين، رئيسه أكمل قرطام، إضافةً إلى القياديين فيه ثروت الخرباوي وبشرى شلش وعاصم جنيدي. وحضر عن حزب المصريين الأحرار، الأمين العام المساعد عماد رؤوف، والمتحدث الرسمي باسمه شهاب وجيه. وعن حزب التجمع محمد فرج، وعلاء الدين عصام، وعن حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، رئيسه فريد زهران، والنائب الأول للرئيس باسم كامل، ورئيس كتلته البرلمانية، إيهاب منصور، إضافة إلى عضو المكتب السياسي إيهاب الخراط.

وأكد زهران، في تصريحات صحافية، انفتاح حزبه على إجراء تحالفات انتخابية مع القوى السياسية والأحزاب في انتخابات المحليات والتي تتوافق مع الأطر العامة لمبادئ الحزب تحت شعار "لا للفاسدين لا لتجار الدين"، لافتاً إلى أن الحزب قام بتشكيل لجنة مركزية لانتخابات المجالس المحلية.


من جانبه، يقول الخبير السياسي محمد عز، إن مشروع "المنتدى الوطني" المطروح لن يستمر أو يكتب له النجاح. ويضيف عز لـ"العربي الجديد"، أن الخبرة المصرية تقول إن كل تحالف أو تكتل لم يكن برعاية أمنية أو موالياً للنظام الحاكم سيفشل، لأنه لا يكون قائماً على أساس واضح.

ويشدّد عز على أن التكتل الجديد المزمع تأسيسه، غريب لدرجة كبيرة، لا سيما أن الأحزاب الخمسة مختلفة التوجهات تماماً، سواء سياسياً أو اقتصادياً، وبالتالي الاختلاف قائم بينها في الأساس، متسائلاً: "كيف سيتفقون على أمور هامة وتخص الأمن القومي والمواطن المصري".

ويتفق مع عز خبير آخر يعمل في مركز "الأهرام للدراسات السياسية"، طلب عدم ذكر اسمه، ويرى عدم جدوى بل وفشل تأثير هذا التكتل الجديد، متوقعاً تدخل النظام الحالي لإفشاله بشتى الطرق. ويقول الخبير السياسي لـ "العربي الجديد"، إن التكتل الجديد المزمع تأسيسه لم تدخل فيه أغلب الأحزاب بشكل جدي لمواجهة النظام الحالي وتشكيل كتلة حرجة معارضة لرئيس النظام عبدالفتاح السيسي، ذلك أن لكل من هذه الأحزاب مصلحة ما.

ويضيف أن هناك أحزاباً تسعى للظهور على الساحة فقط، وأخرى ترغب في الحصول على مكاسب من خلال الضغط على النظام بكيانات يُفهَم أنها معارضة، وثالثة ترغب في الظهور والدخول ضمن مناقشات الأحزاب والتحالف الانتخابية، مشدداً على أنه ما إن تتدخل الأجهزة الأمنية أو قيادات في النظام الحالي سيفشل هذا التحالف، بمجرد أن حزباً أو اثنين يحصلان على مكاسب معينة.